Al Jazirah NewsPaper Friday  12/02/2010 G Issue 13651
الجمعة 28 صفر 1431   العدد  13651
 
ثقافة الاعتذار سلوك حضاري
مساعد بن منشط اللحياني(*)

 

في إحدى جولات الخير اعتذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله بنصره - لبعض مناطق المملكة التي لم تصلها مشروعات التنمية.

اعتذر وهو يمثّل أعلى سلطة في البلاد ليعطي الآخري

درساً في أن الاعتذار ليس نقصاً أو عيباً في الشخص الذي يرعى الأمانة ويسعى إلى أدائها كما أمر الرب سبحانه وتعالى.

إنه ملك الإنسانية ووجه الخير والسعد، ينثر بشائره في كل مكان ويعتذر أمام الملأ، ليكون قدوةً ونبراساً وليعزِّز ثقافة الاعتذار بين أبناء شعبه، ويصحح هذه المفاهيم وهذه المعاني السامية التي تضفي على النفس السعادة والسرور والطمأنينة.

فهل نجد من يملك الشجاعة من المسؤولين في القطاعين الحكومي والأهلي فيعتذر عن خطأ وقع في دائرته، أو أن مشروعاً لم ينفذ حسب المخطط له، أو أن حقاً لموظفيه تأخر ولم يفِ به؟!

هل نجد مسؤولاً في دائرة حكومية يخرج علينا ويقول: نعتذر عن عدم تمكننا من إنجاز المشروع الفلاني نظراً للأسباب التالية، أم نجده يظهر ويدَّعي أن ذلك المشروع قد نفذ بالتمام؟

وهل نجد مسؤولاً في شركة خاصة تخدم الجمهور من العملاء تعتذر عن تقديم خدمة معيّنة أدت إلى الإضرار بعملائها نظراً للأسباب التالية، أم نجده يظهر ويدَّعي أن خدماتنا ممتازة، وأن هذا الخلل يحدث في كثير من دول العالم ونحن جزء من هذا العالم!!!

وهل نجد مسؤولاً في شركة مقاولات يخرج علينا ويقول: نعتذر فإن المشروع الفلاني قد تم تنفيذه بطريقة خاطئة وجارٍ تعديله خلال أيام وليس أشهراً.. أم نجده يظهر أمام فلاشات وكاميرات وسائل الإعلام بأن كافة مشاريعنا قد نفذت بالشكل المطلوب.. لا أعلم؛ فقد نرى ذلك في قادم الأيام وبعد أن كشفت كارثة جدة المستور.

هذه دعوة لكل إدارة أو شركة أو مؤسسة أو فرد ارتكب خطأ في حقه أو حق الآخرين أن يعتذر اليوم وليس غداً.

(*) لواء د. متقاعد



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد