القويعية - عبد الرحمن الشافي

بعد فصول من المطاردات والأحداث التي كان بطلها (أبو كف) الذئب الذي اشتهر بهذه الكنية، وذلك لفقده أحد كفيه انطوت صفحة أبو كف الذي أرعب القويعية وما جاورها لبعض الوقت..

وتعود تفاصيل قصة أبو كف الذي أصبح حديث المجالس في قرى شمال محافظة القويعية إلى ظهور ذئب ضار امتاز عن غيره من الذئاب التي عرفها مربو الماشية في تلك القرى بشجاعته وإقدامه وتحكمه وسرعة مناورته، حيث كان يهاجم في الليلة الواحدة عدة قطعان من الماشية والإبل في أكثر من قرية، وكان كثيراً ما يعاود الهجوم على قطيع واحد لثلاث ليال متتالية مع عجز مربي الماشية من القضاء عليه، مما أكسبه شهرة كبيرة في أوساط مربي الماشية، ولم يكتفوا بمجرد الإعجاب، ولكنهم قرروا وضع حد له.

وبالفعل فقد شنوا حملات مطاردة متعددة لهذا الحيوان الشرس واستمرت هذه الحملات طويلاً، دون أن ينالوا منه، فيما واصل أبو كف إلحاق الخسائر بهم.

وأخيراً.. فقد تمكن المواطن بادي القحطاني في هجرة أمطيعة من القضاء على (أبو كف) بعد أن هجم على إبله في أول هجوم له عليها، حيث أصاب حواراً, وفي ليلة تالية هجم وقتل حواراً آخر، ولكن الليلة الثالثة كانت هي الليلة الأخيرة والمشهد الختامي للمسلسل الليلي المزعج (أبو كف) إذ سدد له عدة طلقات خرَّ جراءها صريعاً.