Al Jazirah NewsPaper Friday  05/02/2010 G Issue 13644
الجمعة 21 صفر 1431   العدد  13644
 
في صالون الناظر إبحار في عالم المحاور اللامع مفيد فوزي وفرائضه الغائبة:
استوديوهات التحليل الرياضي شرسة و(شراراتها) تؤدي إلى كوارث

 

القاهرة - سجى عارف

أنا مولع حقيقة الأمر بقراءة الوجوه.. أحب قراءة الوجوه حين أذهب متحدثاً في مكان ما أو أذهب محاوراً لشخصية ما.. بتلك العبارات انطلق مفيد فوزي يقص مشاهد ومقاطع من رحلته الإعلامية على مدى سنوات طوال من العمل الصحفي والإعلامي.

وقال: إن قراءة الوجوه بالنسبة لي شاهدتها على مدى عمري بالقرب الشديد من أم كلثوم حين تفتح جزءاً من الستار لتقرأ وجوه الحاضرين في الحفل وقد تجرأت ذات مرة دون ميكروفون أسألها لماذا.. وقد حذرتني السيدة آمال فهمي ألا أسألها سؤالاً آخر فهي قبل الحفل لا تستطيع أن تجيب على شيء.. وقد قالت ما معناه إن قراءة الوجوه حافز محرض للإبداع قراءة الوجوه في هذا الصالون تجعلني أشعر بالأهمية البالغة لما أقول سواء في حديث المدينة أو على شاشة الأوربيت حين أقدم البرنامج الأثير بالنسبة لي وهو اسمه علامات استفهام، حيث أطرح قضايا في هذا الزمن أحاول بطريقتي أن أفهم مغزاها وهاجسها.

وأوضح: لا أدري إذا كان التوقيت في مجيئي الليلة قبل مباراة مصر والجزائر، وهل هو توقيت مدروس أو هو توقيت جاء صدفة ولكنني في واقع الأمر سوف أتجاهل هذا الدائر غداً عربياً وكروياً وأمنياً، فأنا أعتقد أن في حياتنا مخدر غير ما تضبطه أجهزة الأمن اسمه (الكرة) يخدر الشعب تخديراً محترماً مذهلاً يجعله ينسى كل ما حوله في أي مكان ولا أدري إذا كان هذا لصالح الحكام أم لصالح الدولة أم أنه يخدم النظام ولكنني أعتقد أن أشرس ما في حياتنا هي استوديوهات التحليل الرياضي التي تنبعث منها شرارات كثيرة تؤدي إلى الكوارث.

سوف أتجاهل قضية الكرة غداً رغم أنني شخصياً باسم المصريين سأجلس مشاهداً لكي أفرح حيث أصبحت يا ولدي في حياتنا ثقافة الفرح محصورة فقط في الكرة وإن كنت أحلم أن تكون ثقافة الفرح محصورة في أشياء كثيرة غير هذه الساحرة المستديرة.

الفريضة الغائبة هي أننا لا نعرف معنى النظرة المستقبلية بمعني أننا لا نرى فقط تحت مواقع أقدامنا..

وأستلهم أتذكر أنني كنت في نيويورك أثناء علاج الراحلة آمال العمدة، وفي ضواحي نيويورك كان معي صديق دكتور في الصيدلية قال لي انظر إلى يسارك لكن لا تحدق، لأن هناك عيون ستلمحك. وعندما نظرت وجدت مباني أشبه ما تكون قلاع.. قال لي هؤلاء الناس هم الأمريكان الذين يضعهم الرئيس الأمريكي يشتغلون في السياسة والاقتصاد وفي العلم وفي الصحة وفي الطب وفي كل الأمور متناسيين تماماً اللحظة أنهم بعقولهم يستشرفون المستقبل..

هؤلاء المجموعات مثلا يكونون في ورشة أو بلغة الكرة في معسكر معتكفين لهذا التفكير، أيما كانت رؤيتنا لأمريكا، فمما لا شك فيه أنهم في العالم يستشرفون المستقبل.

في العالم العربي فريضة غائبة هي عدم النظر للمستقبل إلا في حدود ضيقة صغيرة وبشكل مصغر وتكاد تعدم.

وفي نيجيريا زرت مبنى المائة عاقل فهؤلاء لا وظيفة لهم على الإطلاق سوى التفكير في المستقبل لا يفكرون على الإطلاق في مشاكل نيجيريا المالية ولا يفكرون سوى في الهدف الحقيقي في المستقبل رغم أن نيجيريا دولة إفريقية.

أصل من هذا الكلام إلى أنني معني بشدة على المستوى الشخصي بما يسمى بالتفكير المستقبلي. وللأسف في يوم من الأيام كان في مصر رجل فاضل هو والد المذيع جمال عنايت هذا الرجل عمل دراسات خطيرة عن المستقبليات ولكنها لم تجد صدى على الإطلاق، وفي تقديري الشخصي أنها في العالم العربي ليست محل اهتمام.

ولكن أنا أظن أن العقول العلمية في حياتنا صغيرة وضئيلة مثل ما هي عندكم أيضا رغم العدد الضخم من الناس في مصر الذين يشتغلون بالعلم ولا أريد أن أطلق عليهم العلماء لأن كلمة عالم عليها مواصفات شديدة هامة ربما لأنها ترتبط بما قاله زويل عن الذين يفهمون قواعد اللعبة والقاعدة العلمية.

وأكمل قائلاً: من الفرائض الغائبة أيضاً في حياتنا فكرة أننا لا نستطيع أن نتقبل الأوضاع بالشكل العاقل فلا تستفحل.. وفي مصر على سبيل المثال هناك الفتنة الطائفية وهي أشد فتكا من الفتنة الكروية، الفتنة الطائفية تسكن في الأعماق وأنا كمصري قبطي تؤذيني أذية لا حدود لها، وهذا معروف للعالم، أحاول أن ألجأ إلى هؤلاء الذين جاؤوا بلجنة الحريات من أمريكا لكي أدلو برأي قد قيل لي تفضل فقلت لا، لأني أقدر أن أصرح بهذا الكلام في حضن وزير الداخلية المصري، وفي حضن رئيس الدولة المصري، وممكن أقوله للبابا شنودة، لكنني لا أستطيع إطلاقا أن أقول كلمة لهؤلاء الذين يقولون إنهم قادمون إلى هذه البلد من أجل ملاحظة أو رصد الحريات الدينية، ورغم أن لي اعتراضات كثيرة على تفعيل القوانين ولكن أحب أن أتكلم عنها في هذا المكان.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد