طالعتنا صحيفة (الجزيرة) في صفحتها الأولى يوم الجمعة قبل الماضي بخبر مهم مفاده (صدور أمر سام كريم بوضع حدٍ للملصقات الإعلانية التي كثرت في الآونة الأخيرة في شوارع مدن المملكة، حيث ألزم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجهات المعنية في وزارتي الداخلية والبلديات بمنع أي ملصقات إعلانية أو صور في شوارع المدن إلا للمؤتمرات والمناسبات التي تكون تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وولي العهد. وقد وجه خادم الحرمين الشريفين قطاعات وزارة الداخلية ووزارة الشئون البلدية والقروية وإمارات المناطق ووزارة الثقافة والإعلام بالرفع لمن يخالف تلك التعليمات أو يتجاوزها، حيث تم إبلاغ قطاعات الوزارات والمصالح الحكومية بهذه التعليمات).

أؤيد وبشدة الأمر الكريم، وقد كتبت سابقاً مقالين عبر هذه الزاوية مطالباً بالتدخل لإيجاد طرق مناسبة يتم من خلالها الإعلان عن المناسبات والفعاليات العامة وأن لا يساء استخدام الكباري والجسور وتشويه منظر مدننا الغالية بوضع لوحات من القماش وخلافه تفتقد للجمال يتم وضعها بشكل غير مدروس وفيها اجتهاد كبير ومخالفات صريحة، حتى أنها أصبحت مثار استغراب للزائر لأي مدينة من كثرتها وسوئها.

فأصبح بإمكان أي شخص أن يعلن عن إقامة ورشة أو ندوة ويضع بها ما يشاء من معلومات، فلا مقاسات ولا معايير محددة يتم استخدامها، عوضاً عن مخاطر وضعها بشكلها الحالي. ومثل ذلك النوع من الإعلانات فيه تشويه لجمال المدينة بدون أي احترام للذوق العام ويعد مؤشراً سلبياً على مدى تقدمها خصوصاً للزائرين من خارج المملكة, وفي حال سوء الأحوال الجوية كثيراً ما تتساقط تلك اليافطات على السيارات وفي ذلك عدم اهتمام بالحفاظ على سلامة المارة والسائقين.

في رأيي المتواضع، وبعد الالتزام بتنفيذ الأمر السامي الكريم بحصر الإعلانات فقط لتلك التي تكون تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، ضرورة أن تتم إعادة النظر في شكل ذلك النوع من اليافطات الإعلانية الموضوعة على الطرقات والجسور وأن تتم الاستفادة من تجارب غيرنا في هذا الجانب ولا يمنع أن تستثمر تجارياً بما يعود بالنفع وبنفس الوقت إعادة تنظيم ما يعرض من إعلانات بطرق جذابة مبتكرة وملفتة للانتباه.