Al Jazirah NewsPaper Friday  12/02/2010 G Issue 13651
الجمعة 28 صفر 1431   العدد  13651
 

الرس تودع شيخها البار (الحناكي)

 

ودعت محافظة الرس إلى الأبد أبرز رجال الأعمال فيها والمعروف عنه حبه للخير والمساهمة فيه ألا وهو الشيخ صالح بن مطلق الحناكي - رحمه الله - كان الفقيد رحمه الله محبوباً لدى الجميع صغيراً أو كبيراً ولا أدل عل ذلك من كثرة المصلين عليه والمشيعين لجنازته والمعزين فيه وهذه علامة خير إن شاء الله.

فالفقيد عرف عنه حبه لفعل الخير وعطفه على الفقراء والمساكين وقضاء حوائجهم ومتابعة أوضاعهم حسب مقتضيات الحال وطبيعة الاحتياج.

نعم لقد مات الرجل الذي تميز في أفعال الخير:

يقول الإمام الشافعي:

الناس بالناس ما دام الحياة بهم

والسعد لا شك تارات وهبات

وأفضل الناس ما بين الورى رجل

تقضى على يده للناس حاجات

كان الفقيد «أبا مطلق» رحمه الله محباً للإنفاق والبذل والعطاء في وجوه الخير ومساعدة المحتاجين وإسداء المعروف للناس وإليك أخي القارئ الكريم بعضاً من أعماله الخيرة وإسهاماته الفعَّالة في دروب الخير، فمن تلك الأعمال على سبيل المثال لا الحصر - والتي ستبقى شاهدة له بالخير إن شاء الله بناء المساجد والجوامع وتشييدها على نفقته الخاصة كذلك مشروع مركز غسيل الكلى بمستشفى الرس ومسجد جامع بمستشفى الرس الجديد أيضاً قام بإنشاء مركز ثقافي بكلية العلوم والآداب، كان داعماً رئيسياً للعديد من الجمعيات الخيرية ومنها جمعية البر الخيرية وجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرس وجمعية المعوقين وكذلك مركز المسنين بالرس بالإضافة إلى العديد من المساهمات الخيرية ومنها توزيع العديد من الأطعمة المتنوعة الأصناف على المحتاجين في الكثير من مناطق المملكة وذلك خلال شهر رمضان. فهناك الكثير والكثير من تلك الأعمال الخيرية التي قدمها وهذا غيض من فيض فمكارمه لا تعد ولا تحصى.

نعم إن من أكبر المصائب وأعظم الفواجع فقد الكرام والأفاضل من الناس وكما يقال:

لعمرك ما الرزية فقد مال

ولا شاة تموت ولا بعير

ولكن الرزية فقد شهم

يموت بموته خلق كثير

إن الحشد الهائل الذي حضر جنازة الفقيد بعد حلول الأجل وانقطاع العمل وعدم رجاء المصلحة ليؤكدوا بجلاء مدى ما يتمتع به هذا الرجل (أبا مطلق) من حب الناس وتقديرهم لشخصه أنه ماسح دموع الأرامل واليتامى.

فالعين تدمع والقلب يحزن وإنا لفراقك يا أبا مطلق لمحزنون.

نعم كنا بالأمس القريب ندعو الله أن يشفيه ويعافيه.. وها هو اليوم انتقل من عالم الوجود إلى عالم الخلود.

نجم أفل وشمس غابت وهل هناك مصيبة أعظم وفجيعة أشد من فقد الأفاضل من الخلق ولكنها سنة الله في خلقه أجيال تتعاقب وأمم تحل محل أخرى، ولم يبق للفقيد إلا الذكرى العطرة التي ستظل منقوشة داخل قلوبنا.

فهنيئاً لك يا فقيدنا بما خلقت من ذكر طيّب ومحبة واسعة وعزاؤنا فيه أنه ترك أبناءً رجالاً اتسموا بسماته واتصفوا بصفاته وحكمته وهم على دربه إن شاء الله سائرون وعلى منهجه ماضون، أبناء بررة كرام في العطاء كرام في الوفاء، ولا غرو فهم ورثوا المكارم كابراً عن كابر وحسبكم في ذلك أنهم خريجو مدرسة والدهم تخرجوا على يده فتعلموا الإخلاص والوفاء والكرم لدينهم ووطنهم ومجتمعهم.

ختاماً.. هذه الأسطر المتواضعة كلمة حق ووفاء للفقيد داعياً الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه وأن يسكنه جنات عدن التي وعد بها المتقين الصالحين من عباده وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا نقول إلا كما قال ربنا عزَّ وجلَّ {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

حسين بن محمد الصيخان

مكتب الجزيرة بمحافظة الرس


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد