جدة - عبدالله الدماس
انعقدت في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة أمس ندوة علمية تحت عنوان منظمة المؤتمر الإسلامي وتحالف الحضارات شريكان في حوار الحضارات شارك فيها الأمين العام للمنظمة، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، إلى جانب الممثل الأعلى للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الرئيس البرتغالي السابق، جورج سمبايو، الذي ألقى مداخلة في هذه الندوة، وقد بدأ الأمين مداخلته التي رحب في مستهلها بالرئيس البرتغالي السابق، بالإشارة إلى أن العالم الإسلامي عرف في السنوات الأخيرة مبادرات عديدة لإقامة حوار بين الحضارات والأديان، مذكراً بهذا الخصوص بمبادرة منظمة المؤتمر الإسلامي في عام 1998 ومبادرة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز، التي انتهى بها المطاف داخل أروقة الأمم المتحدة.
وأكد البروفيسور إحسان أن هناك قضيتين أساسيتين تؤثران بصورة واضحة في مسار العلاقات بين الغرب والإسلام، ألا وهما ظاهرة الإسلاموفوبيا أو التخويف من الإسلام والقضية الفلسطينية.
وأوضح أن تنامي ظاهرة الكراهية ضد المسلمين في الغرب وسوء استخدام حرية التعبير للإساءة والتحريض ضد الإسلام في الغرب وما حدث أخيراً من حظر لبناء المآذن في سويسرا أمور لا تبعث على الارتياح بشأن مستقبل السلام والوئام بين بني البشر، كما أعلن أن قضية فلسطين تبقى الأكثر حساسية في ضوء استمرار الانتهاكات لحقوق الشعب الفلسطيني، وأن ذلك يجعل من الصعب إقامة تناغم في العلاقات بين الغرب والإسلام، مجدداً دعوته إلى مصالحة بين المسيحية والإسلام على غرار ما تم بين المسيحية واليهودية.
وقد بدأ جورج سمبايو حديثه بالتعريف بتحالف الحضارات الذي يشكل تجسيداً للرغبة الدولية في تحقيق السلام الدائم من خلال حسن إدارة العلاقات بين الثقافات المختلفة في العالم، والذي تدعمه شبكة دولية واسعة من الهيئات الحكومية والمنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني وصناع القرار، والذي يهدف إلى وضع نقاط استراتيجيات ذات رؤية عملية لتنفيذ مشاريع ملموسة على أرض الواقع يتم تنفيذها بخطى تدريجية ثابتة لتحقيق التغييرات التي يشعر الناس بالحاجة إليها، وأكد سمبايو أن الحوار لا يتعلق بالكلام فقط، لكن بالأفعال من خلال تعزيز جهود مكافحة الفقر والأمراض، مشيراً إلى التحديات التي تقف في طريق التقدم على هذا المسار، وعدّد من جملة الصعوبات قضايا تتعلق بالحكم الرشيد والقضاء والتعليم والإعلام والشباب والهجرة.
وأضاف أنه لمواجهتها لا بد من العمل المشترك والتعاون على مستوى المجتمعات لتحقيق نتائج حقيقية، مؤكداً الحاجة إلى التفاهم والحوار لتجاوز مواطن الخلاف وأساليب التفكير النمطي.