قبل أيام قليلة فقدت المملكة رجلاً من رجالاتها الذين يعتز بهم الوطن ألا وهو رجل الأعمال الناجح الشيخ صالح بن مطلق الحناكي؛ فمن هو صالح المطلق الذي امتلأت الصحف بالعزاء فيه وأعمدتها بالثناء عليه؟ إنه رجل صنع مجده بنفسه؛ فقد بدأ بائعاً تقليدياً للمواد الغذائية في مدينة الرس، لكنه في نفس الوقت كان رجلاً فاضلاً متسامحاً طموحاً قليل الكلام يحس بمأساة غيره ويبحث عن ذوي الحاجة في صمت ويعطي كل ذي حق حقه، فأول ما أنعم الله عليه أعطاه الذرية الصالحة؛ فوهبه ابناً صالحاً ينهل من سيرة أبيه ويطبقها. ولطموحه المستمر فقد بدأ باباً جديداً من أبواب التجارة ألا وهو استيراد السيارات من ألمانيا ومن ثم تعديلها لتناسب النقل في المملكة وبيعها بالأقساط المريحة على المواطنين العاملين في هذا المجال، كما قام بفتح ورشة متخصصة في المرسيدس مطورة عن الورش التقليدية، ثم لما بدأ التطوير والإنفاق الحكومي يتضاعف دخل مجال التعهدات؛ فأسندت إليه مهام كبرى من أهمها تموين القوات المسلحة في مواقعها في أطراف المملكة؛ فقام بذلك خير قيام وأدى ما اؤتمن عليه؛ فبارك الله في إيراداته ثم بدأ يؤدي حق الله من هذا المال الوفير وينفق الأطعمة على مستحقيها وكذلك الملابس وغيرها ويبحث عن الفقير في مواقعه ولا ينتظر حتى يتجمعوا عند بابه، وعاش محمود السيرة طيب الذكر، والدليل على ذلك ما شهده الجامع الكبير بالرس أثناء الصلاة عليه وتشييعه من قبل جميع أفراد الشعب والجهات الرسمية وتباري الكتاب في الثناء عليه وامتلاء الصفحات بالتعازي.. فرحمه الله رحمة واسعة وبارك في خلفه مطلق وإخوانه، ولا نشك أبداً - بإذن الله - أنهم سوف يسيرون على نهج والدهم، ولرجال الأعمال وغيرهم نقول: اعتبروا يا أولي الأبصار.