Al Jazirah NewsPaper Friday  12/02/2010 G Issue 13651
الجمعة 28 صفر 1431   العدد  13651
 
أورام في العلاقات الإنسانية!
د. سعد بن عبد القادر القويعي

 

لفت نظري خبرٌ تناقلته وسائل الإعلام - قبل أيام - من استخدم مدير إحدى الإدارات في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي - بالمدينة المنورة - «العقال»، لتأديب موظف غير ملتزم بعمله، على مرأى جميع زملائه، الذين تدخلوا لإنقاذه من الضربات الموجعة، التي طالت أماكن متفرقة من جسده، بشكل غير حضاري يسيء لمنشأة عملاقة، تُعدُّ بوابة الدخول لقاصدي الحج والزيارة من ضيوف الرحمن.

غني عن القول، أن نؤكد على أن العلاقات الإنسانية عنصر مهم، وعامل رئيس للنجاح، كما أنه ضروري لانسجام المجموعة وتحقيق أهدافها. فالمؤسسة التي يفتقد أعضاؤها للعلاقات الإنسانية نتيجة تسلّط الرئيس، وانفراده بكل شيء، واعتقاده أنه الآمر الناهي، وأنه بطل الحلبة، سيعيش بلا شك في بحر من المشكلات. وبالتالي لن يستطيع خلق الجو العام الذي يساعد على تحسين روح العمل، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة. كما أنه لن يستطيع الرفع من الروح المعنوية للموظفين، وسيثير روح القلق والرهبة بين أفراد المجموعة.

وقد يرجع الضعف الإداري لمثل هذا النوع من الحالات حسب ما ذكره الباحثون لعدة أسباب، لعل من أهمها أن بعضهم يمارس عمله دون دراية بمهام الإدارة، أو تكون الكفاءات المؤهلة قد نفذت فيتم تعيين كفاءات غير مؤهلة، من أجل ملء الفراغ وسده. وتكون النتيجة عندئذ تخبط في العمل، وقلة في الدافعية والإنتاج.

أذكر أن دراسة أمريكية قدمت في مدريد، كشفت عن أن الموظفين الذين يعملون مع مدير ذكي، هم أكثر كفاءة، ويتمتعون بصحة جيدة. في حين يتسبب المدير السيء في إصابة موظفيه بأزمات قلبية وتوتر. وقدم - عالم النفس الأمريكي ومستشار الموارد البشرية - (كينيث نواك)، دراسته خلال مؤتمر عقد في مدرسة علم النفس في مدريد. وقال: «إن هناك علاقة وثيقة بين صحة الموظفين، وبخاصة فيما يتعلق بشعورهم بالتوتر وشعورهم بتحقيق نتائج جيدة في أماكن عملهم».

وأوضح: «أن الموظفين الذين يعانون من توتر طويل الأجل يتسببون في خسائر لشركاتهم، وتكون إنتاجيتهم أقل». وأبرز أنه من بين الدوافع المسببة لهذا التوتر، أن يكون المدير غير ملائم.

وأشارت الدراسة إلى أن الموظفين الذين يعملون تحت إدارة سيئة تكون إنتاجيتهم أقل بنسبة (51%)، ويحققون أرباحاً أقل لشركاتهم بنسبة (44%).

إن مهارة التعامل مع الآخرين وبناء العلاقات الإنسانية تُعدُّ فناً من الفنون، فبها تسير المؤسسة بأقل جهد وأكثر إنتاجية، بسبب تماسك الجماعة الداخلية، وتعميق الصلات الودية، ورفع الروح المعنوية. وكل ذلك يصب في النهاية إلى تحقيق المصلحة العامة، وتوظيف جميع الطاقات لخدمة الوطن.



drsasq@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد