مما يؤكد عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير العاصمة: (إننا أمة عريقة تنبعث جذورها في هذه الجزيرة ثم انطلق منها العرب الأوائل إلى كل مكان شرقاً وغرباً. هذه الأرض الطيبة التي أخرجت نبينا العظيم خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم).
فكم تعلمنا من مقولات الأمير سلمان وتوجيهاته فهو يقول إن الحق ملازم لتأويل الموقف وأسلوب الأداء الفعال يفرض الاحترام.
ولما كان الأمير سلمان نموذجاً يحتذي به الجميع، فهو المثل والقدوة بانحيازه للحقيقة واتخاذ المواقف المتزنة وإنصافه للقول الصادق وموضوعية الطرح وصدق المكاشفة فهو مهتم دائماً بقطاع المواطنين سواء من منهم في قطاع التعليم أو خارجه، ويؤكد دائماً أن الدولة مسؤولة عن المواطن وعن نمائيته وتطوره وتقدمه ولذا فهي حريصة كل الحرص على تنفيذ وصقل قدراتهم وتوجيهاتهم لما فيه النفع لهم ولوطنهم، بحيث يكونون قوة دفع لبرامج التنمية المستدامة وعمليات التطوير والإصلاح وإحراز التقدم مدعومة في ذلك بالثقة بالنفس والتوافق الاجتماعي والإقبال على الحياة والاهتمام كذلك بتوجهات الشباب وتعرّف أفكارهم التي هي قد تختلف في الاتجاهات عن أفكار وتوقعات معظم الكبار والمجتمع في مسيرته التنموية المستدامة (مدخلات - مخرجات) يحتاج لفكر الشباب كما يحتاج لطاقته.
ليس ثمة جدال أن المجتمع لا يمكنه بلوغ المنطق وإحراز التقدم إلا بالاعتماد على أفكار وسواعد الأجيال الجديدة متلازمة مع أفكار واتجاهات الكبار وبما لديهم من حكمة وواقعية وموضوعية وخبرة مضافة تمتد مساحتها في مناحي الحياة المختلفة، ولعل ما يحمله من شعار معبر عن معان سامية ينقلنا بحق إلى ميدان التواصل (إيمان بالله.. إتقان في العمل.. انتماء للوطن..) ويحمل هذا الشعار معنى اللاتهاون ولا تخاذل ولا تفريط في حق من حقوق البلاد والعباد.
هذه المعاني السامية تجعلنا ندخل في دائرة التواصل الفاعل والفعّال مع شخصية فذة صنعتها الخبرة والتجربة والعلم الغزير في كافة مناحي العلم خاصة التاريخ الذي يحكي قصة اليوم والأمس وقضية المستقبل مهما كانت تنوعاته فهي على خط متصل واحد ينبني عليه صرح ثقافة الأجيال الجديدة، حيث إن شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز من خلال أداءاته المتميزة المتفردة فهي تستهدف تنمية الإنسان وتقدم المجتمع وهذه هي عبقرية القيادة التي جعلته نموذجاً يقتدي به الكافة وخاصة الشباب.
وجائزته المتقدمة موضوع المقال هي بكل تأكيد دفعة غائية نحو الأسلوب الخاص لسد الحاجات المعرفية حول تاريخ الجزيرة العربية الذي هو في طليعة العارفين والمحللين والمفسرين يطلع بها من منطلق أنه يكتسب مهارات العمل في هذه المجالات المختلفة لتاريخ الجزيرة العظيم والفيصل في هذا أن سموه يعتمد في مجالات التقصي على حسه الثاقب ونظرته العميقة وتكريس الجهد من أجل تنمية معطيات الواقع ليعيش المجتمع على أفضل حال وتنمية وإمكانات وأشخاص ووضع أسس تعزيز المناشط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تلك التي جسدتها المملكة في خططها الخمسية للتنمية المستدامة.
إن جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان (النموذج) تعبر:
1- أنها حفظ وتعزيز لباحث التاريخ للاستمرار والتواصل التطويري في مجال البحث.
2- أنها تعطي قيمة لتاريخ الجزيرة العربية العريق.
3- أنها تعبر عما لدى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان من مفهومات تقدمية في الاقتصاد والثقافة والعلم المجتمعي ومعززات السلوك السوي التابع لنسق معايير الجزيرة العربية (الإسلامية) والقيم الإنسانية. وما يستتبع ذلك من عناية بالباحثين في التاريخ وتعزيز لاستجاباتهم الموضوعية التي تنعكس بدورها على مكانة المملكة عبر التاريخ وارتقائها على يد موحد الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وتنمية لقدرات أبنائه البررة لتدعيمهم في مواجهة تحديات الواقع المعاصر (المعلوم) وأزماته والتصدي لما يطرأ من مشكلات أو صعوبات تعترض طريق التنمية، مما يعزز إدراكهم للمسؤولية الاجتماعية وحقهم في المشاركة الفاعلة في إدارة برامج التنمية التي تضم بين طياتها معنى العناية بالتاريخ والمؤرخين.
فنحن معك يا سمو الأمير فيما ترفعه من شعار:
العمل.. وإذكاء دوافع العمل من أجل حصد قيمة العمل الذي نعتبره شعاراً للعمل الارتقائي الذي يتم إنجازه بصورة حسنة مما له بلوغ ما هو أحسن.