في البلدان التي تمتد فيها الانهار يصبح أمر طبيعي أن تعاني من فيضانات بعد أن تهطل الأمطار بكميات كبيرة مما يجعل النهر لايستوعب كمية المياه فيخرج عن المسار! وهذه إحدى الظواهرالطبيعية التي لايتدخل بها البشر ولا يستطيعون الا بقدر مــحدود الحد من أضرارها !
الصورة لدينا مختلفة ليس لدينا أنهارجارية تخرج مياها عن سدودها او ضفافها الذي يحدث أننا نستغيث فإذا جاء المطرفاضت (شوارعنا) بمياهها التي لاتجد تصريفا فتحتجز المياه لأيام داخل ضفتي الشارع لتختفي الارصفة والجزر الوسطى ! من اول زخة تنقلب الفرحة بهطول المطر إلى كوارث وتتوقف الحركة في بعض الشوارع، ويتأخر الناس عن أعمالهم ومواعيدهم وربما تهدمت بيوت وتضررت محال تجارية كل ذلك بفعل فيضانات الشوارع التي أبدعتها مخططات (يحرج) عليها كما يحرج شريطية السـيارات ( ترى مافيه مكينة ولافيه قير) !
الاراضي تخطــط وتباع بعيوبهــا الـتي تم ( دفنها ) تحت انظار وموافقة من الجهات المعنية ليكتوي بها المواطن في مسكنه وذهابه وايابه إلى عمله وربما فقد سيارته في بحيرة ليترجل منها مشدوها كيف تغرق سيارته في شارع فرعي وسط مدينة حديثة !! كثير من شوارعنا تتحول إلى بحيرات لاينفع معها المحاولات البائسة لخراطيم الوايتات الشافطة لتبقى الخسائر بالملايين بسبب تخطيط غير متقن اجيز على عجل وتباع أراضيه على المواطن بوزنها ذهبا فإذا هي مصيدة له ولسيارته في حين كان يتصور انه في مأمن واذا هو في صراع سنوي مع الماء الذي يجتمع بين الارصفة واحيانا يجده قد حل ضيفا عليه يستولي على الدور الارضي بكامله ! عند هطول الامطار تحتجز السيارات وتتأخر باصات المدارس ويبقي خوف الاسر على ابنائهم مسيطرا من كارثة تنتظرهم في احدى المصائد المائية ! ويصبح العبء على الدفاع المدني مضاعفا وهو الجهاز الحاضر دائما للمعالجة والتصدي لأخطاء غيره !
هذا الخطأ الاستراتيجي مازال يستنسخ في المخططات الجديدة لا أحد يفكر فيما سيحدث مستقبلا حتى الشعاب والاودية تم تخطيطها وبيعها ودفنت معالمهما ولكن الماء سيتعرف طريقه في يوم ما!
في نشرات الأخبار كانت كاميرات التلفزيون تبث مشاهد لشوارع اختفت ارصفتها وهي بقدر ماتعطي صورة عن كمية الامطار التي يتمنى المذيع ونتمنى معه أن تكون أمطار خير وبركة، إلا أنها في نفس الوقت تعري وتكشف القصور الذي تم التستر عليه من قبل الجهات التي لها علاقة بتخطيط الشوارع و(عدم ) تصريف السيول !
alhoshanei@hotmail.com