«الجزيرة» - تغطية - سلطان القاران :
أكد معالي وزير الاقتصادي والتخطيط الأستاذ خالد بن محمد القصيبي على أهمية تنسيق العمل الإحصائي والقيام بعملية تعداد السكان خلال عام واحد 2010 متزامناً مع دول مجلس التعاون الخليجي بأنها خطوة إيجابية مما يسير عملية المقارنة الإحصائية بين دول المجلس، وأوضح معالي أن كثيراً من الحاجات متشابهة بين دول المجلس ومشتركة وأن القيام بالتعدادات في وقت قريب من بعض يساعد جداً في إعطاء معنى وفائدة لعملية المقارنة الإحصائية بين الدول ولا شك أن التعداد مصدر قائم للمعلومات، وأضاف معاليه أنه من خلال نتائج التعداد تتخذ كثير من القرارات البالغة الأهمية في مختلف المجالات الاقتصادية أو الاجتماعية أو الخدمية.
وأضاف معاليه أنه تقرر أن هذا التعداد عشري أي سيكون كل عشر سنوات تقوم به دول مجلس التعاون، وأكد معاليه أن الخطط التنموية تعتمد اعتماداً كاملاً على نتائج الإحصاءات سواء إحصاءات التعدادات أو أي إحصاءات أخرى لأن هذه المعلومات أساس لاتخاذ القرار. جاء ذلك خلال تدشين معاليه صباح أمس مرحلة العد الفعلي للتعداد العام للسكان بمقر المصلحة بالرياض والذي شهد افتتاح غرفة عمليات التعداد والمركز الإعلامي والمعرض التشكيلي المصاحب. وكان في استقبال معالي وزير الاقتصاد والتخطيط لدى وصوله مقر المصلحة العامة للإحصاءات والمعلومات مدير عام المصلحة مهنا بن عبدالكريم المهنا ومسؤولو المصلحة.
وبدأ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. ثم ألقى معالي وزير الاقتصاد والتخطيط كلمة أوضح فيها أهمية التعداد العام للسكان والمساكن ومرحلة العد الفعلي التي تم تدشينها أمس والتي سيتخللها مرحلة عد السكان طبقاً للإسناد الزمني للتعداد الذي قرر أن يكون مساء يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء الثالث عشر من شهر جمادى الأولى القادم.
وقال معاليه: «إن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد أقروا في اجتماعهم بسلطنة عمان في العام 1422هـ توصية المجلس الوزاري للتخطيط والتنمية فيما يتعلق بتوحيد الفترات الزمنية لإجراء التعدادات العامة بدول المجلس وأن تجري كل دولة من الدول الأعضاء تعداداً في العام 2010م ويتم توحيد الفترات الزمنية للتعدادات العامة بعد ذلك بحيث تكون عشرية ويتم إجراؤها في السنوات الصفرية وكان القرار انطلاقة رئيسة أخرى نحو التكامل بين دول المجلس وتعزيزا قويا للمسيرة الاتحادية الخليجية.
وأكد معالي وزير الاقتصاد والتخطيط أن تحقيق التكامل الإحصائي بين دول المجلس ينطوي على منطلقات مهمة تعزز أواصر التعاون والتلاحم بين شعوب ودول المجلس، مشيرا إلى أن مشاركة ممثلين عن دول مجلس التعاون الخليج في هذه المناسبة تؤكد على الشراكة في المسيرة الخليجية التعاونية.
وأفاد أن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات قد قامت بتوفير البنية الأساسية لعملية التعداد وسعت إلى تعبئة الخبرات القادرة على القيام بهذه العملية على أحسن وجه وتنفيذ المراحل التحضيرية بدقة وشمولية، مشيراً إلى أن ذلك سينجم عنه توفر بنية تحتية تسهم بكفاءة في تعزيز نجاح هذه المرحلة المهمة.
وشدد معالي وزير الاقتصاد والتخطيط في كلمته على أن ما يوفره التعداد السكاني من بيانات ومعلومات أساسية بالغة الأهمية وانها ستشكل مستندا موثقا ضروريا لصانعي القرار والمخططين وراسمي السياسات التنموية والباحثين وهو ما جعل دول العالم تعطي هذا المشروع الحيوي مرتبة عالية في سلم اهتماماتها نظرا لما يترتب عليه من قرارات مصيرية، لافتا إلى حرص مصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات على الاستفادة الواسعة من التقنيات الحديثة في هذا المجال وتبني التوصيات الاقليمية والدولية في مجال الاحصاءات السكانية ومراجعة ودراسة تجارب الدول الأخرى في هذا المجال.
وحث معالي الوزير القصيبي المشاركين في عملية التعداد من مشرفين ونواب ومساعدين على تحمل الأمانة الوطنية الكبيرة في هذه المهمة التي لا تتكرر إلا كل 10 سنوات ويعتمد على نتائجها اتخاذ قرارات بالغة الأهمية ومصيرية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية والبيئية والتي تتعلق بازدهار الاقتصاد الوطني والرفاهية للمجتمع.
وبين أن الدولة حشدت كافة الإمكانيات المالية والفنية والبشرية لإنجاح التعداد ورعته منذ البداية ويتطلع الجميع لجني ثمرة هذا الجهد المكثف من خلال إنجاز تعداد شامل ودقيق بكفاءة عالية يعكس ما وصلت إليه المملكة من تطور في مجال العمل الإحصائي.
عقب ذلك قدم عرض مرئي حول التعداد العام للسكان والمساكن ومحطاته التاريخية بدءاً من أول عملية تعداد تمت في المملكة إلى عملية التعداد التي يتم الاستعداد لها الآن وأهمية التعداد والفوائد التي ستعود على الوطن والمواطن منه وعلاقات مصلحة الإحصاءات العامة بنظيراتها العربية والدولية والتكامل بين دول مجلس التعاون في المجال الإحصائي والمراحل التحضيرية للتعداد والخطوات التي نفذت استعداداً لبدء العد الفعلي وعدد المشاركين في عملية التعداد من مشرفين ونواب ومساعدين وعدادين والذي يقدر عددهم بنحو 43300 شخص.
كما افتتح معالي وزير الإقتصاد والتخطيط خلال زيارته لمقر مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات مقر غرفة العمليات لمشروع التعداد.
واستمع إلى عرض موجز حول الدور المنوط بها والتقارير التي ستقوم بموافاتها لمسؤولي المصلحة وللمركز الإعلامي كما افتتح معاليه المركز الإعلامي الذي خصصته المصلحة لخدمة مشروع التعداد العام للسكان والمساكن واستمع معالي الوزير إلى شرح موجز من أمين لجنة التوعية الإعلامية بمشروع التعداد والمشرف على المركز الإعلامي عبداللطيف الخميس.
كما افتتح معاليه المعرض الفني التشكيلي المصاحب وتجول خلاله وأبدى إعجابه بمستوى اللوحات المقدمة والتي ستسهم في عملية التوعية الإعلامية بالتعداد.
وبهذه المناسبة تحدثت ل(الجزيرة) الأستاذة هدى ربيع أبو الليل مدير إدارة الإحصاء بجامعة الدول العريبة وقالت: نحن في جامعة الدول العربية نقوم بمتابعة العمل الإحصائي في الدول العربية وهناك لجان فنية يتم من خلالها رفع نتائج الإحصاء في الدول إلى المجلس الاقتصادي الأعلى للدول العربية. وعن الوعي الإحصائي لدى المواطن العربي، أوضحت هدى أبو ليل أن العمل الإحصائي في تطور وهناك عمل دؤوب تقوم به اللجان الفنية بإدارة الإحصاء بجامعة الدول العربية مؤكدة أنها أعجبت بما وصل إليه الإحصاء والعمل الإحصائي في المملكة مشيرة إلى مدى التعاون بين الدول العربية في العمل الإحصائي مضيفة أن العمل الإحصائي هو أساس التخطيط التنموي للبلدان العربية منوهة بأهمية الدور الإعلامي لعملية التعداد العام للسكان.
حضر الحفل معالي محافظ الهيئة العامة للإسكان الدكتور شويش المطيري وعدد من ممثلي أجهزة الإحصاء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجامعة العربية والمستشار والمشرف على الإعلام الداخلي بوزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع وحشد من الإعلاميين والصحفيين.