Al Jazirah NewsPaper Friday  05/02/2010 G Issue 13644
الجمعة 21 صفر 1431   العدد  13644
 
العمدة والأدوار المطلوبة
مهدي العبار العنزي

 

لكل مجتمع ظروفه الخاصة التي تؤدي إلى تغيّره والتغيّر الاجتماعي سمة بارزة من أهم سمات المجتمعات. وقد شمل هذا التغيّر العديد من مجالات الحياة في المجتمع السعودي ومن بين هذه المتغيّرات هجرة أبناء القرى والهجر والأرياف إلى المدن الكبرى والمحافظات واستقراراهم في هذه المدن واندماجهم مع المجتمع المتحضّر مع ملاحظة تمسك الجميع حاضرة وبادية وأهل قرى بالقيم والآداب والعادات الحميدة والتقاليد وأصالة الانتماء؛ لأن هذا التغيّر الذي طرأ على حياتهم اليومية لم يؤثّر على حرصهم على مكارم الأخلاق والمحافظة على العقيدة والكرم والنخوة ومكارم الأخلاق.. ونظراً لانتشار النازحين من القرى والهجر والأرياف في مناطق عدة ومدن بعيدة عن بعضها البعض وبعد المساحة الجغرافية من هذه المناطق والمدن واستقراراهم في أحياء متفرِّقة بحكم أعمالهم الحكومية والخاصة كل هذا أدى إلى ارتباطهم بعمد الأحياء. وللحديث عن عمدة الحي فإن كثيراً من الناس يعتقدون أن هذه المهنة تعني الوجاهة وأنها حلَّت محل شيخ القبيلة أو المعرِّف، والحقيقة تقول غير ذلك؛ فمهنة العمدة هي تكريس مفهوم الانتماء للوطن وهي المسؤولية التي تعني الحفاظ على مقومات المجتمع المدني وخدمة الجميع وبالتحديد سكان الحي؛ لأن العمدة مسؤول أمام الله ثم أمام الدولة عن كل مواطن ومقيم يسكن في الحي، ومهمة العمدة ليست بالسهولة التي يتوقّعها البعض فهي تشمل المسؤولية الكاملة عن الحي وسكانه، ودور العمدة في الأحياء دور المسؤول المدرك الواعي الذي من خلاله ينصهر الجميع في خدمة الدين والمليك والوطن.

ومع تقديرنا لكل العمد واحترامنا لمكانتهم إلا أننا نرى أن الفجوة بين العمد وسكان الأحياء كبيرة تحتاج إلى إعادة نظر ومراجعة دقيقة، من هنا لا بد للعمدة من إيجاد الكثير من الحلول وبالتالي التوصل إلى الطريق السليم الذي يسلكه العمدة ولإبراء ذمته ومساهمته في رفع مستوى الحي الذي تم تعميده عليه، ومن أهم هذه الحلول:

مساهمة العمدة في حل المشاكل في الحي قبل وصولها إلى الجهات الأمنية والشرعية لتخفيف الأعباء على هذه الجهات!!

العمل على إنهاء الخلافات والمشاجرات بين الشباب.

مطالبة الجهات ذات العلاقة باحتياجات الحي من خدمات ضرورية لا غنى عنها.

رصد أحوال الأسر المحتاجة وتزويد الجهات المختصة بأسماء هذه الأسر اقتداءً بقول الرسول الكريم: الدال على الخير كفاعله.

التنسيق مع مكاتب العقار والتصديق من قبل العمدة على عقود الإيجار ومعرفة سكان كل عمارة والاحتفاظ بصورة من العقد لأن في ذلك تسهيلاً للجهات الرسمية وبالتالي الوصول إلى الشخص المراد الوصول إليه بأسهل الطرق.

مساعدة رجال الأمن على أداء مهماتهم.

تكوين مجالس للأحياء للمساعدة في القضاء على كثير من السلبيات واختيار من لديهم القدرة على ذلك.

تكريم المتفوقين في الحي من خلال تبرعات من الميسورين وتقديم جوائز تقديرية وحث الجميع على العلم والتعليم.

معرفة عدد العاطلين عن العمل ومطالبة الجهات ذات العلاقة باحتواء هؤلاء حتى تتحقق رغبات ولاة الأمر في رفع المستوى المعيشي لأفراد المجتمع وكذلك رفع المستوى الثقافي في إيجاد مسابقات دينية واجتماعية وثقافية. وممارسة الهوايات كالرياضة وحث الجميع على الثقافة وحب الاطلاع والقراءة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد