حوار - نبيل العبودي
رغم ردود الأفعال المتواترة والمتضاربة التي صاحبت انتقاله من فريقه السابق الوحدة.. والتي استمرت إلى ما بعد انتقاله إلى النادي الذي اختاره بعد استخارته لم تتوقف إلا أنه فضَّل الصمت.. الصمت الذي يرى أنه حكمة.. وفضَّل أن يكون حديثه في الوقت والزمن المناسبين.. ليكون الرد الشافي والكافي.. فكان حديثه حينها قولاً وفعلاً عندما سجل هدفاً هاماً أكد به أفضلية فريقه.. وأنهى مهمته في الدوري قبل نهايته المعتادة..
المحياني أو (طلق المحيا) تحدث للجزيرة عن كثير من الأمور بعد أن سجل حضوره في أول موسم له مع الزعيم فكشف عن عشقه وحبه للهلال وجماهيره.. وعن أبرز اللحظات الصعبة التي عاشها بعد التقائه بزملائه السابقين بالوحدة فخرجنا منه بهذا اللقاء:
كيف تفسر الزوبعة التي ثارت إعلامياً خلال فترة المفاوضات.. وكيف تعاملت مع تلك الزوبعة؟
- من الطبيعي جدا أن تكون هناك مناوشات إعلامية وردود فعل كبيرة ظاهرة وهي طبيعية جدا تحدث مع كل عملية انتقال لأي لاعب من ناد إلى آخر.
وحقيقة بالنسبة لي تعاملت مع تلك الزوبعة بالصمت لأنني كنت بعيدا عن الحضور الإعلامي الذي فضلت أن أبقى بعيدا عنه حتى الانتهاء من تلك الزوبعة حتى لا أدخل في مهاترات إعلامية لا أفضل الحديث فيها كما أنني تركت الأمور معلقة بنادي الوحدة الذين كنت قد أخبرتهم بأنني سأرحل عنه.. وكنا متفقين على هذا الشيء.. كما أنني رأيت بأن الحديث في الإعلام كثيرا ليس من الأمور الجيدة لهذا تعاملت مع تلك الزوبعة كما تقول بالصمت لأنه الأفضل بالنسبة لي كما رأيت ذلك.
بالفعل ظهرت لمرة واحدة عبر الإعلام وأعلنت بأنك استخرت واخترت الهلال للانتقال.. هل كنت بالفعل مرتاحا من قراراك الذي اتخذته في حينه.. وهل كنت على ثقة من أنك ستنتقل للهلال؟
- لله الحمد أنا في جميع أموري أستخير الله قبل الإقدام على أي قرار لأنني أؤمن تماما بأن الخيرة دائما فيما اختاره الله لي وكل شخص سيأخذ نصيبه في هذه الدنيا وما كتب له, (ولا خاب من استخار) وأنا ولله الحمد أحسست براحة تامة بعد استخارتي.. وبالفعل كنت ولله الحمد على ثقة كبيرة بانتقالي لنادي الهلال.. وهو ما تم بالفعل ولله الحمد.
المعروف أن زميلك بالوحدة سابقاً اللاعب أسامة هوساوي سبقك بالانتقال إلى الهلال.. هل كان له دور في انتقالك إلى الهلال بحيث كان له تأثير في اتخاذك للقرار بالانتقال إلى الهلال؟
- بصراحة أنا تربطني بعدد من لاعبي الهلال علاقة كبيرة منذ أن كنا نمثل المنتخب السعودي الأولمبي مثل عبد اللطيف الغنام الذي تربطني به علاقة صداقة قوية وأعرف جيدا بأن الأجواء في نادي الهلال صحية وتساعد أي لاعب على التألق والظهور بمستويات كبيرة والبروز من خلال تمثيله للفريق كما أن حرصي على الانتقال لنادي الهلال كونه فريق بطولات وفريقا يساعدك على التألق أكثر.. كانا السبب المباشر في اختياري للفريق الهلالي.. كما لا أخفيك بأن زميلي اللاعب أسامة قد تحدث معي أيضا.. وعن مدى ارتياحه للفريق والأجواء الصحية التي يعيشها ومدى تأقلمه وانسجامه مع لاعبي الفريق بوقت قصير.
كل هذه الأمور كان لها تأثيرها بالطبع.. ولكن كما قلت لك أنا كانت لدي الرغبة الكبيرة في الانتقال إلى الفريق الهلالي.. ولكن لا أخفيك بأن حديث زميلي وصديقي أسامة زاد من رغبتي أكثر وأكثر في الانتقال إلى الهلال ولكن العلاقة الكبيرة مع لاعبي الهلال هي الأخرى كان لها دورها أيضا.
شكك البعض في إمكانية نجاحك مع الهلال لوجود الثلاثي ياسر القحطاني ومحمد العنبر وأحمد الصويلح.. هل تسرب مثل هذا الشك إلى نفسك؟
- على العكس تماما من ذلك كان شعوري مختلفا تماما فوجود اللاعبين ياسر والعنبر والصويلح يزيدني إصرارا على التنافس وأن أبقى في دائرة المنافسة كما سيساهم في خلق التنافس بيننا.. ووجودنا جميعا في دائرة المنافسة وأن يرفع من مستوياتنا جميعا وأنا وهم محتاجون لأن نبقى معا وأنا زادني ذلك إصرارا على التحدي والبروز ودائما وأبدا لدي قناعة كبيرة بان كل شخص سينال نصيبه وما كتب له.. عموما أنا لم أتأثر بأي شيء ولم يخالجني أي شك في عدم نجاحي مع الفريق الهلالي وبصراحة أقولها إنني وجدت كل ترحيب من اللاعبين والجهازين الفني والإداري منذ أول تدريب مع الفريق وهو ما أدخل الراحة والثقة في نفسي بشكل أكبر.
بما أن حديثك عن التنافس مع الثلاثي ياسر والصويلح والعنبر.. كيف هي علاقتك مع لاعبي الهلال خارج الملعب وبخاصة ياسر والشلهوب اللذين يلعبان معك أساسيين بالفريق؟
- الجميل أن لاعبي الهلال تربطني بهم علاقة كبيرة قبل انتقالي إليه ولكن أحب أن أوضح لك بأن العلاقة بيننا خارج الملعب كبيرة فنحن نعيش مع بعضنا وقتا طويلا في المعسكرات وأحيانا نجتمع خارج المعسكر أي أن علاقتنا لا تتوقف داخل الملعب فقط.
لماذا غاب اللاعب عيسى المحياني عن أغلب مباريات الدوري ولم يظهر إلا في المباريات الأخيرة؟
- في الحقيقة أنا موجود مع الفريق الهلالي من البداية وكنت منتظما في التدريبات بشكل يومي والجميع يعلم بهذا الشيء ولكن كما تعرف أن اللاعب في فريق كبير مثل الهلال يزخر بالنجوم يحتاج إلى الوقت لكي يظهر ويمثل الفريق.. وأنا كنت على ثقة بأنني سأجد الفرصة كاملة لتمثيل الفريق وهي حدثت بالفعل في المباريات التي لعبتها أساسيا في المراحل الأخيرة من الدوري والحمد لله استطعت أن أقدم بعضا مما أملكه ولا يزال المشوار -بإذن الله- طويلا لمواصلة العطاء للفريق كما أنكم تعلمون بأنني كنت أمثل الفريق الأولمبي الهلالي لكي أنسجم مع الفريق والحمد لله أنني استطعت التأقلم والانسجام بشكل سريع مع الفريق والآن أنا أمثل الفريق أساسيا كما قلت أنت وبأنني استطعت أن أسجل في المباريات الحاسمة وهذا هو المطلوب وما زلت أطمح إلى المزيد لكي أقدمه للفريق الهلالي.
إذاً.. كيف وجدت الأجواء داخل نادي الهلال.. وهل واجهت صعوبة في التأقلم مع هذه الأجواء؟
- بالعكس الأجواء في نادي الهلال تساعد اللاعبين الجدد على التأقلم والانسجام وفي فترة قياسية ولعل هذه الميزة هي ما جعلت الفريق الهلالي متميزا في كل شيء بطولاته وإنجازاته وقبل كل شيء رجالاته.. وأجدها فرصة لكي أقدم شكري الجزيل لكل الهلاليين من إدارة وجهازين فني وإداري وكذلك زملائي اللاعبين على تعاملهم وترحيبهم بي منذ أول يوم دخلت فيه النادي والذي أشعرني وكأنني معهم ولست منتقلاً إلى النادي هذا الموسم.
كابتن عيسى.. ما هي الفوارق بين الهلال والوحدة حسب معايشتك للناديين؟
- طبيعي جدا وكما هو معروف الفوارق والإمكانات واضحة فنادي الهلال يملك إمكانات كبيرة وجيدة والتي جعلت منه زعيما وناديا كبيرا ومتفوقا على المستوى الداخلي والخارجي.. والإمكانات التي تساعد اللاعبين على العطاء بشكل أكبر كما تعطيه الراحة النفسية الكبيرة لمواصلة العطاء وذلك بالطبع بخلاف نادي الوحدة صاحب الإمكانات المحدودة فهو لا يملك الإمكانات التي يملكها الهلال.. وهذه حقيقة واضحة ولكنني عشت في نادي الوحدة ذكريات جميلة ويكفي أن نادي الوحدة هو الذي أوصلني إلى مستوى جعلني أصل به إلى المنتخبات الوطنية وأمثلها كلاعب أساسي وبخاصة المنتخب الأولمبي.. كما أن نادي الوحدة لا يزال وسيبقى منافسا قويا للفرق الكبيرة وواحدا منها.
عيسى: ما هو شعورك وأنت تواجه فريقك السابق الوحدة في أول مواجهة في الدوري.. خصوصاً أننا وجدنا لك ترحيبا كبيرا من الجماهير.. وهو خلاف ما نشاهده عندما ينتقل لاعب من ناديه إلى ناد آخر.. وكيف كان لقاؤك مع زملائك السابقين؟
- من الطبيعي جدا أن يكون وقعها صعبا في البداية ولكن لا بد أن نعرف بأن هذا هو حال الاحتراف ولا بد من أن أنتقل في يوم من الأيام وهو ما حدث مع بداية هذا الموسم.. وعند لقائي بزملائي لاعبي الوحدة تذكرت الأيام الجميلة معهم خصوصاً أنني أعود إلى ملعب الشرائع من جديد.. الملعب الذي كثيرا ما لعبت على أرضه بالقميص الأحمر.. قميص فريق الوحدة.. الفريق الذي بدأت وظهرت من خلاله وما وجدته من زملائي اللاعبين وجماهير الوحدة الغالية أسعدني كثيرا وأنا أقدم لهم الشكر الجزيل على مثاليتهم.
وما هو شعورك وأنت تعيش أفراح بطولة كبرى في أول موسم لك مع الهلال؟
- طبيعي جدا أن الشعور لا يوصف والفرحة كبيرة جدا واللاعب دائما وأبدا يفكر في الإنجازات والبطولات ويبحث دائماً عن منصات التتويج.. وإن كنت أتمنى ذلك كثيراً مع الفريق الوحداوي إلا أن الله لم يكتب لي ذلك معه رغم أنني وكما قلت لك من قبل كان له الفضل الكبير في بروزي إلا أن إرادة الله لم ترد لي ذلك هناك.. وكانت الأمور تسير معي بفضل الله مع الهلال الذي بدأت ولله الحمد مشواري معه في أول موسم ببطولة كبيرة وهي بطولة الدوري وأتمنى أن تتواصل البطولات والإنجازات معه كما هو معتاد على الفريق الهلالي في كل موسم.. وأحمد الله الذي جعل بدايتي مع الهلال ببطولة مما يجعلني أكثر تفاؤلا لتقديم الأفضل في القادم بمشيئته.
اللاعب عيسى المحياني كان هدافا للدوري مع الوحدة.. هل يمكن أن يتكرر ذلك مع الهلال؟
- طبعا أنا شخصياً أتمنى أن يتكرر ذلك مع الهلال دائما ولكن صدقني أنا أتمنى أن لا يكون ذلك على حساب الفريق ككل لأن الأهم هو تحقيق ومواصلة تحقيق الإنجازات والبطولات لأن ذلك الأهم لدينا كهلاليين - لاعبين وجماهير - وأنا أتمنى أن يواصل الهلال تلك البطولات وزعامته ولا أبحث عن الألقاب والإنجازات الشخصية مهما تكن تلك الألقاب.. ولكنني بالطبع أتمنى كما قلت لك في البداية أن يتكرر حصولي على لقب الهداف بشعار الهلال وسأسعى إلى إسعاد الجماهير الهلالية من خلال مواصلتي للتسجيل في كل المباريات التي ألعبها.
حسم الهلال الدوري بلعبة رائعة ومدهشة من عيسى المحياني في شباك الحزم.. ما هي مشاعرك بعد هذا الهدف.. وكيف رأيت ردود الأفعال الهلالية بعد هذا الهدف؟
- شيء طبيعي أنني فخور جدا بأنني ساهمت في أول موسم أمثل فيه الفريق الهلالي وهذا ما أسعى إليه منذ أن قررت الانتقال إلى الهلال وأن تفكيري مشغول في كيفية إسعاد الجماهير الهلالية التي أعتبر نفسي مديناً لها فهي الجماهير التي وقفت معي في أصعب الظروف وأزالت عني رهبة الانتقال إلى الفريق الهلالي الكبير صاحب الشعبية الجارفة والكبيرة وتسجيلي للهدف في المباراة أشعرني بشعور الاعتزاز والفخر وأنا أجد السعادة ظاهرة وواضحة على الوجوه.. لقد كنت في قمة السعادة وأنا أجد نفسي مساهما في هذه البطولة وإن كانت بالطبع قد جاءت بمساهمة ومساعدة من جميع زملائي بالفريق وبجهود مشتركة من جميع الهلاليين وعلى رأسهم رئيس النادي سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد وجهوده الكبيرة معنا حتى تحققت البطولة.. أما ردود الأفعال فكما سبق وأن قلت أجدها واضحة على الجماهير الهلالية في كل مكان ولا تزال.. وسنسعى جاهدين على حصد كل البطولات لأن هدفنا الدائم الفوز بجميع البطولات التي ننافس عليها.
بعد ما تحقق للفريق الهلالي وبعد معايشتك له في أول موسم وفي أولى البطولات الكبرى.. ترى متى يمكن أن نرى عيسى المحياني عنصرا أساسيا وثابتا في صفوف الفريق الهلالي؟
- أنا منذ انتقالي للفريق الهلالي وأنا أطمح لأن أكون لاعبا أساسيا وثابتا في الفريق.. والمتابع للفريق في هذا الموسم مع المدرب العالمي والكبير جيريتس يجد أن جميع اللاعبين كأنهم أساسيون في الفريق وكل لاعب يقدمه المدرب بطريقته والحمد لله استطعت في أكثر من مباراة في الدوري أن ألعب أساسياً وأسجل وأساهم مع زملائي اللاعبين في الحصول على بطولة الدوري.
وكما قلت قبل ذلك إن وجود عدد من المهاجمين في الفريق سيساهم في خلق التنافس بين اللاعبين وبالتالي ستكون ثماره واضحة على الفريق والحمد لله أننا الآن حصدنا أولى البطولات وساهمنا جميعا بدون استثناء فيها.
وهل سنرى عيسى المحياني يعود لصفوف المنتخب مرة أخرى؟
- كما هو معروف بأن اللاعب تمر عليه كثير من الظروف التي قد تعيقه من مواصلة مشواره مع المنتخب.. والجميع يعلم بأنني كنت ضمن صفوف المنتخب الأول إلا أنني تعرضت لإصابة أجبرتني على مغادرة المعسكر ولكنني ما زلت أطمح لأن أمثل المنتخب وأن أكون عنصرا أساسيا.. وإن شاء الله من خلال تمثيلي للفريق الهلالي سأعود إلى صفوف المنتخب أساسيا.. وطالما أن الإنسان لديه طموح كبير للوصول إلى ما يتمناه وهو المنتخب فمن المؤكد أنه سيسعى إلى تقديم المستويات الكبيرة التي ستوصله إلى المنتخب وهو ما أسعى إليه وأنا على ثقة بمشيئة الله أنني سأكون في صفوف المنتخب قريبا.
النجاح الكبير للمدافع العملاق أسامة هوساوي مع الهلال.. وهو القادم من الوحدة إلى أي مدى سيؤثر في المحياني ويجعله يحقق نفس النجاح؟
- من الطبيعي جدا أن ذلك سيكون له تأثيره الإيجابي عليَّ لأن ما وجده زميلي أسامة هوساوي.. أجدها فرصة لأن أشيد بمستوياته والتي جعلته الأبرز خلال هذا الموسم مستوى وخلقاً.. ومن الطبيعي جدا أنها ستؤثر عليّ إيجابيا فكما وجد أسامة الراحة النفسية والاستقرار.. وكما قلت لك الأمور ولله الحمد في نادي الهلال تساعد أي لاعب على البروز والظهور بمستوى كبير وتجعله يتألق وهو ما لمسته أنا أيضا وأتمنى أن أسعد الجماهير الهلالية وأن أكون عند مستوى الطموح والآمال..
لاحظت من خلال حديثي معك بأنك تتحدث كثيراً عن الجماهير الهلالية.. هل معنى هذا أن هناك علاقة حب متبادلة بينكم؟
- هذا بالفعل ما أجده من الجماهير الهلالية التي وجدت منها كل الدعم منذ أول يوم لإعلان انتقالي إلى نادي الهلال والتي أشعرتني كأنني لاعب ولدت في الهلال.. ولهذا أعيدها مرارا وتكرارا أنا مدين للجماهير الهلالية بالشيء الكثير وما وجدته من حفاوة منه وفي أسوأ الظروف التي مررت بها خصوصاً أنني عندما انتقلت إلى الهلال كنت منقطعاً عن نادي الوحدة إلا أن تلك الوقفة من الجماهير الهلالية الوفية لناديها وعشقها له أنستني تلك الظروف.. ومهما قدمت لها فلن أوفيها حقها.. وأنا أسعى لأن أقدم أي شيء للجمهور الهلالي لرد الجميل.