كنت سأكتب موضوعاً عن السرعة الجنونية في عاصمتنا الرياض وخارج الرياض في الطرق السريعة، وكنت أبحث عن عنوان مناسب للمقالة، ووجدت نفسي أمام عناوين لا تقل إثارة عن الموضوع الأصلي، بل ربما هي معبرة بصدق عن الموضوع الذي سأتحدث عنه، فقد وجدت بعض العناوين التي اخترتها أكثر وصفاً وربما أكثر احترافية من أي مقالة، فهي صورة حقيقية بدون أي نوع من المواربة عما نراه كل يوم في شوارع الرياض العامرة بالزحام على مدار الساعة «تقريباً»، كنت وما زلت أؤمن أنّ بعض العناوين أبلغ من أي مقال، وأنّ بعض العناوين تختصر المقالات، وأن لبعض العناوين تأثيراً أكثر بكثير من مقال طويل يصف ما اعتدنا عليه كل يوم، مع هذا كله أترككم مع العناوين المختارة، ويوم الأربعاء المقبل في نفس هذا المكان - إن شاء الله - سأكتب عن الموضوع الأصلي:
- «حرب أهلية في الرياض بقيادة سائقي السيارات».
- «كيف تموت فجأة بدون سكتة قلبية أو أن تبلع لسانك؟».
- « حرب شوارع بين السائقين في الرياض».
- « الناس تموت بلا سبب «.
- « النساء تدفع ثمن جنون السيارات رغم أنها لا تقود السيارة».
- « حتى تنجو من الموت، لا تدخن ولا تركب سيارة في الرياض».
- « لا تدع على من تكره بالموت وادع عليه أن يقود سيارته في الرياض».
- « كلما قدت سيارتك أكثر، زاد خطر الموت أكثر».
- «لا شيء ينافس الأمراض في الرياض كحوادث السيارات».
- «السرعة ليست حكراً على المراهقين، كبار السن أيضاً».
- «لا تسرع ومع هذا أنت مهدد بخطر الموت».
- «إنهم يبيعون الموت مجاناً في الرياض».
- «الحذر والقيادة الآمنة لا تنقذك من عاهات الحوادث في الرياض».
- «جنون العقلاء في سيارتهم « .
- «بلاي ستيشن أو حرب السيارات في الرياض»
- «حتى لا تكون الرياض مدينة الموت والسرعة».
العناوين تختصر ما يريده الكاتب، ورغم أني أحاول أن أختصر ماذا أريد أن أقول، لكنني أجد أنّ كل عنوان يغطي ألماً، وكل عنوان يكشف مصيبة، وكل عنوان يسخر منّا بطريقة أو بأخرى، بل صار الحديث عن الموت في شوارعنا حديثاً مملاً غير مقروء ولا يثيرنا، بل يعتبره البعض إفلاساً للكاتب، وهو في الحقيقة إفلاس في الأرواح، وسرادق عزاء يومي، ومشهد رعب لا ينتهي.
كل هذه العناوين تصلح لوصف ماذا يحدث في شوارع الرياض، داخل الرياض وخارجها في كل مدننا لم نقم بشيء ما يوقف مد الموت على كل مركبة، وليس هذا فقط، بل هناك أشياء أخرى لا يتسع المقال لرواية كامل القصة.
هذه العناوين هل تحرك ساكن الناس؟ هل ستوقظ ضمير المسؤول ليضرب بحديد على السرعة ومخالفة الأنظمة، أم صورة الأشلاء المقطعة في الخطوط السريعة أصبحت مشهداً تراجيدياً مقبولاً أن نراه كل يوم ويلفّنا الصمت والإقرار وأخيراً: إعطاؤه صورة شرعية.
www.salmogren.com