الكثير من الجرائم (الجنسية) التي يرتكبها السائقون والخادمات بحق الأطفال لا يتم الإعلان عنها، لذلك فإن التنبيه من خطورتها ليس بالحجم المفترض، إما لسبب أن الأسرة تؤثر التستر على منفذ الجريمة خوفاً من الفضيحة فتقوم بترحيله أو لأن الجريمة حتى الآن لم تكتشف ولم تصل إلى الحلقة الأخيرة بعد!
في صحيفة الجزيرة ليوم السبت الماضي نشر خبر عن مدرسة (ابتدائية) وجد مديرها أن الأطفال يتداولون فيما بينهم مقاطع (جنسية) عبر (جوالاتهم) وبعد التحقيق وجد المدير أن السائق قد زود الطفل الذي يقوم بتوصيله للمدرسة بتلك المقاطع!
هذا ما ظهر من أعراض الجريمة وما يخفيه عالم الأطفال الذين يتم تهديدهم من قبل السائقين والخادمات ليسكتوا على جراحهم وآلامهم النفسية أعظم وأشد بشاعة! وحالياً يتم تداول مقطع لطفل في الخامسة من عمره صورته الخادمة في أوضاع مخلة معها منتهكة طفولته! والمشهد يعطي مؤشراً أن الطفل قد تعرض لفترة (تدريب) كافية مما يعني أنه تم تركه للخادمة لتفعل به ما تشاء مع غفلة تامة من قبل الأسرة، وربما أنه من فئة الأطفال الذين ينامون مع الخادمة في غرفتها!!
هناك الكثير من الجرائم يكون أبطالها السائقين، يساعد في حدوثها تساهل تام من بعض أولياء الأمور حين يسلمون أطفالهم إلى من لا يعرفون عنه شيئاً وربما يكون صاحب سوابق ومنحرف!! فالسائقون يتم استقدامهم دون معرفة شيء عن ماضيهم وليس هناك لدينا جهة تهتم بهذا الامر فهو وإن كان (رد) سجون كما يقال، يتم استقدامه دون تمحيص ليكون المواطن هو الخاسر في النهاية في حال كان السائق منحرفا! وبعض الأسر تتعامل معه وكأنه أحد أفراد العائلة! وهذا من الأخطاء الجسمية فهو في النهاية موظف عليه واجبات وله حقوق، ومن الأخطاء الشائعة السماح للطفل أن يجلس في المرتبة الأمامية، فالمفترض أن يكون مكانه في المقعد الخلفي أولاً: لسلامته عند وقوع حوادث مرورية وثانياً: لضمان عدم الاحتكاك بالسائق! فلقد سبق أن نشرت أخبارا عن سائقين يضعون الأطفال في (أحضانهم) وهم يقودون السيارة ومثل تلك التصرفات ربما تتطور إلى ممارسات واغتصابات وعندها لن يفيد الندم وسيصبح الأب والأم هما من تسببا في ألم نفسي لطفلهما من الصعب أن تمحوه السنون!
الخادمات والسائقون بعضهم أكثر من قنابل موقوتة تنتظر الانفجار خاصة عندما نذيب الحدود والفواصل بيننا وبينهم، وهم غالبا إلا ما ندر يسيئون التعامل في حال الإهمال والتساهل وعدم الرقابة وإذا كان المثل القديم يقول (المال السايب يعلم السرقة) فإن تساهل البعض في ترك أطفاله في أحضان الخادمة وبين يدي السائق دون مراقبة ولا مناقشة الطفل أو الحديث معه بشكل مستمر عما يدور بينهم سيجعل (الفاس تقع على الراس)!
ولعل وزارة التربية توعي طلابها خاصة في المرحلة الابتدائية بكيفية وحدود التعامل مع السائق من أجل حمايتهم من خطر يحدق بهم ربما يواجهونه بشكل مستمر ولكننهم لا يستطيعون التعبير عنه مما يجعلهم عرضة باستمرار لاستغلال براءتهم وانتهاك طفولتهم!
alhoshanei@hotmail.com