Al Jazirah NewsPaper Friday  05/02/2010 G Issue 13644
الجمعة 21 صفر 1431   العدد  13644
 
للرسم معنى
متحف للفنون الإسلامية بمكة
محمد المنيف

 

خبر مسابقة تجميل مكة باللوحات الجدارية ذات الأحجام الكبيرة لعرضها في مواقع مفتوحة يشاهدها الجمهور يتردد صداها على المستوى العالمي حيث وجدت القبول والتفاعل والاستعداد من قبل المنتمين للفنون التشكيلية وتشكيل الحرف والتصميم والجرافيك . هذا التجاوب استطعنا استشرافه بما تم بيننا وبين كثير ممن تربطنا بهم علاقة من الفنانين غالبيتهم من الدول العربية وآخرون من دول إسلامية يستفسرون ويطلبون معرفة كيفية المشاركة، فبعثنا لهم بالرابط الخاص بالمسابقة الذي أعد بشكل رائع تضمن نقلاً لحفل الافتتاح الذي توجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بكلمة لم يتكلف شاعرنا ومبدعنا بإعدادها ولم يصعب عليه انتقاء عباراتها فكانت مختصرة وضافية في الوقت نفسه يكفي منها أنه قال (نريد أن يعلم من في العالم أن مكة أجمل المدن أبرز ما يمكن أن يجمع الجمال الروحي ملتقى أفئدة المسلمين طامعاً سموه في أن يستمر هذا الجمال في كل مناحي الحياة عمارة ونظافة ونظاماً وتنظيماً وثقافة بما فيها الفنون التشكيلية والخط العربي.

هذا هو خالد الفيصل الذي لا يمكن أن تطأ قدمه أرضاً إلا ويضع بصمته الجمالية عليها، يتعامل مع الواقع ببعد نظر المفكر، يكتب القصيدة ويرسم اللوحة ويمتلك إحساس المهندس المعماري.

نعود للمسابقة (الأكبر والأجمل والأبرز على المستوى العالمي)، هكذا يجب أن تشهر ويعلن عنها وتنشر في كل وسائل الإعلام مقابل مسابقات لا ترتبط ببلد مثل مكة التي حفر اسمها في عقول وقلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. هذه المسابقة مؤشر لمستقبل نثق أنه محل اهتمام الأمير خالد في أن يكون للفنون الإسلامية في هذا العصر مكانها الصحيح (مكة المكرمة) مصدر الإلهام لهذا الفن منذ أن أخذ مكانته من بين الفنون التي سبقته.

الانتماء الوطني يبدأ من المدرسة

انطلاقاً من دور المدرسة في تنمية الانتماء الوطني واعتباره جزءاً من العملية التربوية ولكون المدرسة اليوم الحضن الأكثر احتواء للناشئة في مختلف مراحل تعليمهم والإناء الذي ينهل منه العلوم والمصنع الذي تتشكل فيه العقول، فقد أخذت وزارة التربية والتعليم على عاتقها إعداد وجبة متكاملة الفوائد لبناء الإنسان جسداً وفكراً، انتماء لدينهم وولاء لمليكهم ووطنهم.

من هنا وعبر الكثير من الفعاليات والأنشطة استطاعت الوزارة أن تنمي في طلابها بنين وبنات القيم والمبادئ مؤطرة بالعلم والثقافة ومنحتهم سبل التعبير عن حب الوطن وولاة الأمر فيه ولكل من يعيش على أرضه فجاءت مسابقة (المحبة والوفاء) بمناسبة عودة وسلامة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم لكافة منسوبيها من معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات في جميع أنحاء المملكة. حملت عنواناً اختصر الكثير من المعاني في جملة واحدة، تنساب إلى الوجدان، تحرك فيه المشاعر الفياضة وتدفع بالعقول والأنامل لتصيغها بسبل التعبير التي تضمنتها المسابقة، في كتابة الرسالة، والقصيدة، والمقالة والتأليف المسرحي، والقصة القصيرة، والرسم، والتشكيل الفني، والخط، ورسوم الكمبيوتر (الجرافيكس)، كيف لا والمسابقة تعبر عن سعادة هؤلاء الطلبة ومعلميهم من الجنسين برجل أسر ببشاشة محياه قلوب أبناء الوطن.

إن ما رصد لهذه المسابقة من جوائز مالية يكشف حجم الاهتمام والدعم حيث بلغت قيمتها (507.000) ريال، خصص منها مبلغ (196.000) لمسابقة الطلاب والطالبات، ومبلغ (176.000) لمسابقة المعلمين والمعلمات، ومبلغ (135.000) ريال جوائز للمدارس الأكثر مشاركة في المسابقة.

أجزم بأن ما سيجده أبناء الوطن المبدعين في الحقل التعليمي والتربوي من الطلبة بنين وبنات وما سيمنح للمعلمين والمعلمات من فرص في مختلف مجالات العلم والمعرفة وفي العطاءات الإبداعية وبهذا التنوع والشمولية قليل من كثير صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم الذي ينظر إلى المستقبل بمنظار يجمع كل العدسات والزوايا الملونة بألوان الوطن.

لقد حظيت بلقاء سموه عن قرب كما حظي بهذا الشرف كثير من أبناء الوطن واستمعت لبعض ما يحمله من بعد النظر لمستقبل التعليم وبناء الإنسان تربية وعلماً وانفتاحاً على كل جديد مع أول خطوة نحو الحياة، أحاديث تنساب إلى القلب قبل الأذن وتشعل روح العطاء والتفاؤل، بتواضعه الجم وتعامله الراقي وقربه لمن حوله كصديق وأب وأخ لكل من عرفه وتعامل معه.





monif@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد