حوار - أحمد الغفيلي
على الرغم من بعده عن المهمات الرسمية لأكثر من ستة مواسم داخل أروقة عشقه النصر يظل الأستاذ عساف العساف عضو مجلس إدارة النصر والمشرف العام على كرة القدم السابق وعضو شرفه الحالي أحد الأسماء التي تركت أثراً إيجابياً بذاكرة الجماهير الرياضية بشكل عام والجماهير النصراوية بوجه خاص لما كسبه خلال فترة تواجده الرسمي بإدارة الرمز النصراوي الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - على مدار أربع سنوات متتالية من إيجابيات وذكرى طيبة كنتاج طبيعي لتعامله الراقي مع الجماهير بمختلف انتمائهم ولتصريحاته المتزنة والمثالية لقنوات الإعلام الرياضي المقروء والمرئي والتي تبرز رؤية مثالية للتنافس الرياضي لا تتأثر بحالات الفوز أو الخسارة.
أبو مشهور بعد غيبة طويلة خص (الجزيرة) بحوار تناول خلاله بشفافية ووضوح موقفه مما يثار حول مستقبل الإدارة النصراوية ومن يراه الأنسب وتقييمه لوضع الأصفر الحالي ورأيه بالتعاقدات الأخيرة ورؤيته لمواجهة الهلال بالنصر فكان هذا الحوار.
بداية أين (أبو مشهور) من الوسط الرياضي لماذا غاب ومتى يعود؟
- العمل بالوسط الرياضي بوضعيته الاحترافية الحالية يحتاج للتفرغ التام وخلال عملي السابق كرئيس لنادي الحزم لمواسم أربعة تمكنت ولله الحمد من انتشال الفريق من دوري المناطق وقيادته للدرجة الثانية ومن ثم الصعود للدرجة الأولى وبزمن قياسي ووضع الفريق على أعتاب كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بمسماه السابق ولولا رغبة الرمز الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - بانضمامي لإدارته - وهي الدعوة التي لا يمكن لي رفضها لما للراحل من مكانة - لما غادرت الحزم قبل أن أحقق لمحبيه حلم التواجد بين الكبار، وخلال عملي كمشرف على قدم النصر عملت بنفس المنهجية وتفرغت للمهمة بشكل كامل وتشرفت بالعمل بجانب (أبو خالد) عليه رحمة الله وكسبت الكثير من الخبرات وكانت النتائج إيجابية ولله الحمد وتمكنا بعمل جماعي من الوصول لعدة نهائيات محلية لم نتوج بأي منها لسوء الحظ وعدم التوفيق.
العمل بالوسط الرياضي كما أسلفت يحتاج تفرغاً وهو ما لا يتوفر لي بالوقت الحالي للتزاماتي الخاصة ولذا فضلت الابتعاد ومن الصعب العودة بالفترة الحالية رغم أن خدمة النصر شرف لي ولغيري من رجال الأصفر والموجودون فيهم الخير والبركة ويبذلون جهوداً كبيرة ولا خوف على النصر بتواجد كوكبة رائعة بقيادة الأمير الشاب فيصل بن تركي.
أستنتج من إجابتك السابقة أنك مؤيد لاستمرار الأمير فيصل لأربع سنوات قادمة؟
- بكل تأكيد أنا من أول المؤيدين لتزكية الأمير فيصل لرئاسة النصر لأربع سنوات قادمة وهذا لا يعني الانتقاص من رجال النصر الآخرين أو اعتراضي على ترشح أي راغب بمنافسة الأمير فيصل بل هو تثمين لمجهودات الأمير فيصل بن تركي ومجهوداته التي ترجمها خلال فترة وجيزة وتأكيد على أن كل البوادر تشير إلى أن النصر يخطو خطوات متسارعة للعودة مجدداً للمنافسة الحقيقية على الألقاب.
الأمير فيصل يملك فكراً قبل أن يملك مالاً وهو ما ترجمه بتعاقده مع عناصر أجنبية مميزة وعدد كبير من اللاعبين المحليين كان تواجدهم علامة فارقة كحسين عبدالغني والسهلاوي وعباس والزيلعي وسعود حمود والقرني وأخيراً محمد عيد وساهم بظهور الأصفر بمستويات رائعة بعد أن تم الانسجام إضافة إلى تأمينه كافة متطلبات الفريق والارتياح النفسي نتيجة التعامل الاحترافي واختياره لمجموعة من الكفاءات الإدارية كالقريني وعامر السلهام والبقية والأهم الاهتمام بالقاعدة وهو ما أثمر عن تحقيق لقب كأس الاتحاد السعودي للشباب لموسمين متتاليين وجلب أطقم فنية وطبية متكاملة وأخيراً وليس آخراً تعامله الراقي مع الجميع من أعضاء شرف وجماهير وتقبله الرأي حتى لو كان مخالفاً لتوجهاته أو منتقداً لعمله، واستمراره مطلب وأنا من أشد المؤيدين لبقائه.
(أبو مشهور) البعض شكك بقدرة النصر على المنافسة ويرى أن نتائجه الأخيرة جاءت بعد أن حُسم الصراع على اللقب وبالتالي فقدت الأندية الكبيرة الحماس وبدأت بالتفكير بالتركيز على البطولات الأخرى؟
- النصر ومن بداية الموسم بخلاف الجولات الخمس الأولى التي افتقد فيها الفريق للتجانس باعتبار أن الجهاز الفني جديد ويحتاج لوقت للتعرف على إمكانيات اللاعبين أيضا جل عناصر الفريق تقريبا جدد ويحتاجون للانسجام كان يقدم مستويات رائعة وأحياناً يخسر أو يتعادل وهو الأحق بالفوز تعادل معنا الهلال بصعوبة وهو متصدر وفزنا على الاتحاد وهو لا يزال يملك فرصة المنافسة وخسرنا من الشباب بصعوبة رغم طرد خالد راضي ببداية المباراة وتعادلنا مع الأهلي بأرضه وبين جماهيره بعد أن تقدم بالشوط الأول بثلاثة أهداف ولو وفقنا بمباريات أخرى لكان النصر بوضعية أفضل ولا زلنا نملك أفضلية إنهاء الدوري بالوصافة وهو إنجاز إذا ما تم قياسا بنتائج الفريق بالمواسم الأربعة السابقة وتأهلنا لنصف نهائي البطولة الخليجية والنصر المرشح الأوفر للفوز باللقب ولدينا فرصة المنافسة على لقبي كأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين وأتوقع بحول الله أن لا ينهي النصر موسمه إلا وقد توج ببطولة أو أكثر.
ولكن النصر بكأس ولي العهد سيواجه عقبة بطل دوري زين الهلال؟
- أحترم الهلال وبالمناسبة أبارك للأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد ولسمو الأمير نواف بن سعد ولأعضاء شرف الزعيم وجماهيره التتويج المستحق بلقب دوري زين بنتائج غير مسبوقة وقبل نهايته بثلاث جولات وبمعدل نقطي وتهديفي قياسي والهلال فريق كبير ومتمرس ولديه خبرة التعامل مع مراحل الحسم ولاعبوه معتادون على التتويج ولديه أربعة عناصر أجنبية على مستوى رائع ونجوم محليون لا يقلون شأناً عن زملائهم الأجانب ومدرب قدير وجهاز إداري يتعامل باحترافية بقيادة الجابر إلا أن هذا لا يمنع من أن النصر أيضا يبقى بكل الأحوال كبيراً بنجومه وتاريخه ورجاله ومؤهل لتجاوز الهلال والحظوظ متساوية بل إن رغبة نجومنا بإسعاد جماهيرهم ربما تدعم حظوظ النصر وتزيد من فرصته بالفوز وللتأهل للدور نصف النهائي. عموما متى التقى الهلال والنصر فالمتعة حاضرة والتشويق والإثارة موجودان، والتوقع صعب وأتمنى النتيجة بكل تأكيد نصراوية وإن فاز الهلال فليس بغريب وكذلك الحال إن تفوق النصر فتاريخ الديربي يشهد أن المحصلة النهائية بالمواجهات التقليدية لا تخضع لأي معايير فكم مرة فاز الهلال وكانت الترشيحات تنصب لصالح النصر ونفس الشيء في الكثير من المباريات خالف النصر التوقعات وأنهى الديربي لصالحه رغم تفوق الهلال المسبق، الأهم أن الهلال والنصر هما بحق يمثلان ديربي الكرة السعودية والجميل أن لقاءهما بغض النظر عن نتيجته يأتي بقمة الأداء الفني وينتهي بروح رياضية وتنافس بحدود المستطيل الأخضر وكتوقع خاص من سيعبر اللقاء هو الأوفر حظاً للفوز باللقب مع احترامي لكافة الفرق الأخرى.
بداية الموسم تعرض الجهاز الإداري والفني للكثير من الانتقادات الإعلامية ولا زالت موجة الانتقاد حتى والنصر يقدم مستويات رائعة بماذا تفسر هذا التوجه؟
- للأسف البعض ربما يرى أن التواجد والوهج والاهتمام الجماهيري لا يأتي إلا بسلك نهج الانتقاد لمجرد الانتقاد وجماهير النصر واعية وتعرف الغث من السمين ولا ينطلي عليها من يحاول كسر مجاديف الإدارة الكثير من الانتقادات موجهة بصفة شخصية وليست بحدود العمل ففي بداية الموسم حاول البعض استغلال عدم توفيق بعض العناصر الأجنبية والمحلية لانتقاد صفقات تعاقدات الأمير فيصل بن تركي، أيضاً الأستاذ القريني طالته الكثير من التجاوزات لمجرد أنه يعمل باحترافية ولا يقبل أي إملاءات ولا يجامل ويفرض نظاماً كانت ثماره انضباطية أعادت النصر وهو كفاءة إدارية رائعة وله خبرة كبيرة بعمله بالمنتخبات السنية لسنوات ولا يزال البعض يحاول تبني طرح سلبي تجاهه ونفس الشيء تعرض له الخلوق عامر السلهام والانتقاد حق مشروع إذا ما كان بحدود العمل وهو ما نفتقده بالكثير من الأطروحات الإعلامية فالبعض يطبق مقولة خالف تعرف وهم قلة ولله الحمد.
(أبو مشهور) جماهير الحزم تترقب عودة الرئيس الذهبي؟
- الحزم يبقى انتماء لا يماثله انتماء وعلاقتي به ممتدة لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً ولم أبخل عليه يوماً من الأيام بالمال والجهد والبذل ولله الحمد غادرت الحزم مرفوع الرأس والجماهير تردد مقولة الرئيس الذهبي ويكفيني فخراً أن الحزم بقيادتي غادر دوري المناطق بعد أكثر من أربعين عاماً وأصبح أحد الكبار والأهم أن جماهيره كانت تتفاعل بشكل لا يوصف مع الفريق حتى وهو يبدأ أولى خطوات الصعود وتملأ المدرجات مما يدل أنني تعاملت مع الجميع باحترام وحب وبادلوني نفس الشعور وأنا فخور بجماهير الحزم وأتمنى له التوفيق وعودتي مستحيلة لاستقراري بالرياض وتعدد مشاغلي وارتباطاتي.
أخيراً (أبومشهور) أترك لك مساحة حرة بنهاية هذا الحوار؟
- أشكر (الجزيرة) الرائدة بقيادة ربانها الماهر الأستاذ خالد المالك وأثني على الصفحات الرياضية ب(الجزيرة) التي تتميز بالحياد وتضم نخبة من الكتاب بمختلف الميول وتعطي الجميع نفس المساحة وهو ما أراه ماثلاً بتتبع أخبار الأندية صغيرها وكبيرها ومثل هذا التفرد والتميز بالتأكيد ترجمة لفكر رجل بكفاءة الأستاذ محمد العبدي وبقية أسرة رياضة (الجزيرة) وأتمنى التوفيق للنصر بلقائه أمام شقيقه الهلال ورجائي من جماهير الأصفر أن تبقى قناعاتها بقدرة الإدارة النصراوية بقيادة الأمير فيصل بن تركي مهما كانت النتائج بهذه المرحلة فالأهم أن النصر استعاد شيئاً من بريقه، وكما قال الأمير فيصل بن تركي ما أنجز لا يمثل إلا عشرين بالمئة من الطموح، والمستقبل سيكون للنصر، الأهم أن تتوحد الآراء ولا مانع من الاختلاف بشرط أن نتفق على أن لا نختلف إلا لمصلحة النصر.