مرجل الحياة يضخ ويضيف.. ومنجل الموت يجتث ويخيف..

بين المرجل والمنجل تتحدد مساحة العمر أملاً.. وعملاً.. وأجلاً.. أيها نكسب.. وأيها نخسر..

الحياة رحلة سفر.. ومرحلة تجربة غامضة.. نمتطي قطار رحلتها الحتمي فما ندري أية محطة حدَّدَت لنا تذكرتها النزول.. قريبة أم بعيدة أم بين بين.. الأمل وحده هو الذي يمنحنا فسحة الانتظار وفرحة التواجد.

ومع هذا لا مجزع من قدر الله.. ولا مفزع من إرادته.. الموت نهاية لكل بداية مهما كانت مساحة وساحة العمر مغرية لإنسانها.

هكذا عشنا التجربة.. الكائن الحي أدركها وإن على مضض.. وإن على عدم اختيار قضاها يقيناً. وبات في انتظار أقدارها محتسباً لثواب مُصابها.. وأجره.. فعلى قدر الصبر يأتي الأجر.

خلال شهور ودَّعنا الكثيرون من أهلنا وأحبتنا برحيلهم.. منهم من قضى نحبه إثر حادث مروري.. ومنهم من عاجلته سكتة قلبية مفاجئة.. ومنهم من رحل على كِبَر.. ومنهم من استوطنه المرض فأقعده وأضناه.. وبات الموت له رحمة.

آخر هؤلاء الذين افتقدتهم كان لي معه رحلة عمر مليئة بالذكريات الجميلة.. منذ أيام الطفولة.

إنه القريب.. والحبيب.. وابن الخالة عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح. تغمده الله برحمته.. وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان.

و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).