من حق الرجال العاملين أن نعترف بأعمالهم وجهودهم وخاصة تلك الأعمال التي نلمس أثرها على المجتمع وأفراد الوطن ومن أبرز ما أحب أن أذكره في هذا المقال جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف, وذلك لملامستي لجهودهم وإحساسي المستمر بحرصهم وعنايتهم, ولعلي أذكر أهم الجوانب التي عنيت الوزارة بها وفرع منطقة الرياض خصوصاً:
الجانب الوظيفي, حيث اهتمت باختيار الأكفأ في التعيين باختيار الأئمة أو المؤذنين وكذلك الخطباء عبر سلسلة من الإجراءات المنظمة, ونجد اهتمامها بحضور منسوبي المسجد وعدم غيابهم وتخلفهم حيث تصدر العديد من التعاميم التي تؤكد على الالتزام بأداء المهمة والتنسيق مباشرة مع الفرع عند رغبتهم بالغياب لأي ظرف من الظروف, ويتابع ذلك نخبة من المراقبين الفضلاء إلى جانب بعض اللجان الرقابية الأخرى وتحرص من ذلك كله تهيئة المساجد والجوامع لإقامة الصلوات والعبادة بشكل مناسب.
والجانب الثاني يتعلق بالخدمات والاهتمام بالممتلكات العامة فنجد تكليف العديد من المؤسسات والشركات المختصة بالصيانة والنظافة أو تعيين الخدم وتبذل في ذلك أموالا طائلة، إلا أنه يجب أيضا مساعدة الفرع من قبل أئمة المساجد ومؤذنيهم في متابعة هذه الشركات في تنفيذ أعمالها والتواصل المستمر مع الجهات المختصة بفرع الوزارة لكي يستمر الاهتمام والعطاء, ومما سرني أيضا شدة عنايتهم بحفظ واقتصاد الماء والكهرباء وترشيد استهلاكهما وعدم الإسراف بهما إذ ربما نجد بعض المساجد لا تنطفئ أنوارها الداخلية طوال اليوم فاجتهد مسؤولو الفرع بالتأكيد على ذلك تكرارا ومرارا.
ومن الجوانب أيضا, اهتمام فرع الوزارة بتوعية المصلين وجماعات المساجد فنجد - ولله الحمد - الكم الهائل من الدروس والمحاضرات لكبار العلماء وطلبة العلم ممن نثق فيهم نجدها منتشرة في مساجد وجوامع منطقة الرياض, فهناك محاضرات ودروس علمية شرعية مستمرة طوال العام بالإضافة إلى الموسمية أو المتفرقة ويرافق ذلك مجموعة كبيرة من الكلمات الإرشادية التي يقدمها الدعاة الأفاضل من فرع الوزارة ويضاف إلى هذا الجانب حرصهم وعنايتهم بمعالجة القضايا المعاصرة والمستجدة على مجتمعنا كقضايا الإرهاب والانحراف الفكري حيث كان لها السبق في ذلك بتوجيه خطباء الجوامع بتخصيص خطبهم عن هذا الموضوع والتحذير من الفكر الضال واستنكار جميع الأعمال التخريبية ولعل من أبرز ما اطلعت عليه مؤخراً توجيه الخطباء باستنكار حادثة تفجير صاحب السمو الملكي الأمير - محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية, والخيانة التي قام بها أصحاب الفكر الضال, ونحمد الله على سلامة أميرنا, ويمتد هذا الحرص من فرع الوزارة إلى قضايا عديدة تؤكد دائما عليها كحوادث السيارات والمرور أو التسول أو البدع الموسمية أو ترشيد استهلاك الماء والكهرباء أو العناية بأسر السجناء أو الحديث عن وباء إنفلونزا الخنازير وغيرها الكثير جدا.
ويسرني أن أقدم بعض المقترحات لعلي أن أساهم ولو قليلا مع فرع الوزارة ونقف بجانب الشيخ - عبدالله الحامد مدير فرع الرياض للوزارة الذي امتلأ حرصا واجتهادا وعملا ونصحاً وهي:
الأولى - استخدام التقنية في التواصل مع خطباء وأئمة المساجد والمؤذنين وذلك من خلال رسائل(SMS) وتوفير قاعدة بيانات لها حاسوبيا وهي متوفرة بلا شك لدى الفرع ويستفاد من هذه الخدمة في التذكير أو التنبيه لبعض التعاميم المهمة أو الإخبار لأمور معينة تهم منسوبي المساجد أو يرغب فرع الوزارة بإيصالها بشكل أسرع لهم, وأقترح أيضا وضع بريد إلكتروني خاص بكل مسجد أو جامع وترسل نسخة مباشرة من التعاميم على البريد ويستطيع الفرع إرسال بعض المواد الشرعية أو العلمية التي يستفيد منها منسوبو المساجد وتساهم في تطويرهم, كما سيخفف كثيرا على منسوبي الفرع حيث إن المساجد في نمو وزيادة مستمرة.
الثاني - تشهد مدينة الرياض توسعا كبيرا في البنيان وازدحاماً في الطرقات فأقترح وضع مكاتب صغيرة موزعة على جهات الرياض (شمال جنوب وسط شرق غرب) ويكون هذا المكتب وسيطاً للفرع ويستقبل ويسلم جميع الخطابات أو التعاميم ومن المناسب وجود المراقبين المختصين بالأحياء حسب هذا التوزيع.
الثالث - استمرار اهتمامكم بتزويد الخطباء ببعض المواضيع أو المواد العلمية وأرجو أن يتم تحديد عناصر الموضوع المختار للحديث عنه ودعم هذه العناصر بالمادة العلمية إذ يتفاوت الخطباء في تكوين العناصر أو إيجاد المادة العلمية المناسبة, وقد اطلعت على العديد من التعاميم في هذا السياق وقد بذل فيها جهد كبير فأرجو الاستمرار على ذلك وعدم إغفال هذا الجانب.
الرابع - أتفق على أهمية إغلاق الجوامع والمساجد ودورات المياه التابعة لها بعد تأدية الصلوات إذ أن فتحها طوال اليوم مدعاة للسرقة أو التخريب أو غير ذلك لكنني أجد بعض الجوامع تقع على طرق سريعة أو في أسواق مزدحمة أو قريبة من حدائق عامة أو متنزهات ترفيهية أو برية وعادة ما تتكرر الجماعات على هذا المسجد فيكون من الصعب إغلاقه فأقترح تكوين لجنة مختصة تمسح هذه المواقع المهمة لمثل هذه المساجد ويسمح لها بعدم إغلاقها إلا بعد الساعة العاشرة ليلا مثلا أو حسب الحاجة لها في ذلك الموقع ومن باب ضرب المثال: جامع والدة الأمير عبدالعزيز بن فهد بحي الفلاح ويقع على طريق المطار ويعتبر الجامع الأول للقادمين من مطار الملك خالد الدولي وكذلك القادمين من طريق الثمامة أو الخارجين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ويمتلئ بالمصلين كثيرا وخاصة في صلاة (الظهر والمغرب والعشاء) ويستمر الوقوف لتأدية الصلاة حتى الساعة العاشرة ليلاً وأحيانا حتى منتصف الليل بالإضافة إلى أوقات متفرقة في منتصف الظهيرة أو الليل وتتأكد حاجتهم لدورات المياه وقد امتاز الجامع بعناية كبيرة من فرع الوزارة ومن بناته - جزاهم الله خيرا - ومن جماعة المسجد مما يجعل عابري السبيل أيضا يقصدونه فأقترح لمثل هذه الجوامع وضعا خاصا يسمح لها بعدم إغلاقها بالإضافة إلى مضاعفة العناية بها من حيث النظافة والصيانة لأنها أكثر استهلاكا من غيرها.
أخيراً: أتقدم بشكر ولاة أمرنا على كل ما خصصوه وبذلوه لخدمة بيوت الله والشكر موصول لوزير الشؤون الإسلامية ومدير فرع الوزارة بالرياض وكل القائمين على ذلك سائلا المولى للجميع التوفيق والسداد.
إمام وخطيب جامع والدة الأمير عبدالعزيز بن فهد بحي الفلاح