عرف عن اللصوص قديماً أنهم يخافون من الناس وأيضاً (يختشون)، فقد كان عندهم (شوية) دم! لذلك فهم يشنون غاراتهم تحت جنح الظلام، وكان التسلل هو منهجهم الأزلي محتمين بأجنحة الظلام التي تستر خططهم وتحركاتهم

وجرائمهم! وقليلاً ما كانوا يستخدمون السلاح سواء كان أبيض أو بأي لون كان! لأن هدفهم لم يكن إيذاء البشر ولم يكونوا من أتباع نظرية الغاية تبرر الوسيلة، وعندما يُكتشف أمر اللص فإنه يلوذ بالفرار! في وقتنا الحاضر اختفى منهج (اللصلصة) الليلية الذي كان يسير عليه اللصوص الأوائل، بعد أن تمرد عليه لصوص (آخر زمن)، فتلك الطريقة البدائية و(السلمية) من وجهة نظرهم ليس فيها من الإثارة ما يكفي ولا تدل على البطولة في مجال (البلطجة)!

لذلك فلا تستغرب إن واجهوك في عز النهار ليسرقوك، فربما صدموا سيارتك من الخلف وعندما تنزل يفرون بها أو ربما أوقفوك عند ماكينة الصراف وطلبوا منك البطاقة والمال، وربما انتحلوا شخصية أو ركبوا الدراجات وعندما يقتربون من امرأة يختطفون جوالها أو (شنطة) يدها، ولهم من الأساليب المبتكرة الكثير! اللصوص الآن أكثر فجاجة وهمجية وأكثر عنفاً في تنفيذ جرائمهم، يحملون معهم أسلحتهم الخفيفة والأسلحة البيضاء وكأنهم ذاهبون لأداء مهمة لابد من إنجازها! ومن هنا جاءت فكرة السرقة بالإكراه أو تحت تهديد السلاح! أنواع قاسية وعنيفة من الجريمة بسبب كثرة حدوثها لم تعد تقشعر لها الأبدان، ربما لأن الأبدان ملت من كثرة ما تقشعر لذلك فقدت القدرة على القشعريرة!

ما يحير ويقلق كل مواطن غيور على وطنه ومجتمعه، لماذا بعض أبنائنا يصبحون بين ليلة وضحاها مجرمين ولصوصاً يقطعون الطرقات ويقتحمون المحلات والصيدليات ويسرقون ويعتدون على الناس في وضح النهار؟ ولم يعد الانخراط في عالم الإجرام واللصوصية مقصوراً على فئات معينة بل إنه ضم إلى صفوفه شباب من عائلات لها سمعتها الطيبة! مما يعني أن الفقر والاحتياج المادي ليس هو السبب الوحيد! الشرطة تقوم بدورها رغم الزيادة السكانية ورغم النقص المزمن في كوادرها وتقبض على اللصوص وإذا بآخرين جاهزين لسد خانة المقبوض عليهم بأسرع ما يمكن! كم من الجرائم ارتكبتها تلك العصابات قبل أن يتم القبض على أفرادها؟! الجريمة المنظمة مهما كان مستوى تنظيمها هي خطر يفتك بجسد المجتمع. نحتاج إلى عقوبات صارمة وسريعة التنفيذ بحق من يتم القبض عليهم وفي نفس الوقت نحتاج إلى أن يقوم المجتمع بكافة مؤسساته الاجتماعية والثقافية والإعلامية والأمنية كل بدوره لمنع تشكل عصابات أصبحت تهدد أمننا الاجتماعي!