الجزيرة عبد الله البراك - منيرة المشخص تصوير سعيد الغامدي
أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية أن افتتاح معرض القوات المسلحة للمواد وقطع الغيار 2010 هو أولى اللبنات لتنفيذ اقتراحنا تشكيل لجنة مركزية للتصنيع المحلي تضع الاستراتيجية العامة للتعاون بين القوات المسلحة والمصادر الوطنية؛ لاستغلال قدرات التصنيع المحلي في مساندة القوات المسلحة فضلاً عن اقتراح السياسات والإجراءات والأهداف القريبة والبعيدة الكفيلة بتحقيق ذلك.
وقال في كلمته لدى افتتاحه المعرض: إن اهتمامنا بالتصنيع المحلي بدءا بتصنيع قطع الغيار والمواد العامة يمثل الخطوة الصحيحة في اتجاه التصنيع الحربي الكامل وهو حلم ليس ببعيد، فلا تنقصنا العقول المبدعة ولا الموارد البشرية أو المادية ولا الإخلاص والعزيمة ولا الرغبة في التفوق والإرادة في الريادة فكلها عوامل متوافرة، ولكن لعل ما ينقصنا حقيقة هو الإدارة الفاعلة وحسن المتابعة والعمل الجماعي المثمر والجدية والمثابرة. واضاف سموه قائلاً: (تستهدف محاولاتنا الجادة تصنيع قطع غيار ومواد بجودة عالية ونوعية متميزة لتحقيق الترشيد في الإنفاق والاكتفاء الذاتي ثم التصدير الخارجي، فضلاً عن نقل التقنية وتوطينها وهو هدف طالما سعت إليه قيادتنا الحكيمة في المجالات كافة، كل ذلك في ظل ثقة متبادلة بين القوات المسلحة والقطاع الخاص وخدمة للمصلحة العامة التي نتوخاها جميعاً وهي توسيع القاعدة الصناعية في القطاع الخاص، وإعداد كوادر عالية التأهيل الفني والمهني، وزيادة التنافسية الحرة ما يؤدي إلى الجودة والإتقان وإيجاد فرص استثمارية وتشجيع مشروعات الأعمال المحلية الصغيرة، والمساعدة في القضاء على البطالة بخلق فرص عمل للشباب بما يسهم في حل مشكلات اجتماعية متعددة كالعنوسة والعنف والمخدرات فضلاً عن تحقيق الربحية في مؤسسات القطاع الخاص ونموه وتطوره).
وأضاف سمو الأمير خالد بن سلطان يقول: إن أهم الأهداف هو كسر احتكار تصنيع قطع الغيار وطول مدة التوريد والإصلاح والإعادة من المصادر الخارجية وما يترتب على ذلك من تأثير في القدرة القتالية لقواتنا المسلحة. واختتم كلمته قائلا اليوم نحمد الله أن بدأنا نحصد ثمار توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بتعزيز التعاون البناء بين قطاعات وزارة الدفاع والطيران والقطاع الخاص وتشجيع المصنعين الوطنيين على المشاركة في مساندة منظومات القوات المسلحة والعمل على نقل التقنية وتوطينها.
وكان سمو قائد القوات الجوية الملكية السعودية رئيس اللجنة المركزية للتصنيع المحلي للقوات المسلحة الفريق الركن عبد الرحمن بن فهد الفيصل قد ألقي كلمة أوضح فيها أن المعرض يهدف إلى إطلاع الشركات والمصانع المحلية والقطاع الخاص على احتياجات القوات المسلحة من المواد وقطع الغيار التي يمكن تصنيعها محليا؛ بهدف إيجاد علاقة استراتيجية طويلة المدى للاستفادة من قدرات القطاع الخاص لمساندة منظومة القوات المسلحة وإتاحة الفرصة أمام الشركات والمصانع لعرض منتجاتها لقطاعات القوات المسلحة، منوها بدعم القيادة الرشيدة واهتمامها بالعلوم والتقنية وتشجيع البحث العلمي والعمل على نقل وتوطين التقنية وتعزيز قدرات القطاع الخاص ليتعاون مع القطاع العام في مجال البحث العلمي والتطوير التقني.
وأكد سموه أهمية استثمار رؤوس الأموال والمدخرت في الاقتصاد الوطني بمختلف السبل الفعالة وزيادة مشاركة القطاع الخاص وتوسيع مساهمته في القطاع الوطني وزيادة فعاليته في المسيرة التنموية، مذكرا بتوجيهات سمو ولي العهد المستمرة لتطوير التعاون بين قطاعات وزارة الدفاع والطيران والقطاع الخاص وتشجيع المصنعين الوطنيين للمشاركة في مساندة منظومة القوات المسلحة وتأكيده - حفظه الله - على تضمن كل الاتفاقيات والعقود مع الدول الصديقة بالتعاقد مع شركات التوازن الاقتصادي لتصنيع وتجميع بعض المنظومات ونقل وتطوين التقنية مما كان له أكبر الأثر في دعم الاقتصاد الوطني.
وبين سمو قائد القوات الجوية الملكية السعودية أن تشكيل اللجنة المركزية للتصنيع المحلي للقوات المسلحة جاء بتوجيه من سمو ولي العهد؛ بهدف وضع الاستراتيجية العامة للتعاون ما بين القوات المسلحة والمصادر الوطنية للاستفادة من قدرات القطاع الخاص لمساندة المنظومات المسلحة.
ونوه سمو قائد القوات الجوية الملكية السعودية في كلمته باهتمام وتوجيهات سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز وإشرافه المباشر على اللجنة الوطنية المركزية، وتوجيهه بضرورة تسريع دراسة وتحديد المواد وقطع الغيار الممكن تصنيعها محليا طبقا للمواصفات والمعايير المحددة حسب إجراءات التصنيع المتفق عليها وتشكيل لجان فرعية للتصنيع المحلي بأفرع القوات المسلحة؛ ما كان له بالغ الأثر في سرعة وضع الأسس الملائمة لانطلاق هذه المبادرة الوطنية التي تعد أولى الخطوات التي تؤكد الدور الريادي للقوات المسلحة في هذا الاتجاه؛ ما يسهم في الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي عن طريق توفير ما تحتاج إليه المملكة من مواد وقطع غيار جوية عن طريقه تصنيعها محلياً.
وعرض سموه الاستراتيجية العامة للتعاون المشترك بين القوات المسلحة السعودية والمصادر الوطنية التي تتمثل في دعم وتنمية قدرات الصناعة الوطنية بالتعاون المشترك مع مراكز البحث العلمي والجامعات والقطاع الخاص لتلبية احتياجات القوات المسلحة ومساندة منظوماتها من خلال عدد من السياسات والفوائد التي ستعود على الاقتصاد المحلي من هذا التعاون، موضحاً أن من شروط نجاح هذه المبادرة وأهمها ضمان الجودة والنوعية والمنافسة السعرية وتطوير استراتيجية مستقبلية للتطوير التقني والعمل مع الجامعات ومراكز البحوث لتبني الدراسات في هذا المجال، منوها بالتعاون القائم بين وزارة الدفاع ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بإنشاء برنامج لدعم صناعة قطع الغيار للقوات المسلحة في المملكة من خلال حاضنات بادر للتصنيع المتقدم التابع للخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار.
عقب ذلك ألقى معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف كلمة نوه فيها بما تضمنته الاستراتيجية العامة للتعاون المشترك بين القوات المسلحة السعودية والمصادر المحلية من دعم وتنمية لقدرات الصناعة الوطنية، وقال: (إن وزارة المالية لا تنظر إلى هذه الاستراتيجية من زاوية الترشيد في الإنفاق فقط وهو ما تحرص عليه الوزارة ولكنها تنظر إليها بوصفها برنامج عمل حيوي يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد وقطع الغيار بجودة ونوعية متميزة وما يحققه ذلك من أبعاد أمنية ونقل وتوطين للتقنية وإيجاد لفرص العمل).
وأبدى معاليه تطلعه إلى استمرار التعاون المثمر بين وزارة المالية ووزارة الدفاع والطيران بما يسهم في تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية، معربا عن ثقته بأن نجاح هذه الجهود سيكون من خلال الدعم من القيادة الرشيدة لهذه المبادرة ومتابعة ودعم سمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية لها، لما تعود به من جدوى وعائد مباشر وغير مباشر على الاقتصاد الوطني. وأثنى معالي وزير المالية في كلمته على القطاع الخاص وقدرته على التحرك بسرعة وديناميكية والاستفادة القصوى مما يتيحه التعاون بين القوات المسلحة والقطاع الخاص.
إثر ذلك تحدث وكيل وزارة التجارة والصناعة للشؤون الصناعية الدكتور خالد السليمان في كلمة عن أهمية الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي تسهم في زيادة إسهام القطاع الصناعي في الناتج المحلي بنسبة 20 في المائة وخلق المزيد من الفرص الوظيفية للمواطنين السعوديين بمعدل أربعة أضعاف ما هو عليه الآن عند انتهاء الخطة الوطنية، منوهاً بمبادرة وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة التي ستسهم في إثراء وزيادة مشاركة القطاع الصناعي المحلي.
عقب ذلك ألقى رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض عبد الرحمن الجريسي كلمة نوه فيها بمبادرة وزارة الدفاع والطيران لتصنيع معدات وقطع الغيار محليا، واصفاً إياها بالمبادرة الذكية والوطنية التي تهدف إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الصناعي الوطني وتضيف بعدا وطنيا جديداً. وأعرب الجريسي عن ترحيب القطاع الخاص بهذا المعرض الذي سيفتح آفاقا واسعة وواعدة لتلبية احتياجات القوات المسلحة من قطع الغيار التي تحتاج إليها القوات المسلحة، مشيرا إلى أن تلك الاحتياجات تشكل فرصا واسعة لتشغيل خطوط الإنتاج لدى المصانع الوطنية والورش الكبرى بكامل طاقاتها خاصة في ظل القدرة على إنتاج مواد وقطع غيار على مستوى عال من الجودة والكفاءة ومطابقة لمعايير السلامة قد تفوق مثيلاتها المستوردة.