كتب - عبدالكريم الجاسر
بلمسة سويدية ساحرة نقل المتألق ويلهامسون فريقه لدور الأربعة من مسابقة كأس ولي العهد متجاوزاً النصر بهدفين لهدف.. حيث حول الهلاليون تأخرهم المفاجئ بهدف من رأس باسكال فيندونو إلى فوز كان يمكن أن يكون عريضاً وتاريخياً لو استثمر ياسر القحطاني ونيفز تحديداً جزءاً من الفرص السهلة التي سنحت قبالة مرمى النصر.. فالهلال لعب مباراة كبيرة سيطر خلالها على 70% من أجواء اللعب وقدم كرة رائعة دفاعاً وهجوماً.. مع انتشار رائع وكرة حديثة لكن اللمسة الأخيرة غابت تماماً وخذلت الكرة الهلاليين في التسجيل مع ضياع الفرص بأشكال وأنواع مختلفة.. فالمبارة كانت في اليد... والفارق بين الفريقين كان كبيراً وواضحاً على أرض الملعب لكن إهدار الفرص وخصوصاً من قدم ياسر القحطاني كان غريباً وهو يهدر الفرصة السهلة تلو الأخرى.
ورفض ياسر اللعب المباشر من لمسة واحدة مصراً على اللعب الفردي واللف والدوران ما أفقده خطورة وفعالية وقتل هجمات فريقه في معظم الكرات.. إضافة إلى عدم التوفيق الذي لازمه مقابل تألق البرازيلي الرائع تياجوا نيفز والذي حفظ توازن فريقه وشكل قوة ضاربة في المناطق الأمامية إضافة إلى تسديداته التي رجحت كفة فريقه وأحدثت الفارق وسط الميدان.. ولو قدر للهلاليين التسجيل أولاً في المباراة لربما خرجوا بنتيجة تاريخية بعد أن عجز النصر عن مجاراة الهلال سوى في فترات محددة لم يكن خلالها الفريق قادراً على تقديم أكثر ما قدم
ولعل الخروج بنتيجة 2-1 تعد أكثر من ممتازة للفريق النصراوي الذي اكتفى فقط بالدفاع وحماية مرماه دون أي تهديد لمرمى الدعيع سوى في كرات نادرة لم تأت نتيجة أداء بقدر ما هي ردة فعل وحماس المباراة.. ليتأصل الهلال بجدارة تامة ويعيد سيطرته على النصر والتفوق عليه حتى والنصر يتقدم أولاً ليعود الفريق الأقوى والأفضل لينتزع التأهل مسعداً جماهيره الغفيرة التي زحفت خلف الفريق في لقاء الأمس وبكثافتها المعهودة خلف بطل الدوري وهو يواصل مشواره بنجاح حفاظاً ودفاعاً عن لقبه الذي يحمله منذ موسمين بطلاً لكأس ولي العهد، ومؤكداً في الوقت نفسه أن الآمال لا تكفي لهزيمة الهلال!.
الشوط الأول
بدأ الهلال اللقاء والتشكيل مكون من العتيبي في المرمى وأمامه الرباعي المعتاد الزوري، مرشدي، هوساوي، لي يونج.. وفي الوسط الرباعي رادوي، عزيز، العايد، نيفز.. وفي الهجوم ياسر وويلهامسون مع تحرك تكتيكي يحول طريقة اللعب تارة 4-3-3 وتارة 4-4-2 وهكذا.. وذلك حسب مجريات المباراة وبتحول العايد للجناح الأيسر ودخول ويلهامسون للعمق وتارة يعود ويلي للجناح ونواف للوسط مع تقدم نيفز مع ياسر.. وبدأ الهلال اللعب وسط تركيز عال وجدية كبيرة، واستحوذ على الكرة منذ البداية وسط الميدان.. حيث كان عزيز ورادوي في أفضل الحالات مع بقية زملائهما وخصوصاً الظهيرين وقلبي الدفاع ما جعل الهلال يتحكم بالكرة ويحاصر النصر في ملعب ويهدد مرمى راضي بالتسديد من خارج المنطقة وقبل مرور الدقيقة الأولى..
النصر دخل المباراة بتشكيل مكون من راضي في المرمى وأمامه الرباعي الدوخي، القرني، برناوي، وعبدالغني، وفي الوسط عباس، غالب، غالي، وفيجارو وأمامهم السهلاوي وباسكال مع عودة باسكال للوسط لتتحول طريقة اللعب لـ 4-5-1 في الدفاع و 4-4-2 في الهجوم مع تقدم غالي وعباس للعمق في حين تفرغ فيجارو للعب خارج المنطقة.
الضغط الهلالي والاستحواذ على الكرة لم يسمح للنصر بتطبيق ما يريد.. فالهلال يلعب السهل الممتنع وينوع في هجماته وتحركات لاعبيه ويبحث بجدية عن التسجيل طوال الشوط الأول وبرزت خطورة نيفز في التسديد من خارج المنطقة حين سدد في الدقيقة 16 كرة ترتد من الحارس ويبعدها عبدالغني وكثير وبعدها بأربع دقائق يتسلم كرة سريعة في عرض منطقة النصر ليسدد كرة جميلة تعود من القائم الأيسر للحارس ويحاول ياسر استلامها بدلاً من إ كمالها في المرمى لتطول ويبعدها برناوي وكثير ويحصل الهلال جراء السيطرة المطلقة على اللعب والمباراة على العديد من الركنيات التي لم تستثمر جيداً.. وبعد 34 دقيقة لعب ينظم الهلال هجمة رائعة من الزوري للعابد الذي يفتح في اليسار ويحول كرة رائعة أمام المرمى لتجد القحطاني الذي لم يفلح في إسكانها الشباك بعد أن لعبها ضعيفة في يد راضي مهدراً أسهل الفرص الهلالية في هذا الشوط.. وقبل ذلك فشل حكم المباراة الروماني في اصطياد التدخل باليد على ياسر القحطاني من قبل المصري حسام غالي الذي كان النشاز الوحيد في المباراة وبتصرفاته البعيدة عن التنافس الشريف حين صفع ياسر داخل المنطقة وفي لحظة هجمة هلالية خطرة جداً لم يلاحظها الحكم الذي منح غالي بطاقة صفراء بعد ذلك بدقائق نتيجة سوء السلوك والنرفزة والاعتراض.. وبعد 40 دقيقة لعب انفرد نيفز مرة جديدة بعد كرة هات وخذ مع ياسر في عمق منطقة النصر ليسدد كرة ضعيفة في يد الحارس كآخر الفرص في الشوط الأول للهلال.
النصر كان في الشوط الأول بين نارين الدفاع أو الهجوم فحين يدافع لا يستطيع إيقاف الكرات الهلالية السريعة والمتبادلة والتحرك الدائم للهلاليين ما جعله يتصرف لخطورة بالغة طوال الشوط الأول.. وحين يهاجم لا يستطيع إكمال الهجمة جيداً بفضل التركيز الكبير للدفاع الهلالي ولاعبي المحور عزيز ورادوي لتنتهي معظم هجماته عند حدود المنطقة دون خطورة حقيقية على مرمى الدعيع.. طوال الشوط الأول.
الشوط الثاني
شوط المباراة الثاني جاء أفضل للنصر وأقل للهلال.. فالفريق النصراوي تحسن قليلاً مع تراجع أداء الهلال.. رغم استمرار الفرص الخيالية للهلال أمام مرمى خالد راضي.. فمع الدقيقة الأولى يحول العايد كره سهلة أخرى وأمام المرمى يفشل ياسر في التعامل معها لتصبح فرصة مهدرة جديدة سببت ضغطاً على الهلاليين الذين كانوا بحاجة للهدف الأول في المباراة لتكتمل السيطرة حيث تلاعب نيفز بالدفاع بعد ثلاث دقائق فقط من انطلاق هذا الشوط وسدد كرة ضعيفة في يد راضي رغم أنه كان على مسافة قريبة من المرمى.. وبعد 50 دقيقة لعب، اضطر المدرب النصراوي إلى إجراء تغييره الأول بعد إصابة عبدالغني ودخول صديق في قلب الدفاع لينقل برناوي للظهير الأيسر.. وواصل الهلال لعبه في ملعب النصر بكامل عناصره حيث تقدم المدافعون واعتمدوا طريقة كشف التسلل لإيقاف الانطلاقات النصراوية المتوقعة، لكن النصر حصل على ركنية على عكس مجرى اللعب نجح بعدها في تسجيل هدف السبق الأول في المباراة وهو الذي لم يحصل على فرصة حقيقية تذكر..
د. 55 هدف للنصر
بعد 55 دقيقة لعب نفذ فيجارو ركنية للنصر أبعدها الدفاع وتعود له ليحولها عرضية قاتلة في عمق الدفاع الهلالي قابلها باسكال فيندونو بضربة رأس رائعة على يمين العتيبي داخل الشباك هدفاً للنصر، جاء على عكس مجرى اللعب ودون مقدمات أو بوادر تشير لقدرة النصر على التسجيل في ظل السيطرة الهلالية والتفوق الميداني لكن الهلاليين لم يمهلوا النصر سوى 7 دقائق فقط للاحتفال بالهدف والتقدم ليعود الهلال لممارسة ضغطه ومحاولاته الهجومية الدائمة في مناطق النصر ليعود المتألق تياجو نيفيز لإطلاق قذائفه من مختلف الاتجاهات والمناطق لكنها هذه المرة سكنت الشباك معدلاً النتيجة.
د62 هدف تعادل للهلال
من هجمة هلالية منظمة يمرر لي الكرة لويلهامسون يحولها داخل المنطقة ساقطة تجاه ياسر لكن القرني أبعدها لتجد نفيز على حافة المنطقة بتسلم الكرة ثم يطلق صاروخا لا يصد ولا يرد في الزاوية العليا اليمنى لمرمى راضي كهدف تعادل جميل.. لتعود المباراة لمسارها السابق استحواذ هلالي على الكرة ومحاولات نصراوية لاغلاق المناطق والضغط من منتصف الملعب وهو ما أبعد الخطورة عن مرمى راضي قليلاً.. وبعد 78 دقيقة أهدر ياسر فرصة سانحة حين تلاعب بالمدافعين وواجه المرمى لكنه سدد بعد أن فقد توازنه لتمر سهلة خارج المرمى.. وحافظ الفريقان على نفس الأداء لكن فيجارو تحرك قليلا وتحرر نحو الأطراف وحاول الاختراق مع تحرك باسكال وغالي ليعود الأداء للمنتصف وتغيب الخطورة عن المرميين ويشرك مدرب النصر داسليفا سعد الحارثي بديلا للمصاب محمد السهلاوي ويعاود نيفيز تهديداته بتسديدة قوية تألق في التصدي لها راضي لتعود لياسر الذي سددها عشوائية بعيدا عن المرمى.. واتضح هبوط مستوى بعض اللاعبين هنا وهناك جراء الإرهاق والتعب ليشرك جيرتس عيسى المحياني مكان العابد لتنشيط الهجوم لكن الأداء ظل محصوراً في منتصف الملعب لتسير المباراة نحو الأشواط الإضافية بإعلان الحكم نهايتها بالتعادل بهدف لمثله.
الوقت الإضافي
بعد مرور خمس دقائق دخل الشلهوب بديلا لياسر ليتحسن الأداء الهلالي قليلا يتحرك الشلهوب الجيد وتمركز خلف المهاجمين وبعد دقيقة كاد هوساوي أن يهز الشباك بعد ركنية نفذها رادوي على رأس أسامة لكن كرته مرت بجوار القائم.. وعاود الهلال في الوقت الإضافي سيطرته وبحثه الجاد عن التسجيل ليشرك مدرب النصر أحمد المبارك بديلا لعباس في محاولة للحد من التفوق لوسط الهلال لكن الفريق الازرق نجح في حسم المباراة بعد دخوله بثلاث دقائق.. بعد ان انتهى الشوط الاضافي الأول بنفس النتيجة.
د113 هدف الفوز للهلال
بعد هجمة نصراوية تقدم خلالها دفاع النصر عن منطقته قليلا تسلم المحياني كرة من الشلهوب وهو على الطرف الأيسر ليمرر كرة رائعة خلف الدفاع للمنطلق ويلهامسون الذي تعامل معها بكل ذكاء وهدوء وغمزها سهلة من تحت الحارس راضي محرزا الهدف الثاني للهلال، ومؤكدا السيطرة والتفوق الازرق بهدف حاسم اعتاد على أن يسجله امام النصر، ناقلا فريقه لدور الأربعة، حيث لم تفلح محاولات النصر واندفاع لاعبيه العشوائي، وذلك لنجاح الدفاع الهلالي في الحفاظ على منطقته واعتماد مصيدة التسلل مع الاستفادة من قطع الكرة وتحويلها لهجمات معاكسة أحرجت الدفاع النصراوي بعد أن منعت لاعبيه من التقدم. وقبل دقيقة من النهاية دخل عمر الغامدي بديلا لنيفيز لتشهد دقائق الوقت بدل الضائع إنذار رادوي ومن ثم طرده في قرار متسرع من الحكم بعد أن شتت كرة بعد الصافرة قبل أن ينهي المباراة بعد ذلك بفوز هلالي مستحق.
من المباراة
قاد المباراة الحكم الروماني بافين بالاح وقد قاد المباراة وبشكل جيد لكنه أغفل ضربة جزاء ضد حسام غالي مع ياسر القحطاني، كما تسرع في طرد رادوي ببطاقة صفراء ثانية أراد من خلالها إثبات عدم تأثير جنسيته بقراره غير الصحيح!!
نال كل من حسام غالي وعبده برناوي وسعد الحارثي بطاقات صفراء من النصر ورادوي من الهلال.
ياسر القحطاني ما زال بعيداً جداً عن مستواه وأهدر فرصاً لا تضيع.. واضح إصراره على اللعب الفردي غير المجدي ليقتل الكثير من الهجمات.
المحياني شارك في وقت قصير لكنه امتلك رؤية كبيرة للملعب ومرر كرة الهدف الثاني الرائعة.
النصر قدم أقصى ما لديه وأسهمت الإصابات في إحراج مدرب الفريق بتغييرين إجباريين، وكشفت المباراة الفارق الكبير بين مستوى بطل الدوري ومستوى النصر جماعياً وفردياً!
أحمد الدوخي تفوق بدعم نفسه واجتهد كثيراً في المباراة رغم نجاح الشاب نواف العابد في تجاوزه أكثر من مرة.
الهلال معظم لاعبيه كانوا في المستوى وقدموا مباراة كبيرة لا تعكس نتيجتها واقعها بأي حال من الأحوال.
باستثناء ياسر (رغم اجتهاده) كان الكل في أفضل حالاتهم.
حسام غالي ما زال يلعب بأسلوب الحواري بنرفزته وتصرفاته داخل الملعب حيث يسعى للمشاكل ويبحث عن الاحتكاكات لتغطية فشله في ترك أي بصمة في المباراة.
جيرتس انتصر فنياً وقدم فريقاً ممتعاً في المباراة لكن سوء الحظ وقف أمام لاعبيه في كثير من الفرص.
الأنصار * نجران
المدينة - علي الأحمدي
تأهل فريق نجران لملاقاة الهلال في دور نصف النهائي في مسابقة كأس سمو ولي العهد في وصول لهذا الدور غير المسبوق بالنسبة لنجران الذي فاز مساء أمس على مضيفه فريق الأنصار بثلاثة أهداف لهدف، وجاء التفوق النجراني بعد وقت اضافي حيث كان الانصار سباقا في التسجيل عند الدقيقة (15) عن طريق المدافع النجراني بندر مساعد (خطأ في مرماه) فيما عادل النتيجة لنجران لاعبه ماجد ابو يابس في الدقيقة (40) ولم يتمكن الفريقان من التسجيل في الشوط الثاني رغم الفرص العديدة ليأتي تمديد الوقت لشوطين إضافيين لصالح نجران الذي تمكن من حسم النتيجة لصالحه بتسجيله هدفين في الإضافي الثاني عبر محترفه الكنغولي ديبا في الدقيقة (110) ومحسن النجراني في الدقيقة (115).
- قدم الفريقان مباراة جيدة اتيحت لهما خلالها العديد من الفرص الحقيقية للتسجيل ولاسيما للأنصار كما لعبت عارضة مرمى الفريقين دورا في التصدي لكرتين مثلما فعلت خبرة لاعبي نجران دورها في الشوطين الاضافيين بكيفية التحرك وبناء الهجمات المرتدة وكذا التسجيل وبالتالي فوز مستحق لابناء نجران وتأهل بمثابة انجاز يؤكد أن هذا الفريق لايستحق المركز الاخير في الدوري.. وفي المقابل يعد خروجا مشرفا للانصار طبقا لما قدمه من نتائج جيدة في هذه المسابقة الى جانب ان لاعبيه لم يوفقوا مساء امس في استثمار بعض الفرص.