Al Jazirah NewsPaper Friday  12/02/2010 G Issue 13651
الجمعة 28 صفر 1431   العدد  13651
 
كل جمعة
هذا الهلال.. وهذا النصر
صالح الهويريني

 

كان لا بد أن يفرض المنطق نفسه ويفوز الهلال على النصر في مباراة أول أمس.. الهلال كان في يومه ما عدا في تسجيل الأهداف وإلا لحسمها منذ الشوط الاول من المباراة.. لا تقولوا إن النصر لم يظهر بمستواه.. هذا هو مستواه وهذه هي امكانات لاعبيه عندما يكون أمام الهلال وهو في قمة عطائه الفني والتكتيكي.. وليس التهديفي.

على العموم فوز الهلال كان طبيعيا وليس فيه أي جديد فقد فعلها بالنصر مرتين في الموسمين الماضيين وأخرجه من بطولتي كأس ولي العهد.. وتبقى الكارثة ان بعض أصدقائي النصراويين (من زود الثقة) كانوا يسألوني عن مكان مباراة النصر في دور الأربعة أمام الفائز من نجران والأنصار.. وهل هي في الرياض أو خارجه توهما منهم بأن فريقهم سيتجاوز الهلال..

بالمناسبة.. في مباريات خروج المغلوب اعتاد الهلال تحقيق الفوز على النصر.. هكذا يقول التاريخ منذ موسم 97هـ (33) عاماً، وربما اضطررت من خلال مقال قادم لسرد هذا التاريخ..

بفوز الهلال على النصر العتيبي والعابد هزما رأي المحلل ماجد عبدالله ومن جراء انتقاده قبل المباراة لمشاركتهما عوضا عن الدعيع والشلهوب.. ولا أبالغ إن قلت: انه ومنذ أول عشر دقائق من المباراة كان الهلال (ناوي نية) بالنصر ولكنه الاستعجال وسوء الحظ وقبل ذلك إرادة رب العباد..

غاب (8) مواسم فقط

في النصر مازالوا يصرون على ان عدد بطولات فريقهم الرسمية (35) بطولة رغم أنها (21) بطولة، ولأنهم راحوا يحتسبون (بطولات المناطق) من ضمن تلك البطولات الخمس والثلاثين التي يزعمونها لفريقهم واشتملت ايضا على عدد من البطولات التنشيطية.. في حين أنهم (وهنا قمة التناقض مع أنفسهم) دائما ما يقولون: ان الهلال ابتعد عن البطولات لمدة (12) عاماً.. من عام 1385 - إلى عام 1396هـ..

أتدرون لماذا النصراويون متناقضون مع أنفسهم؟ لأن الهلال ومن خلال تلك الحقبة الزمنية (12) عاماً كان قد حقق بطولة المنطقة الوسطى وأيضاً الغربية في عام 1388هـ.. إضافة إلى بطولتي الوسطى في عامي 1385 - 1386هـ.

.. ولأن ذلك يعني أيضاً (وبموجب حسبة النصراويين لبطولاتهم) أن الهلال قد ابتعد عن البطولات لمدة (8) أعوام فقط وليس (12) عاماً ومادام انهم وضعوا بطولات المناطق من ضمن البطولات الرسمية التي تحققت لفريقهم عبر تاريخه..

أي بمعنى.. كيف يحتسبون بطولات المناطق كبطولات رسمية لفريقهم، ويقولون في ذات الوقت ان الهلال قد غاب عن البطولات لمدة (12) عاماً وهو الذي كان من خلالها قد حقق (4) بطولات مناطق.. (بالمناسبة) أن يبتعد أي فريق عن البطولات الرسمية لمدة (12) عاما وقبل أكثر من ثلاثين عاما (أيام الملاعب الترابية) ومن خلال هذه الاعوام يخسر (11) بطولة فقط مثلما هو حال الهلال أفضل وبكثير من أن يغيب هذا الفريق أو ذاك عن البطولات لمدة (10) مواسم وفي زمن الاحتراف والملايين والتطور ويخسر من خلالها (35) بطولة كالنصر.. فهل أدركتم الفارق بين غياب وغياب آخر..؟

كلام في الصميم

بعض الاتحاديين فرحوا لخسارة فريقهم من أمام نجران أكثر من فرحة النجرانيين يومها بفوز فريقهم.. لأن هؤلاء الاتحاديين ولأغراض شخصية لا يريدون النجاح لإدارة الدكتور خالد المرزوقي حتى لو كان الضحية هو الاتحاد.. ولكي يوهموا ايضا الجماهير الاتحادية بأنهم كانوا على حق في هجومهم الاعلامي على تلك الإدارة..

إجمالاً.. إدارة الدكتور المرزوقي هي ضحية لتكتلات شخصية لا يهم أصحابها نجاح الاتحاد بقدر أهمية تحقيق مصالحهم الشخصية من خلال الاتحاد نفسه.. وما حدث من هيجان جماهيري اتحادي ضد هذه الإدارة هو نتيجة طبيعية لحملات تحريض منظمة قام بها هؤلاء المصلحجيون لزعزعة استقرار الاتحاد وتأجيج مشاكله ومن أجل أيضاً ايهام الكثير من الاتحاديين بانها إدارة لا تصلح لقيادة الاتحاد ولعلها تستقيل.. نعم هذه كل الحكاية واسألوا الدكتور خالد..

قبل مباراة أول أمس قال نائب رئيس النصر عامر السلهام: للهلاليين الحق في رد اعتبارهم من خسارة فريقهم في الدوري أمام النصر.. كما ان لنا الحق في تأكيد انتصارنا.. انتهى كلامه).. بما ان هذه المباراة كانت في بطولة ولي العهد فإن المنطق يقول ان النصر كان هو الذي مطالبا من خلالها برد اعتباره من أمام الهلال وليس العكس.. وباعتبار ان الهلال من خلال تلك البطولة وعبر الموسمين الماضيين (مرتين) كان قد أقصى النصر منها.

نعم هكذا يقول المنطق ولاسيما وان فوز النصر الأخير (في الدوري) كان قد جاء بعد فترة غياب عن تحقيقه دامت ستة مواسم تقريبا ووسط هيمنة هلالية تصل إلى نسبة (90%) من مباريات الفريقين.. ولأن النصر أيضاً ومن جراء ذلك ما زال أمامه الكثير من الانتصارات لتحقيقها على الهلال حتى يتمكن - على الأقل - من رد اعتباره المعنوي أمام جماهيره الصابرة خصوصا وان الانتصارات الهلالية على النصر في السنوات الخمس الأخيرة لم تتوقف عند هذا الحد - الفوز على النصر وبس - وانما توجت ايضا بالوصول إلى منصات الذهب.. وهذا هو الفارق بين من يكون طموحه هو الفوز على فريق ما وبين ذاك الذي لا يرى طموحه إلا بتحقيق البطولات..

خاتمة.. بخروجه من مسابقة بطولة ولي العهد لهذا الموسم ظل النصر عاجزا عن تحقيقها ومنذ إقرارها من جديد ابتداء من موسم 1411هـ..



للتواصل salehh2001@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد