جازان - أحمد حكمي
تغار المواقع من بعضها، وتحمل كل وجهة جمالا منفردا يختلف عن الآخر؛ فهناك مكان يأسر قلبك؛ حيث فتنة الطبيعة تدفع إلى التأمل في صنعة الخالق.
نتحدث عن مكان قريب جدا من الناس، لكن أغلبهم لا يعرفون عنه شيئا، وما إن يصلوا إليه حتى يعاتبوا أنفسهم على حرمان ذواتهم من هذا الجمال الخلاب، وهم على مرمى حجر منه، والاستمتاع بغروب مختلف، ربما لم يسبق لخيالهم تصوره..
ما نتحدث عنه هو شاطئ (قوق)، بضم القاف، وهو موقع سياحي جذَّاب يمتاز بكل مقومات السياحة العالمية، يقع على ساحل منطقة جازان، خلف قرية تعرف بالصوارمة، تقع بين مركزي المضايا والسهي.
أغلب الناس في المنطقة لا يعرفون عنه شيئا، ويحتاج قاصده إلى دليل لكي يصل في المرة الأولى، بعدها تكون الأمور أكثر سهولة، وما إن تصل إليه حتى تدرك أن الأمر يستحق العناء والتعب؛ فهو يمتاز بطبيعة جميلة جدا تجتمع فيها الرمال والأشجار مع البحر وأمواجه المتلاطمة.
لحظات من الصمت المهيب في حضرة الجمال تمضي دون أن تحس بها، ولا تجد أي تفسير لهذا الاستغراق وسط البهاء الذي يغمر جنبات المكان..
ومع ذلك يحتاج (قوق) إلى التفاتة صادقة من هيئة السياحة والآثار لتحويله إلى مكان يستحق كل فرد من أفراد هذا الوطن الغالي أن يعيش لحظة فيه؛ فذلك حق من حقوقه، إضافة إلى توفير رصيد كاف من المعلومات عن الموقع، من شأنها استثارة أي شخص للتحرك من أقصى الشمال والشرق والغرب لكي يراه.