Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/02/2010 G Issue 13643
الخميس 20 صفر 1431   العدد  13643
 
البرامج الحوارية في وسائل الإعلام تفتقد شيئاً من التوازن
د. إبراهيم ناصر الحمود

 

لا يخفى على كل مستمع ومشاهد أهمية وسائل الإعلام في تثقيف المجتمع وتنمية مواهبه الفكرية. مما يجعل الحاجة ماسة إلى تطوير تلك الوسائل وتنوع برامجها. ومن أهم تلك البرامج: البرامج الحوارية خاصة في القنوات الفضائية التي تعددت مسمياتها وأشكالها دون أن يتعدد المضمون والجوهر، ففي كل شهر تطالعنا تلك القنوات بمسميات جديدة وإذا استمعت للطريقة والمضمون تجد أنها إعادة للقديم وتكرار للسابق، ظناً منها أن تغيير الاسم له دور في جذب الأذهان إلا أن المشاهد الواعي بمجرد ما يسمع أول حلقة يدرك أنه لا تغيير ولا تجديد في المسمى والمضمون. وهذا يدل على ضيق الأفق لدى القائمين على تلك البرامج، فأغلب المشاهدين لديهم من الوعي ما يجعلهم قادرين على التقييم والمقارنة. فمهما كان التجديد في الشكل من ديكور وعناوين ومقدمين (مذيعين) لا يرقى إلى التطوير المطلوب ما لم يتناول هذا التجديد الخطاب الإعلامي ومضمون المادة الإعلامية وطريقة العرض. فهذه أسس لا بد منها في تطوير البرامج الثقافية لدى القنوات الفضائية.

ثم هناك أمر آخر يلحظ على هذه البرامج الحوارية وهو عدم التوازن في الحوار نفسه؛ فكثيراً ما نسمع الجواب من ضيف البرنامج لا يمت للسؤال بصلة؛ وبمعنى آخر لجواب غير مطابق للسؤال. ألم يدرك المسئولون عن تقديم تلك البرامج هذا الملحظ. وهو كثير جداً حتى أصبح ظاهرة في البرامج الحوارية. فعلى سبيل المثال:سأل أحد المذيعين ضيفه في برنامج حواري. عن حقيقة الادخار ودوره في العملية الاقتصادية؟ وكان الجواب (الادخار من أهم الجوانب التي تقوم عليها العملية الاقتصادية وهذا ظاهر من خلال تطور الفكر الاقتصادي)، فهل هذا هو جواب السؤال؟ هل عرفنا حقيقة الادخار من خلال هذا الجواب؟ وأمثال ذلك لا حصر له.

وهذا يرجع إلى عدة أسباب منها:

1 - عدم فهم السؤال.

2 - عدم معرفة الجواب الصحيح.

3 - عدم قدرة الضيف على التكيّف مع الحوار لأسباب أخرى، ولكن يبقى المشاهد والسامع في حيرة ولم تتم الفائدة التي من أجلها وضع هذا البرنامج.

نريد من قنواتنا الفضائية أن تعنى بهذا الجانب، وإذا تبيّن لمقدم البرنامج عدم مطابقة الجواب للسؤال فليوضح ذلك للضيف ويعيد السؤال مرة أخرى. حتى تحصل الفائدة. نريد مضموناً ناجحاً ومادة علمية نافعة وموضوعات هادفة.

* الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد