Al Jazirah NewsPaper Friday  12/02/2010 G Issue 13651
الجمعة 28 صفر 1431   العدد  13651
 
سلمان وكرسي الحسبة
مهدي العبار العنزي

 

يحتل الدين الإسلامي الحنيف المكانة الأولى في المجتمع السعودي؛ لأن جميع الأنظمة وكل ما يتعلق بالحياة اليومية يبدأ بالإسلام وينتهي إليه. والمجتمع السعودي يرفض كل ما يتعارض مع الإسلام نصاً وروحاً، هذا المجتمع الذي يحرص على اتباع أمر الله ورسوله ويمتنع عن كل ما نهى عنه الخالق المصور رب العالمين ورسوله الذي بعثه رحمة للبشرية جمعاء.

من هنا يأتي دور (الحسبة) التي تمثل في رجالها صمام الأمان وهي السياج الحصين والسور المنيع بحول الله. رجال الحسبة مهمتهم حماية المجتمع من الانحراف والفساد والوقوع في براثن الجريمة ووحل المعاصي، رجال الحسبة لا يستغنى عن دورهم المؤثر أي مجتمع مسلم يريد أن يقيم منهج الله في الأرض، وفق ما أمر الله جلّ شأنه في كتابه العزيز الذي دعا إلى الإقرار بالفضيلة واتباعها ومحاربة الرذيلة والابتعاد عنها؛ اقتداء بسيد البشرية الذي أمر بالمعروف ونهى عن كل منكر وأحل كل طيّب وحرّم كل خبيث قال تعالى: ?كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهَِ? (110) سورة آل عمران.

وتقديراً من رجل الوفاء ورجل المعروف أمير المكارم والمواقف النبيلة سلمان بن عبد العزيز لدور الحسبة وأهميتها وأهمية كل المنتسبين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دشّن - رعاه الله - في مكتبه بالإمارة يوم الأحد 16-2-1431هـ الموافق 31 كانون الثاني من عام 2010م مراسم كرسي سموه لإعداد المحتسب الذي أطلقته الهيئة واحتضنته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، هذا الكرسي الذي يهدف إلى الإسهام في إثراء البحوث العلمية والدراسات المتخصصة في مجال إعداد المحتسب وتطوير المهارات العلمية والميدانية.

إن إيجاد مثل هذا الكرسي وفي جامعة مرموقة يمثل الأهداف الخيّرة والسعي لها والمسارعة بإنجازها من قبل سموه - حفظه الله - الذي يهتم اهتماماً كبيراً بالتأهيل الشرعي لمن يقومون بعمل الحسبة؛ حتى يكون كل فرد منهم مدركاً قواعد الشرع والشريعة، وحتى يزداد علما على علمه ودراية؛ لأن هؤلاء الأخيار يقومون بوظيفة دينية غرضها الإصلاح والتحلي بالصدق والأمانة والورع والعدل وعدم ظلم الناس.

إن التأهيل العلمي والديني من منظور سلمان الوفاء ضرورة ملحة، حتى يؤدي كل محتسب الدور المطلوب بكل علم وتثبت ويقين ورفق وتعامل يليق بإنسانية كل من يقيم على هذه الأرض المباركة، لان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له أهمية بالغة في ازدهار الحضارات الإسلامية وعلى مر العصور وصولاً إلى هذا العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سلطان الخير وسلطان القلوب وسمو النائب الثاني نايف الأمن والشموح، هذا العهد الذي أعطى أهمية لا نظير لها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال الدعم اللا محدود للهيئة ومكانتها، وما كرسي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلا شاهد على هذا الدعم والاهتمام.

إن هذا العمل الجليل يضاف إلى أعمال سموه النبيلة التي قدمها ويقدمها لوطنه ولأمته، هدفه الذي لا يغيب عنه أن تكون دائماً وأبداً كلمة الله هي العليا، وهو بهذا العمل الأخلاقي والديني يحقق رغبة كل مواطن يجزم بأن رجال الحسبة هم القدوة الحسنة وهم الحريصون على رفع مستوى التعامل مع الناس والعمل الذي يراد به وجه الله. نعم إنهم رجال الهيئة الذين يتحملون الأمانة. لقد ساهموا في أعمالهم الخيرة الوقائية والتذكيرية وإرشاد الناس ومحاسبة كل الظواهر التي لا تتفق مع الدين الحنيف ومع القيم هدفهم تحقيق المصلحة ودفع المفسدة.

فتحية إكبار وإجلال لسلمان الإنسانية على هذه المبادرة غير المستغربة وتحية تقدير واحترام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رئيساً وكل العاملين (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).

* * *




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد