قبل أربعة عقود من الزمن كان أحدنا يقول للآخر - إن لم يستوعب التطور - يا أخي أنت في (عصر الذرة!!) وقبل ثلاثة عقود من الزمن حينما هبط الإنسان على سطح القمر كان أحدنا يقول للآخر إن لم يستوعب التطور: يا أخي أنت في (عصر الفضاء) وقبل عقدين من الزمن حينما انتشرت القنوات الفضائية كان أحدنا يقول للآخر أنت في عصر (الفضائيات).. وقبل عقد من الزمن وحينما انتشر الإنترنت ودخل كل بيت كان أحدنا يقول للآخر أنت في (عصر الإنترنت) و(القرية الفضائية).
واليوم يقول أحدنا للآخر - إن لم يستوعب التطورات في المملكة يا أخي أنت في (عصر عبد الله) ونعني بذلك عصر مليكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وعصر عبد الله في زمننا نحن أبناء اليوم يعني الانفتاح (المسؤول) على الآخر والحرية (المسؤولة) في التعبير والشفافية المفتوحة في كشف الأخطاء والمشاركة الفعلية في محاربة الفساد واللجوء إلى (عبد الله) إذا ضاقت بنا السبل، والانتصار به إذا تعقدت الأمور والاستئثار بنخوته لإحقاق الحق، والاشتمال بأبوته إن أصابنا مكروه وهو كبيرنا كعائلة كبيرة تمثّل شعباً، وهو أب حقيقي لكل أسرة منا، لذلك ليس بالمستغرب عليه أن يتدخل (شخصياً) إذا ما شجر بيننا من خلاف.
ونحن إذ نقول ذلك فلا لأننا نريد النفاق أو التملق أو المغالاة في المديح بل إننا نقول ما نشعر به من صميم القلب والعقل والروح أيضاً تجاه مثل هذا الوالد العظيم الذي لو أردنا تعداد مزاياه النبيلة الأخرى لما اتسع لنا الوقت والمجال ولو أننا اعتمدنا على (عواطفنا الخاصة) تجاهه لربما لامنا الغير ولكن العالم يشهد كله على تفرد هذا الأب بما أسلفنا من مزايا بل إن العالم قد منحه لأكثر من مرة هذا العام من خلال استفتاءاته واستبياناته التي قامت بها بعض المؤسسات الموثوقة مزايا قيادية وشعبية وسياسية (تأثيرية) جعلته في قمة رؤساء العالم الذين يعيشون في هذا العصر وحسبنا بذلك شهادة الآخرين، ومن هنا فإن على كل مواطن يريد الخير والتقدم والرفعة لهذا الوطن الجميل أن يقف خلف هذا القائد العظيم ويدفع بمنجزاته إلى الأمام وأن (يحمي) من موقعه تلك المنجزات، أي أن على الموظف أن يتقدم بعمله من خلال (التطوير) والإخلاص نحو الأمام وأن يتقدم التاجر من خلال ثروته بالمساهمة في دفع مشاريعه (الوطنية) - و(الإنسانية) إلى الأمام.
وأن يتقدم المدرس من خلال تطوير وسائله ومفاهيمه التعليمية والتربوية التي يقدمها ل(أجيال عبد الله) إلى الأمام.
وأن يتقدم إمام المسجد من خلال مواعظه وخطبه وفهمه للواقع الجديد ونبذ الانغلاق والتطرف واستعداء الآخرين ويقدم كل ما من شأنه أن يعطي صورة ناصعة عن ديننا الحنيف ويساهم في رفع راية الإسلام عالية إلى الأمام.
وأن يفهم الإعلامي هذا السباق المتسارع الذي لا يمكن مقاومة سوئه أو الاستفادة من تطوره إلا بمنافسته في التطور وفهمه الفهم الصحيح واستيعابه بالعقل المنير وتقديم ما يدفع بإعلامنا من خلال المنافسة الواعية إلى الأمام.
وأن يستفيد (المثقف الحقيقي) - الفعّال - من زمن عبد الله ويقدم ما يفيد الوطن الذي (طالما تغنى به) برؤية ثاقبة وقراءة متعمقة واعية لما حوله ويطرح كل ما هو (مفيد جديد) بما يدفع (التفكير العام) وتعميق (الحس الوطني) و(استشراف الغد الأبهى) بروح وثابة للأمام.
فإلى الأمام إلى الأمام..
ليدفع الجميع (عصر عبد الله) للأمام.