انتهى الديربي بعد أن ملأ الدنيا وأشغل الشارع الرياضي طوال الأيام الستة الماضية، أشغله خارج الميدان قبل أن ينتقل المشهد إلى داخله، أشغلهم بقضية التذاكر، والحكم الروماني، وسعة المدرجات وعدد التذاكر المباعة، ومشاكل النجوم وظروف الفريقين، وأشغلهم بتحديد عدد الإعلاميين المصرح لهم بالتغطية، وبعض التحليلات الفنية الركيكة التي يحرص أصحابها على الظهور أكثر من اهتمامهم بسببه، وأشغلهم بالتوقعات وتفسير الأحلام التي أصبحت جزءا من اللعبة النفسية لدى بعضهم.
انتهى الديربي وبات الفائز على مرمى حجر أو اقل من ذلك النهائي، وبات الإعداد الآن لمواجهة الحسم نظرا للفوارق الواسعة بينه وبين منافسه في نصف النهائي.
الفائز في مواجهة البارحة هو الأكثر ترشحا للفوز باللقب، هكذا تقول العواطف، لكن المنطق يفرض المزيد من الصبر، فقد علمتنا كرة القدم أنها أم المفاجآت- وهل كان هناك من يتوقع أن يكون الاتحاد خارج اللعبة مثلا - لكننا ننسى... نركل عواطفنا بعيداً، لكننا نعود إليها صاغرين وننسى دروس الكرة من جديد!!
كان النصراويون يدافعون عن مهاجمهم سعد الحارثي ويرفضون أن يسمعوا فيه قولا، وكانوا يؤكدون أنه الأفضل والأبرز والأمهر، بل تسابقوا لترشيحه للأفضلية في موسم لم يشارك فيها إلا في نزر يسير من المباريات بسبب الإصابة، وعندما كان بعضهم يستغرب ذلك ويلمح أن اللاعب لم يقدم ما يشفع له، ولم يستطع قيادة الفريق إلى أي إنجاز، وان تاريخيه كلاعب ليس فيه إنجازات تذكر، كان الدفاع النصراوي يهب عاجلا للذود عن (الذابح!!) حتى قال بعضهم: (البطولات ليست كل شيء).
مضت الأيام وبرز نجم السهلاوي في سماء النصر، وصار هداف الفريق الأول، غاب سعد عن القائمة الرئيسية، بات يلعب مرة ويغيب أخرى، لم يعد النجم المفضل، خف الدفاع عنه، أصبح مطالباً بما لم يطالب به من قبل، وزادت الضغوط عليه.. كتب نصراوي كلاما طويلا عن سعد من ضمنه: أن سعدا (لم يحقق أي إنجاز ولم يقد النصر لمثل ذلك من قبل....!!).
تحدث الاتحاديون الحقيقيون بعد خسارة فريقهم للدوري السعودي قبل موسمين على يد الهلال في جدة، وأكدوا أن الفريق يحتاج للكثير، وأن معدل أعمار لاعبيه قد ارتفع وأن الغربلة باتت ضرورة وليست ترفا، وأن الاهتمام بالقاعدة هو الاساس الذي يجب أن يعمل من خلاله الاتحاديون، لكن صناع القرار في ذلك الوقت لم يرق لهم مثل ذلك الكلام ولم يأخذوا بالنصيحة وها هو الاتحاد النادي وجماهيره من يدفع الثمن!! والغريب أن يوجد من يحاول أن يحمل إدارة المرزوقي فاتورة إخفاق لا ناقة لها فيه أو جمل!!
لقد كانت مشكلة الاتحاد تتدحرج مثل كرة الثلج ونبه الكثيرون لذلك لكن أحدا لم يتبرع لإيقافها، وها هي تتجاوز توقعات أكثر الاتحاديين تشاؤماً ليودع الفريق المقلم البطولات تلو الأخرى حتى بلغت أربعا والعدد مرشح للزيادة!!
الاتحاد يحتاج إلى كثير من العمل حتى يعود بطلا، والأمر ليس بالسهولة التي يظنها بعضهم، فالعلة ليست في الإدارة ولا في المدرب ولا في اللاعبين فقط، العلة أن الاتحاد يدفع أخطاء السنين، وأخطاء عدم إهمال القاعدة، وعدم الاختيارات الفنية السليمة للعناصر المحلية في سنوات خلون من عمره، وكان الله في عون المرزوقي أمام هذه التراكمات فهو (يجيبها من وين ويوديها فين) كما يقال.
استغنى الهلال عن النجم الليبي طارق التايب، لا لقصور في مستواه، ولكن لأنه لم يعد يقدم المردود الفني المطلوب ولو بالحد الأدنى منه بسبب الإصابات التي تطارده بشكل غريب.
سارع الشباب للتعاقد مع البرنس بالنظر إلى مهارته وجماهيريته دون النظر إلى الأشياء الأخرى.
لعب التايب مباريات عدة مع الليث وحقق بعض النجاح، وتعرفون بقية القصة.
الشباب وحده من يدفع الثمن!!!
يحتفي نادي القادسية خلال الأيام المقبلة بلاعبه الأسبق محمد الفرحان، والحق أن الفرحان قدم الكثير للقادسية، وأنه يستحق التكريم، وهذا لا خلاف عليه، الخلاف هنا أن ننعت الاحتفالية باعتزال الفرحان، فاللاعب اعتزل قبل ما يقارب العقد من الزمان، ولا يمكن القبول بفكرة إقامة مباراة اعتزال له بعد كل هذه السنوات، حفل الاعتزال هو الذي يأتي بعد أن يلقي اللاعب عصاه بأشهر لا تزيد عن السنة في كل الأحوال، كما في حال صالح النعيمة والبيشي ويوسف الخميس وسامي الجابر والثنيان....الخ، يعتزل اللاعب اليوم وتبدأ من الغد ترتيبات مباراة الوداع.
في حالة الفرحان ونواف التمياط وحمزة إدريس وماجد عبدالله- والأخير بقي في الانتظار عشر سنوات!!- لا يمكن أن نقول مباراة أو حفل اعتزال الأصح أن نقول حفل تكريم أو احتفاء، فلا يعقل أن يقال مباراة اعتزال وهي تأتي بعد سنوات من هجر صاحبها للملاعب.
بالمناسبة كرم القادسية لاعبه الفرحان فأين تكريم بقية الجيل الذهبي الذي صعد بالقادسية لمنصات التتويج حتى بلغ قمة آسيا؟
هل يتم التكريم بناء على طلب اللاعب وإلحاحه في ذلك واتساع دائرة علاقته... في كثير من الأندية والمناسبات الإجابة لا يمكن أن تخرج عن (نعم) وبقوة.
للتواصل : sa656as@yahoo.com