منذ أن أنشئ طريق (حفر الباطن- الرقعي) الذي يصل المملكة بالكويت قبل أكثر من أربعين عاماً وهو هو نفس الطريق ذي المسار الواحد الذي تواصلت عليه (الترقيعات) منذ أن عُبِّد إلى اليوم، وبلا أية أعمدة إنارة رغم قصر المسافة بين الدولتين الشقيقتين والتي لا تتجاوز الـ(90) كيلو متراً لا أكثر. وقد وقعت على هذا الطريق خلال العقود المنصرمة من عمره الإنشائي العشرات إن لم نقل المئات من الحوادث المرورية المؤسفة التي راح الكثير من ضحاياها من الأهل والأحبة (أسراً وأفراداً) من البلدين العزيزين، نظراً لسوء الطريق وقلة الإضاءة فيه وانعدام الدلالات الأرضية وشح المراكز الإسعافية وقلة الخدمات الأخرى خلال هذه المسافة الصحراوية التي تخلو من أية هجرة أو قرية تقع عليه بين حفر الباطن والكويت.
صحيح أن المسافة بالمقارنة مع المسافات الأخرى التي تربط أنحاء المملكة بعضها ببعض قد تبدو قصيرة إلى حد ما، ولكن هذا الطريق يكتظ بالمسافرين بشكل كثيف خلال فصلي الصيف والربيع، وذلك لأن أغلب المواطنين الكويتيين بل والمقيمين في الكويت بشكل عام يسلكونه لقضاء العطلة الصيفية في بلاد الشام. أما في الربيع إذا ازدانت محافظة حفر الباطن بالخضرة و(الفقع) والمتنزهات البرية الطبيعية فإن أغلب سكان منطقة الخليج وليس الكويت وحدها يتجهون بشكل كثيف إلى هذه المنطقة التي أسميناها ذات يوم (عاصمة الربيع) وما زالت إلى اليوم تزدهي بهذا المسمى البديع الذي يليق بها. أقول بالإضافة إلى البشر فإن المنطقة في الربيع تزدحم بقطعان الإبل الهائلة التي تجيء إليها من مختلف الأنحاء والتي تقطع طرقاتها في الليل والنهار على حد سواء مما يشكل خطراً على سالكي كل الطرق المؤدية إلى هذه المحافظة، وليس فقط طريق (الحفر-الكويت).
ومن هنا، وما دمنا بصدد الحديث عن هذا الطريق الذي أقيم طريق آخر يوازيه ما زال تحت الإنشاء (منذ لا نذكر!!)، ولعدم افتتاح هذا (الموازي -المزدوج) إلى الآن والذي يسلكه المسافرون والمتنزهون كيفما اتفق وبفوضوية (مرعبة) بحيث يستخدمونه أحياناً كاتجاه واحد، وأحياناً أخرى كاتجاهين متضادين مما أحدث الكثير هذه الأيام من الحوادث المرورية المؤسفة. لذا فإننا نهيب بكل من يعنيهم الأمر من الإخوة المسؤولين في هذه المحافظة العزيزة وعلى رأسهم الصديق الأخ مسلط الزغيبي وكيلها النشط والمحبوب أن يجدوا الحل الأسرع والأمثل (فوراً) لتلافي هذا الخلل القاتل قبل أن نخسر المزيد من الأحبة والأقرباء.