Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/02/2010 G Issue 13643
الخميس 20 صفر 1431   العدد  13643
 
«نصر كحيلان.. والجابر..»

 

عندما يعود النصر.. كل التفاصيل تتغير.. كل الحسابات تتبعثر.. «نصر» من عالم آخر بلا شك.. يغيب وما أطول غيابه وأقساه.. ويبقى حديث كل الرياضيين.. يسقط بالأربعة وبالخمسة وبالستة.. وتهتف له الملايين.. يبدأ تدريباته الموسمية بجماهير تملأ المدرجات.. يتوارى حد الاختفاء.. ولكن لا يغيب.. يعتزل» ماجده».. بعد عقد من الانزواء والغياب وتنساه الدنيا.. وتتذكره جماهير الشمس.. نصر لا يشبهه أحد.. كل أندية الدنيا.. تهزم.. إلا النصر.. كيف يهزم واسمه النصر.. حتى في أقسى الهزائم يخرج منتصرا بمسماه وبتاريخه وبجماهيره التي تهتف له من الماء للماء.. لا يليق بعاقل أن يقول جملة غير مفيدة كأن يقول (انهزم النصر).. هو النصر لو سقط بمئات الخلافات.. بين أعضائه ومجالس إداراته.. الذين اخذوا منه ولم يعطوه إلا مزيدا من السقوط المرير.. يسقط بفعل الذين يأخذون منه.. حد التكسب والتجارة.. وهو (المعرف) للكثيرين الذين لا نجد لهم حراكا لا بفكر ولا بمال ولا حتى بالسكوت. وبعد أن تنفسنا الصعداء.. وأصبحنا نفاوض وندفع.. وننافس.. في عهد رجل المرحلة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي «كحيلان» وبعد أن أصبحنا نرى ضوءا ولو كان خافتا في آخر النفق.. هل سيتقدم أحد لمنافسة رجل المرحلة الحقيقي على كرسي الرئاسة.. هل سيخرج لنا من يعكر صفونا.. مع يقيني أن من سيتقدم مهما كان قد تقدم في الزمن الخطأ.. هل سنحرم ممن أراد للنصر أن يعود.. ومن أعاد لنا بصيصا من الأمل في عودة من نحب.. صحيح أن كرسي الرئاسة حق مشروع للجميع ولكننا نريد من يدفع.. وينافس.. ويعمل.. وينهض بكيان.. في القمة دائما وإن تعثرت خطاه..

لا تهمنا المسميات ولا الأشخاص ولكننا متعطشون.. جدا لمن يروي ظما السنين.. ويعيد العالمي للمنافسة على الدوري السعودي أولا.. بعد أن تجاوزنا حاجزا مهما يتمثل بالفوز على الاتحاد في ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة.. والثأر لكل الأندية السعودية بهزيمة الهلال.. اجزم أننا أمام نصر مختلف.. مع المختلف كليا «كحيلان» عن كل الإدارات السابقة والتي أشبعتنا وعودا.. وآمالا ذهبت أدراج الرياح.. اجزم أننا في بداية الطريق الصحيح والذي رسمه باني أمجاد النصر الرمز الراحل الكبير صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله.. فقط نأمل أن يتركوا لنا نصرنا.. ولو أربعة أعوام فقط.. بعد أن تركنا لهم النصر سنين وسنين وأشبعوه سقوطا.. وآلاما وأحلاما..

صحيح إنني لا احمل (ودا رياضيا) للكابتن الكبير سامي الجابر عندما كان نجما يرتدي شعار الهلال.. ولكنني انظر له الآن بعد أن اعتزل كرة القدم بمزيد من الإعجاب.. والاحترام.. فلا تملك أمام هذه العقلية الكروية السعودية المشرفة المثقفة إلا أن تقف احتراما للاحترافية الواضحة في إدارته.. وبعده عن التشنج والتعصب.. وعقلانيته في كل الأحوال فهو.. من النجوم القلائل الذين اثبتوا نجوميتهم حتى خارج الملعب.. فانظروا لمن اثروا الكرة السعودية الآن خارج الميدان لم يحققوا جميعهم نجاحا يوازي نجاحات الجابر.. استعيدوا تصريحه بعد مباراة النصر الأخيرة.. وانتم ستعلمون عن ماذا أتحدث.. وقد أفرحتني جدا الأنباء التي تحدثت عن توليه لإدارة المنتخبات السعودية.. بالفعل نحن بحاجة للإداري الذي يعرف ماذا «يدير».. وعلى علم بخفايا وأسرار المستديرة. فتحية إعجاب لسامي الجابر بعد أن توقف عن الركض..

« باختصار «

« سعد الحارثي «.... هدوء عجيب حد البرود.. وعدم مبالاة.. وغطرسة على الكرة غير معهودة «بالذابح الجارح «.. وقد وفقت جماهير الشمس كثيرا بصيحات الاستهجان في الجولتين الماضيتين لعله يعود.. قبل أن يجد نفسه فجأة خارج الحسابات.. فمصيبة إن اعتقد بأنه «رمز جديد للنصر» وهو الذي لم يعرف بعد الطريق لمنصات التتويج.. عليه أن يعود للعام 2005م ليعرف حجم اشتياقنا لإبداعاته وأهدافه..

(الغد).. والمستقبل.. وما تخبئه الأيام لنجوم الكرة من أكثر الأسئلة تعقيدا.. والتي لا نملك لها إجابة.. فالمأمول أن نجد حلا ناجعا لنجوم اليوم ومواطني المستقبل.. بانضمامهم مثلا لنظام «التأمينات الاجتماعية».. بحيث يتم التأمين عليهم كمعاشات وكإصابات عمل.. طوال فترة مسيرتهم الرياضية والتي تصل في بعض الأحيان لعقدين من الزمان.. وهي المدة التي تؤهل الموظف الحكومي للتقاعد المبكر.. فكلنا أمل بمن يفكر بصوت مسموع ويعبر عن رؤيته وأفكاره بمستقبل محترفي كرة القدم في المملكة.

اجزم أن الحضور الجماهير يسيتقلص تدريجيا.. ما دام أن حضورا لمباراة كرة قدم لمدة تسعين دقيقة سيكون على حساب الارتباطات الأسرية والعملية في ذلك اليوم.. فليس معقولا أن تأتي قبل المباراة بساعتين وتخرج من الملعب بعد ساعتين.. ولا ادري لماذا لا نستفيد من تجارب الدوري الإنجليزي مثالا والذي لا تمتلئ مدرجاته إلا قبل المباراة بدقائق معدودة للانضباطية الكبيرة والتنظيم لعملية الدخول والخروج وترقيم المقاعد.

وسلامتكم

فهد الديدب


aldaydab@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد