Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/02/2010 G Issue 13643
الخميس 20 صفر 1431   العدد  13643
 
لقد أتعبت من بعدك يا زعيم

 

المستوى الذي يقدمه الزعيم في هذه الأيام مع الداهية (جريتس) لم اشاهد طوال متابعتي للرياضة السعودية قاطبة وليس نادي الهلال فقط، ومنذ عقود مثيلاً له، ففي السابق كان هناك تفوق لبعض الأندية وتحقيقا للبطولات في الهلال وفي غيره من الأندية، ولكنها لم تكن بهذه الاحترافية ولم نكن نشاهد كرة قدم (حقيقية) بالفعل كالتي نشاهدها هذه الأيام في الهلال، وإنما كانت تتحقق النتائج والبطولات باجتهادات المدرب و حماس اللاعبين وتشجيع الإدارة، ولم يكن هناك عمل احترافي ومنظومة عمل متكاملة داخل الأندية، تساعد على ثبات مؤشر مستوى الفرق وتصاعده مع مرور مراحل الدوري، وتبرز هوية الفريق الثابتة إلى نهاية الموسم، كالذي نشاهده ونتابعه هذه الأيام في نادي الهلال، فالعمل الحاصل في الهلال هذه الأيام يبشر بالخير، ويوحي بمستقبل (مشرق) للدوري السعودي، وبنقله نوعية من الاحتراف (الشكلي) إلى الاحتراف الحقيقي الفعلي الذي يطبق على أرض الواقع، إذا استمر العمل في الهلال على ماهو عليه الآن، وحذت حذوه الأندية الأخرى والتي ابدت رغبتها فعلياً بالاستفادة من تجربة الهلال في هذا المجال.

وهناك عوامل عدة ساهمت في ظهور الهلال بهذا الشكل (الزين) في دوري زين لهذا العام، ولكن العمل الجبار والاحترافية العالية والدعم المادي الكبير، واللا مركزية التي عمل بها الأمير الشاعر(عبدالرحمن بن مساعد) بلا شك أنها أسهمت بشكل مباشر وقوي في تطور مستوى الفريق، فإحضاره لمدرب عالمي وخبير كالمدرب جريتس وتسليمه زمام الأمور الفنية كاملة دون تدخل، وإعطاء مدير الفريق الكابتن سامي الجابر كامل الصلاحيات الإدارية، والتعاقد مع لاعبين عالميين، كلها أسباب ساهمت في خلق (الإبداع) والتميز الذي ظهر به هذا الموسم، وهيأت بيئة صالحة وناجحة لعمل احترافي متكامل.

وهذه الأجواء (الصحية) هي التي ساعدت المدرب على العمل بكل راحة وعلى السير بالفريق وضبطه واتخاذ القرارات والتدابيرالتي من شأنها الارتقاء بمستواه الفني الذي بدأ يحاكي به الفرق الأوروبية، فالبداية بفرض التمارين الصباحية، والتعامل بسواسية مع الاعبين دون تمييز، والقضاء على عقدة الاعب (النجم) والتركيز على لعب الكرة السهلة من لمسة واحدة والتشديد في ذلك، وعدم المركزية في اللعب، وعدم التساهل مع اللاعبين المقصرين وغير المنضبطين، وأشياء كثيرة دفعت الفريق هذا الموسم للمشي (بخطوات موزونة) وواثقة نحو الدرع، وخطفه من أمام الجميع قبل النهاية بثلاث جولات.

التجربة الهلالية.. نموذج يدرس، يجب الا يمر مرور الكرام، ويجب أن تستفيد منه الفرق المحلية وخصوصاً المقتدرة (مادياً) للنهوض بفرقها وبالدوري السعودي ليزاحم الدوريات المتقدمة، وليسهل احتراف الاعب السعودي خارجياً بلفت الأنظار اليه.

صالح الصنات - الرياض


alhyran77@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد