بصراحة لم يكن وصول وبقاء سمو رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي لفترة رئاسية كاملة، لمدة أربع سنوات قادمة، مفاجأة لأي رياضي أو نصراوي خاصةً؛ حيث يعدُّ سموه - ومن وجهة نظر شخصية بحتة - أفضل مَنْ يقود دفة الأمور وقيادة العالمي لسنوات وسنوات عديدة. وقد يعود ذلك الإجماع على سمو الأمير فيصل بن تركي إلى أسباب عدة، أهمها ثقافة سموه الرياضية، وكذلك القبول الذي يجده من الجميع، ناهيك بالقدرة المالية التي من خلالها يستطيع أن يسيِّر بالنادي إلى المستوى المأمول بغض النظر عمن سوف يقف معه من أعضاء الشرف الذين غابوا أخيراً دون مبرر. ورغم المسؤولية الجسيمة والصعبة التي تنتظر سموه أتمنى أن يكون للجانب الاستثماري دور كبير لدى سموه، كذلك العمل على فك الارتباط بمؤسسة (ماسا) بأية وسيلة؛ حيث المردود المالي من المؤسسة ضعيف جداً، ناهيك ببعض المشاكل التي يجب أن تكون من أولويات سموه، وبالذات مشكلة الديون ومستحقات اللاعبين.. ولا نغفل - وهذا مطلب الجميع - إعادة الألعاب المختلفة. هذا ما يتطلع إليه الشارع الرياض، وبخاصة النصراويون، الذين سعدوا أيما سعادة باستمرار كحيلان رئيساً وأميراً للنصر.
نصر بلا طعم
لم أتوقع أو أتصوَّر أن يصدمني ويحبطني فريق النصر مساء يوم الأربعاء (الأسود)، وأمام الفريق الأميز (الهلال)؛ حيث لم يقتصر الفشل والخذلان على لاعب واحد، أو لاعبين؛ لقد كان الفريق بأكمله مشلولاً شللاً كاملاً، باستثناء خالد راضي (نجم اللقاء).
لقد كان أداء جميع الأجانب مخجلاً للغاية، وحرام أن تُصرف كل هذه الأموال عليهم وتُحجب عن ابن البلد. لقد استغربت، كما استغرب معي الكثير، من العودة غير المبررة لأسماء لم يعد لها قيمة فنية في الفريق.
لقد أُلغي عقد المدافع إيدر وأُبقي على لي شو الذي لا يلعب ولديه مشاكل مالية مع النادي.. ولماذا يتم إبعاد بعض اللاعبين الشباب والعودة مجدداً إلى صديق والمبارك؟ أين الذيلعي وعاشور والعسيري؟!
لقد كان يوم الأربعاء يوماً أسود عند كل نصراوي، ليس للهزيمة، ولكن للتركيبة المهزوزة والمستوى المخجل. وعندما يكون هذا هو الفريق الذي صُرف عليه ملايين الدولارات ويخرج من ثلاث بطولات على التوالي، وفي موسم واحد، إذن ما الفائدة المرجوة من صرف كل هذه المبالغ؟ فإبقاؤها لأبناء النادي المحليين أرحم وأفضل للنادي وأبنائه.
فيروس النصر ينتقل إلى الاتحاد
كان الجميع على المستوى الرياضي، وبمختلف ميولهم، يستغربون من كثرة البيانات التي تصدر من إدارة نادي النصر السابقة؛ ما دفع معظم النقاد إلى إطلاق اسم (نادي البيانات) بدلاً من (نادي النصر) على النادي؛ وذلك لكثرتها، وأغلبها دون فائدة أو معنى في أكثر الأوقات، وكانت تشوّه أي عمل تقوم به الإدارة. وقد اختفت هذه البيانات مع تكليف الأمير فيصل بن تركي بعد أن غادرت الإدارة السابقة ومَنْ بقي منها قبل أن تكمل مدتها القانونية أو النظامية.
ودارت الأيام، وجُلبت إدارة الدكتور خالد المرزوقي لتقود دفة نادي الاتحاد لمدة أربع سنوات قادمة بداية من هذا الموسم، ولكن مع الأسف سارت على نهج إدارة البيانات، وأصبح المركز الإعلامي في نادي الاتحاد يصدر البيانات أسوة بالإدارة السابقة لنادي النصر. وإذا ما استمرت إدارة الاتحاد على النهج نفسه فسيكون مصيرها الفشل، وستغادر ويغادر أعضاء مجلس الإدارة قبل إكمال المدة وبالطريقة نفسها لإدارة نادي النصر السابقة؛ فلا يمكن لإدارة ناد ناجحة أن تصدر بياناً على عضو شرف أو عضو مجلس إدارة! هذا تماماً ما يحدث في نادي الاتحاد حالياً، وفي النصر سابقاً.
نقاط للتأمل
مبروك ألف مبروك للأمير فيصل بن تركي وأعضاء مجلس إدارته الثقة التي حصلوا عليها من أنصار العالمي ومحبيه، وبالتوفيق دائماً و(يستاهلون).
خاب ظني فيك يوم جيت ارتجيك واجيك في الموعد والتقيك، لكن خابت كل ظنوني اللي تحتريك. هذا هو فريق النصر يوم الأربعاء الماضي.
أتمنى من الأمير فيصل بن تركي أن تكون من أهم سياسة إدارته الجديدة الشفافية والوضوح وكشف أي عائق يقف أمامه.
هل تصبح البيانات المتعددة والمتكررة من إدارة نادي الاتحاد بداية سقوطها.
كيف تسمح إدارة الاتحاد بإصدار بيان ضد الرئيس الذهبي وصاحب الثلاثية الشهيرة الأستاذ طلعت لامي، وهو الوحيد الذي يدعم النادي إلى يومنا هذا.
ما قدمه اللاعب حسام غالي من مستوى في (مباراة القمة) وتصرفاته المشينة يجعلان إدارة الأمير فيصل تدرس إبعاده عاجلاً، هذا إذا ما أرادت أن يكون البناء على أسس صحيحة.
ما زلت عند رأيي أن مدرب النصر أقل من طموح عشاق العالمي، ويجب أن يرحل.
مبروك مقدماً لمن سيتأهل إلى النهائي التشرف بالسلام على سمو ولي العهد، ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي.