الجزيرة - فاضل الفاضل :
انتعشت في الآونة الأخيرة صناعة الخيام وبيوت الشعر حيث أصبحت في قائمة مستلزمات الرحلات البرية الأساسية، فلا يكاد يخلو منها بيت أو مزرعة أو استراحة وباتت الخيمة من الضروريات بعدما كانت من الكماليات.
وزاد إقبال المواطنين على شراء الخيام أو تأجيرها خاصة عقب مواسم المطر والأعياد إلى جانب زيادة الطلب عليها لإقامة سرادقات إفطار الصائمين في الشهر الفضيل وكذلك في فصل الشتاء.
وتشهد سوق الخيام أنواعاً عديدة بحسب بلد منشأ الماكينات المستخدمة في الصناعة أو الخامات فهناك الألماني والتركي والتنزاني والبكلون الهندي والباكستاني والسعودي والأخير يغلب عليه أصواف وأشعار الأغنام، والتي لا تكفي في كثير من الأحيان فيضاف إليها القطن والوبر والبلاستيك بنسب متفاوتة تخضع لعملية حسابية دقيقة، وتؤثر في المنتج النهائي، وفي قيمته السعرية المطروحة للجمهور والذي يصل في أحيان كثيرة إلى 1800 ريال للخيمة الواحدة حسب جودة القماش المستخدم المقاوم لعوامل التعرية والمناخ خاصة سقوط الأمطار.
ورغم رواج هذه الصناعة وانتعاشها إلا أن سوق الخيام بالرياض يسيطر عليه الوافدون ولا يوجد به سوى سعودي واحد يقوم بخياطة الخيام بنفسه وبقية العاملين من جنسيات مختلفة عربية وآسيوية، حيث اندثرت هذه الحرفة مع التطور الذي تعايشه المملكة وأصبحت تقتصر على الأجانب فقط.
الجدير بالذكر أن الخيام الوطنية أفضل من المستوردة والقديمة منها أفضل من الجديدة بمراحل، حيث لا تتغير الخيام القديمة ولا تتأثر خلال عشر سنوات متواصلة من الاستعمال بعكس الجديدة التي يتغير لونها خلال أربع سنوات فقط.
وينتج سوق الخيام بالرياض أفضل التصميمات وتقوم دول خليجية على رأسها قطر والإمارات باستعمال تصميماتنا ونقلها إلى أسواقها، إعجاباً بدقة التصاميم وروعة الشكل ومتانة الخامات.
رقابة غائبة وأسعار ملتهبة:
تذمر كثير من هواة الرحلات البرية من ارتفاع أسعار تأجير الخيام، حيث وصل إيجار الخيمة الواحدة إلى 700 ريال في بعض الأحيان، وطالبوا الجهات الحكومية المختصة بالتدخل للحد من جشع التجار ومراقبة الأسواق وفرض الرقابة الصارمة على الأسعار التي تتزايد بصورة كبيرة خاصة عقب مواسم هطول الأمطار وعقب عيد الأضحى المبارك، حيث يستغل أصحاب محلات تأجير الخيام والزل الطلب المتزايد على الخيام ومستلزمات الرحلات البرية، فيقومون برفع الأسعار بصورة مبالغ فيها لا تمت للواقع بصلة.
وأكد الزبائن أنهم يلجؤون غالباً للتأجير لأنهم يحتاجون الخيام لمرة واحدة أو مرتين على مدار العام، لذلك يفضلون الإيجار على الشراء لضيق أوقاتهم، والتزامهم بأعمال كثيرة تستهلك معظم أوقات السنة.
ضيق الشوارع وعدم تكامل الخدمات وعمالة وافدة أهم مميزات السوق:
تجولت (عين الجزيرة) في محلات الخيام بشارع الغرابي بالرياض والتي تشتكي من عدم تكامل الخدمات وضيق واضح في شوارعها ورصدت الأسعار وأفضل الأنواع.
في البداية أكد عبدالعزيز اليوسف (سعودي) أنه لا يوجد في السوق سوى مواطن واحد يقوم بخياطة الخيام بنفسه والبقية أجانب ومن جنسيات مختلفة مشيراً إلى أن الخيام الوطنية أفضل وأقل في السعر من الخيام المستوردة من باكستان حيث يفوق سعر المستوردة ضعف سعر الوطنية حيث يفوق المحلية الضعف كما أن الخيام وبيوت الشعر القديمة أفضل من الجديدة بمراحل فالجديدة يتغير لونها خلال أربع سنوات ويدخل الرديء منها المطر فتحتاج إلى إصلاح بينما القديمة تتغير خلال عشر سنوات متواصلة من استعمالها، وأكد أن سعر الخام الملكي لبيوت الشعر 45 ريالاً للمتر المربع وتكلفته مع شغل اليد كاملاً بـ 250 ريالاً للمتر وبيت الشعر العادي متر الخام منه بـ 35 ريالاً والتكلفة بـ 150 ريالاً.
ومن جانب آخر أكد محمد الجابري (يمني الجنسية) ويعمل بأحد محلات الخيام أن أفضل أنواع الخيام هو النوع التنزاني وهناك البكلون الهندي وأيضاً الباكستاني وسعر المتر من قماش الخيام يختلف فهو يتراوح بين الـ 12 ريالاً إلى الـ 20 ريالاً للمتر على حسب جودة القماش، فالخيمة 4 في 6 أعمدة سعرها يبدأ من الـ 1000 ريال ويصل إلى 1800 ريال، وأغلب عملنا في الشتاء هي الخيام الجاهزة ويقل الطلب في فصل الصيف وهناك طلبات سابقة لموسم الحج ولكنها توقفت لأن المخيمات أصبحت متوفرة من الجهات المختصة في السنوات الأخيرة ونقوم أيضاً بتفصيل الرواقات وأشرعة التريلات، وأضاف الجابري بأن العمالة في السوق من الجنسية اليمنية والباكستانية والهنود وأفضل التصميمات توجد لدينا في مدينة الرياض وتؤخذ بعض تصميماتنا إلى سوق قطر والإمارات كما أننا نقوم بتأجير الخيام في رمضان فقط وذلك لخيام إفطار الصائمين أما في وقت الشتاء وقرب عيد الأضحى فعملنا يقتصر على البيع فقط.
وفي محل آخر قال أبو بكر (يمني الجنسية): العمالة التي تقوم بخياطة الخيام وبيوت الشعر هنا من الجنسية الهندية وبعض المحلات بها عمالة فلبينية وأعمال التركيب تقوم بها العمالة الباكستانية مع إشراف من الخياط الهندي أما السعوديون فليس لهم وجود في السوق ما عدا صاحب محل واحد مازال يتردد على السوق، وعن بيوت الشعر وأسعارها قال أبو بكر أغلب بيوت الشعر طلباً مقاس الـ 4 في 6 ومقاس الـ 5 في 8 وتكلفة بيت الشعر الملكي من هذا المقاس شاملا التركيب والصبة وأعمال الكهرباء 14000 ريال وبيت الشعر العادي بـ 11000 ريال وهناك ضمان على عدم تسرب مياه الأمطار، أما بالنسبة لأسعار الخيام فمقاس 4 في 4 (عمود واحد) سعره 900 ريال و4 في 6 (عمودين) سعرها 1200 ريال والـ 5 في 8 سعرها يصل لـ 2000 ريال وهي الأفضل وأغلب الخيام باكستانية ويوجد كويتية وهي من النوع الجيد ولكنها غالية الثمن فسعرها 7000 ريال مقاس 11 في 5 والزبائن ذوو السيولة الجيدة يطلبون بيوت الشعر لأنها أريح من ناحية الجلوس فيها وتناسب المنازل اكثر لجمال شكلها.
توصيلات الكهرباء
وراء حرائق الخيام:
وعن أسباب حرائق الخيام وبيوت الشعر أكد أبو بكر بأنه عند تمديد توصيلات الكهرباء والأنوار لبيت الشعر يقوم الزبون بعد ذلك بزيادة الأنوار والتوصيلات أكثر فيزيد الضغط على الأسلاك مما يحدث التماس مما يتسبب في حريق كامل لبيت الشعر وتابع أبو بكر قائلاً بيوت الشعر نوعان تركي وألماني، وهي في الحقيقة من مصانع سعودية ولكن الماكينة المستخدمة قد تكون ألمانية وقد تكون تركية والشعر الداخل في صناعة بيت الشعر يؤخذ من شعر الأغنام الطبيعي ولكنها لا تكفي لصناعة بيوت الشعر فيضاف لها القطن والوبر والبلاستيك مما يؤثر على جودة بيت الشعر فيحتاج لتغيير الشعر أو القماش الخارجي كل خمس سنوات وهو العمر الافتراضي تقريباً للقماش الخارجي ووقت زيادة الطلب على الخيام لدينا هو فصل الشتاء وأعمال التصليح والترميم تكون في شهر رمضان حيث تقام خيام الإفطار الرمضاني عند المساجد وفي أماكن متعددة.
ارتفاع أسعار تأجير الخيام 20%
وأكد محمد الماسوري (يمني الجنسية) أن أسعار تأجير الخيام ارتفعت خلال هذه الفترة بنسبة 20% نظراً لكثرة الطلب على الخيام وباقي المستلزمات فإيجار الخيمة مقاس 4 في 6 لليوم الواحد 100 ريال والأسبوع بـ 600 ريال والخيمة 5 في 8 عمودين بـ 110 ريال لليوم الواحد و700 ريال للأسبوع والخيمة 12 في 6 ثلاثة أعمدة بـ 250 ريالاً لليوم و1500 ريال للأسبوع وإذا كانت مع الزل والمراكي يضاف لها مبلغ على حسب الكمية المطلوبة وإيجار الموتور (المولد الكهربائي) بـ 150 ريالاً لليوم ويختلف على حسب حجم الموتور.
وعن المشاكل التي تواجه محلات تأجير الخيام أكد محمد بأن عدم إرجاع الخيام من أبرز المشاكل حيث إن بعض الناس يتأخر في إرجاعها والبعض منهم يرجعها لنا وفيها بعض الحروق في بعض الأجزاء منها كما أننا نأخذ البيانات الشخصية للمستأجر مع صورة البطاقة للبعض لضمان إرجاعها مع مبلغ معين للتأمين أما الزبائن المعتادون على الاستئجار من محلنا فلا نأخذ منهم صورة للبطاقة لثقتنا بهم.
الإيجار أم الشراء؟!
وأكد أحد الزبائن من جنسية عربية بأنه ينوي شراء خيمة متوسطة الحجم ينصبها في سطح منزله حيث إنه مستأجر دور علوي بأحد المنازل بمدينة الرياض ولا يوجد مكان ليضع فيه الخيمة إلا السطح حيث إنه يحتاج إلى تغيير الجو والخروج عن الروتين الذي يعيشه وخصوصاً ضيق الوقت وارتباطه بالعمل مما يعيقه عن التفكير في الخروج إلى رحلات برية تتطلب الوقت والأدوات الخاصة.
وتحدث أحد الزبائن قائلاً: نود استئجار خيمة من أحد محلات تأجير الزل حيث إننا ننوي القيام برحلة برية (كشتة) لمدة خمسة أيام مع مجموعة من الشباب ونرى أن استئجار الخيام أنسب لنا من شرائها لأنه لا يوجد مكان نضعها فيه ليحميها من أشعة الشمس وعوامل التعرية وحاجتنا لها قد تكون مرة واحدة في السنة فقط في حين أن محلات الزل توفر لنا متطلبات الرحلات البرية من خيام وأنوار ومولد كهربائي بالإضافة إلى الزل وأفران الغاز وبسعر معقول.