مرات - إبراهيم الدهيش
تعتبر المواقع الأثرية وتنوعها التراثي والتي تزخر بها مرات شواهد تاريخية حية لحقب متفاوتة مختلفة مرت بالمنطقة عامة وبهذه المدينة خاصة وذلك من خلال العديد من المواقع يأتي من أبرزها (بئر الوليدي) التي سميت بهذا الاسم نسبة للصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه والتي تقع بجوار جامع الديرة القديمة من جهته الغربية.
وذكر المؤرخون في أكثر من مصدر أن خالد بن الوليد نزل في مرات في طريقه إلى محاربة المرتدين في اليمامة حيث وجد في ماء (غدير كميت) المشهور ما يجعله يستقر في المكان وبعد أن أوشك الغدير على الانتهاء لكثرة جيشه أمر رضي الله عنه بحفر هذه البئر التي ما زالت تصارع من اجل البقاء حيث خضعت لعملية ترميم وتحسين وبجهود ذاتية قامت بها لجنة التنمية المحلية بمرات وبدعم من عدد من الأهالي والقطاعات وبالإضافة لهذا الأثر هناك العديد منها مثل (بئر المدرجية) و(بئر الحفصية) و(العروس) التي وجد بها العديد من القطع الفخارية والزجاج، كما ظهرت بعض أسوار المنازل وأساساتها من الحجر إبان هطول الأمطار الغزيرة في عام 1395هـ، وفي ظل الاهتمام المتزايد بالآثار والتوجه الفعلي نحو ذلك من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال تبنيها لعدد من المواقع الأثرية في أنحاء متفرقة من المملكة تبرز أهمية العناية بهذه المواقع التاريخية لما في ذلك من مردود تنموي واقتصادي واجتماعي، كما أشار لذلك عدد من المهتمين والمتخصصين بالآثار. حيث قال الباحث والمؤرخ الشيخ عبدالله بن دهيش بأن هذه الآثار يصل تاريخ بعضها إلى أكثر من ألف سنة و(بئر الوليدي) خير شاهد. وأضاف بأن معظم هذه الأماكن قد جاء ذكرها في عدد من المصادر التاريخية الحديث منها والقديم ومن أجل ذلك نتمنى التفاتة من المعنيين بالأمر في سبيل الاهتمام بهذه المواقع قبل اندثارها، أما عبدالرحمن الدايل أحد المهتمين بالموروث والتراث وصاحب متحف الدايل فقد علق قائلاً: يظل الاهتمام بهذه الآثار هاجس كل مواطن غيور لأهميتها التاريخية ولأنها وسيلة فعالة من وسائل الجذب السياحي وترسيخ لمفهوم السياحة الداخلية النقية، وأشار (الدايل) إلى أن مرات بها العديد من المواقع الأثرية التي تحتاج بالفعل إلى مزيد من الاهتمام والرعاية منوهاً بأن هناك العديد من الزيارات الشخصية والرسمية قام بها عدد من المهتمين إلى هذه المواقع خلال فترات سابقة إلا أن الأمل ما زال قائماً بإدراج تلك المواقع ضمن اهتمامات الهيئة العامة للسياحة والآثار.