حينما قرأت قبل أيام حديثًا لأحد المختصين في المجال الطبي يذكر فيه أنه لا يوجد مركز متخصص لعلاج الأورام عند الأطفال في المملكة، إلا أنه أشار إلى أن هناك بعض الجهود الطبية القليلة في جدة والمدينة المنورة.
أعدت قراءة الموضوع فلم أجد أي ذكر ل(مركز الملك فهد الوطني لأورام وسرطان الأطفال) في العاصمة الرياض؛ فهو بحق صرح طبي لا يمكن لأي منصف أن يتجاوز إنجازاته في مجال رعاية الأطفال المصابين بأمراض السرطان، ولنا أن نتأمل مسيرته.
فقد أنشأه معالي الدكتور ناصر الرشيد على نفقته الخاصة بتكلفة إجمالية بلغت نحو (خمسمائة مليون ريال)، ويعتبر هذا المركز، الذي يُعنى بأبحاث وعلاج الأطفال المصابين بالسرطان والأورام، المركز الثاني على مستوى العالم المتخصص في هذا المجال، وقد أضاف له توسعة جديدة, وعولجت في المستشفى ما يزيد على 8000 حالة سرطان أطفال حتى نهاية عام 2007م.
وتعد مبرة معالي الدكتور الرشيد أول مركز طبي وطني متخصص تخصصًا دقيقًا لعلاج مرضى سرطان الأطفال؛ حيث أسسه 1406هـ، وقدَّمه هدية للوطن عام 1412هـ، وتبنَّت الدولة تشغيله عام 1417هـ، ويقوم مستشفى الملك فيصل التخصصي بتشغيله والإشراف عليه، وهو الوحيد على المستوى العربي والآسيوي.
ولنا أن نفخر بهذا الإنجاز الذي يعده (الرشيد) - وفقه الله - واجباً وطنياً يتحتم على أهل الخير القيام به؛ حيث يأتي هذا المركز الثاني على مستوى العالم في مجال بحوث وعلاج الأورام والسرطان لدى الأطفال، كما يشير القائمون عليه إلى أن التكلفة التشغيلية للمركز تبلغ قرابة مائة وأربعين مليون ريال سنويًّا؛ لأن علاج السرطان ذو تكلفة عالية، وتصل تكلفة علاج المريض الواحد في كثير من الحالات قرابة المليون ريال سنويًّا، وتتجاوز نسبة علاج الحالات السرطانية لدى الأطفال بنجاح 70 % من الحالات الواردة للمركز، ويتم اكتشاف نحو 400 إلى 500 حالة جديدة سنويًّا عدا حالات أمراض اضطرابات الدم غير الخبيثة التي يتولى المركز علاجها مع مستشفى الملك فيصل التخصصي، كما يبلغ عدد الحالات التي راجعت المركز منذ بداية تشغيله حتى الآن قرابة (8000) حالة. ويعتمد المركز على مستشفى الملك فيصل التخصصي لإجراء العمليات؛ لعدم وجود غرف عمليات جاهزة في الوقت الحاضر، وتم إعداد غرفتين لإجراء عمليات متطورة في التوسعة الجديدة، وقد تكفل بتجهيزهما مؤسس هذا المركز معالي د. ناصر - حفظه الله - بمبلغ قدره (22 مليون ريال)، ويبلغ عدد الأسرّة المشغلة حالياً 36 سريراً للتنويم و16 سريراً لعلاج اليوم الواحد، ويستقبل المركز ما معدله 100 مراجع يومياً.
فالمركز كما يشير القائمون على شأنه يقدِّم أفضل المعايير العلاجية الموجودة في المستشفيات العالمية المتقدمة، ولا يقل المركز في مستواه العلاجي والكادر الطبي والطبي المساعد عن أرقى المستشفيات المتخصصة، كما أنه يضم نخبة من الباحثين والمتخصصين في مجال أمراض الدم والأورام عند الأطفال، وعلى رأسهم رئيسة مركز الأبحاث في هذا المشروع الرائد الدكتورة خولة الكريع، ونخبة مميزة من الباحثين والمتخصصين من أبناء الوطن؛ فلنا أن نفاخر بهذا العطاء الذي يبذله (الرشيد)؛ فهو أهل لأن يدعى له بالخير وبأن يجزل له الله الثواب.
hrbda2000@hotmail.com