في بداية الموسم الحالي قلت للأمير عبدالله بن مساعد عضو الشرف الهلالي الفعال: حتى وإن لم يحقق الهلال أي بطولة في هذا الموسم (بطولة الدوري تحديداً) فإن إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد لن تقع عليها أي ملامة بقدر ما ستقع كل الملامة على اللاعبين وحدهم.. (قلت كل ذلك) للأمير عبدالله لأن الإدارة الهلالية بذلت أقصى الجهود في سبيل تهيئة أفضل الظروف والإمكانات، ولأن الدور وقتها بقي على اللاعبين لترجمة تلك الجهود.. وبما أن كل جهود إدارة الهلال تترجمت على أرض الواقع من لدى نجوم فريقها فقد كان من الطبيعي - بعد توفيق الله- أن نشاهد هلالا استثنائياً (في الدوري) وأن ينجح في الحصول على لقبه قبل نهاية منافساته بثلاث جولات.

فرق الاتحاد والأهلي والنصر إلى جانب الهلال هي الفرق الوحيدة التي ظلت تشارك في مسيرة الدوري منذ انطلاقته في موسم 97هـ وحتى الموسم الحالي.. وقد كان التفوق للهلال في عدد مرات الفوز على كل الفرق الثلاثة.. أمام النصر في (75) مباراة فاز بنتائج (27) مباراة مقابل (22) فوزاً نصراوياً.. وأمام الاتحاد (75) مباراة فاز بنتائج (33) مباراة مقابل (22) فوزاً اتحادياً.. وأمام الأهلي في (74) مباراة فاز بنتائج (35) مباراة مقابل (21) فوزاً أهلاوياً.

مع العلم.. أن الدوري المشترك الذي أقيم في موسم 1402هـ (بنظام المجموعتين) يعد هو الدوري الوحيد الذي اقتصرت من خلاله مباريات الهلال والنصر على مباراة واحدة فقط بسبب أن كل فريق كان في مجموعة، وقد كانت هذه المباراة اليتيمة لتحديد المركزين الثالث والرابع وفاز الهلال بنتيجتها (3-1).

(نظام المربع الذهبي) كان له وقته ومسبباته (.....) ويجب أن يكون قد انتهى بلا رجعة تحقيقاً للعدل والإنصاف.. أما الذين مازالوا يهوون هذا النظام فلأن فرقهم المفضلة باتت هي المتضررة من العودة إلى نظام النقاط.. هل يعقل أن فريقاً طيلة مسيرة (نظام المربع) لم يحقق الأول في الادوار التمهيدية ولكنه رغم ذلك فاز مرتين متتاليتين ببطولة الدوري وعلى حساب فرق تفوقت عليه وقتها في عدد النقاط وبفارق ليس بالقليل؟.. للأسف هذا لا يعقل، لكنه حدث بفعل نظام كروي غابت عنه المنطقية والإنصاف وتضررت منه بعض الفرق.. فأهلاً ومرحباً بنظام النقاط المتبع في كل دوريات دول العالم..

يسجل للنصر أنه الفريق الوحيد (في الدوري) وحتى الآن الذي ألحق الخسارة ببطل الدوري الهلال.. إلى درجة أن أحد الظرفاء (وهذه مداعبة) علق قائلاً: ربما أن بعض النصراويين باتوا لا يتمنون أن يخسر الهلال في (مبارياتيه) المتبقيتين في الدوري من أمام الشباب والاتحاد حتى يسجل التاريخ لفريقهم أنه هو الفريق الوحيد الذي هزم بطل دوري موسم 1430هـ.

كلام في الصميم:

الأستاذ وليد الناجم إداري القادسية خرج علينا إعلامياً ليعلنها صريحة عندما أكد أن إدارة ناديه لم تتسلم حتى الآن من النصر ملايين صفقة السهلاوي.. ومعلقاً على ذلك بالقول (النصراويون لا هم منحونا أموال السهلاوي ولا هم تركوه لنا).. الناجم بهذا الذي أعلنه وكأنه راح يقول ما عجز رئيس ناديه الهزاع عن قوله..

حكاية نهاية مشوار البرازيلي ايدير مع النصر التي جاءت على لسان ايدير نفسه كانت حكاية حزينة وربما أنها جاءت على طريقة قلة الخاتمة، خصوصا وأنه أكد أن المدرب ديسلفا كان يتمنى استمراره لولا رأي إدارة النصر (بالمناسبة) القريني كانت تبريراته ضعيفة في تعليقه على ما ذكره ايدير.

الدكتور مدني رحيمي جريء في آرائه وصريح في تحليلاته وهو حالياً من أكثر المحللين الذين فرضوا أنفسهم واحترامهم على المتلقي الرياضي: يا دكتور مدني بعض الناس لا يحبون الصراحة، ولهذا كان من الطبيعي أن يهاجموك بسبب صراحتك وأن يغضبوا من آرائك الجريئة التي تمس واقع فريقهم ولا تعجبهم..

سعد الحارثي لاعب خلوق جدا ولكنه ليس بذاك النجم، وقد كتبت ذلك أكثر من مرة ليس تجنياً على سعد ولكنه الواقع.. كما أن إصابته في الموسم الماضي قللت من حجم عطائه ومجهوده لأنه ليس لاعباً موهوبا بقدر ما هو يعتمد على قوته البدنية وحماسه.. ولهذا فإن غيابه عن التشكيلة الأساسية للنصر في هذا الموسم حتى طاله قرار الإبعاد عن المشاركة أمام الرائد كان أمراً متوقعاً وطبيعيا بل وربما شاهدنا الحارثي في الموسم المقبل مع فريق آخر غير النصر أسوة بما حدث لعلي يزيد وأحمد الخير والموينع ولاسيما وأن شعبيته الجماهيرية بدأت تقل بعد قدوم السهلاوي وعبدالغني..

تسابق بعض الأهلاويين بعد مباراة فريقهم أمام النصر للتأكيد على أن المدرب فارياس واللاعبان مارسينهو وفيكتور هم مكسب للأهلي.. نعم هم قد يكونون مكسبا ولكن الجزم بذلك واستنادا على ما قدموه في مباراة واحدة فقط هو استعجال ربما لا يكون له أي علاقة بالمنطق وما ستظهره المباريات المقبلة للأهلي.. بالمناسبة حتى التأكيد على أن هذا اللاعب أو ذاك المدرب فاشل بعد أول مباراة لهما مع فريقهما هو عمل غير منطقي.. ووجهة نظر ربما لا تكون في محلها.

الهلال هو أول فريق سعودي يصعد (لوحده) إلى منصة البطولة في يوم تتويجه ببطولة دوري هذا الموسم.. سجل يا تاريخ واشهد يا زمن..