نشتكي من تمدد نظام ولاية الفقيه الإيراني في الدول العربية، وأنه أصبح لاعباً سياسياً مؤثراً وكبيراً في كثير من الدول العربية إلى الحد الذي يجعل من رئيس مجلس الشورى في ذلك النظام يتوجه إلى بغداد لوضع قوائم مرشحي الانتخابات وإبرام التحالفات الانتخابية في العراق، بل وتصدر (فرمانات) الإبعاد عن تلك الانتخابات لشرفاء العراق، من قبل عملاء الاحتلال.
هذا في العراق الذي تركنا ساحته لتعبث به إيران وأحزابه، أما في دول عربية أخرى فهناك لبنان وفيه لا يمكن تجاوز (الصوت الإيراني)؛ أما في غزة فالأمر يكاد محسوماً لأصدقاء ولي الفقيه من خلال توجيهات ورسائل رئيس المكتب، وبعيداً عن الميدان التقليدي يتمدد نظام ولاية الفقيه عربياً، فبعد النجاح في ضم جزر القمر العربية إلى الأنظمة (المتعاطفة) مع هذا النظام، أضيفت نجمة عربية أخرى لتدور في فلك إيران؛ فدون ضجيج أنهى رئيس الجمهورية الموريتانية زيارة إلى طهران حظي خلالها بـ(بركات ولي الفقيه) وعاد محملاً بـ(هدايا) اعتبرها الموريتانيون (هدايا ترغيبية) لكسب موريتانيا إلى جانب جمهورية ولاية الفقيه تعوض طردها من المغرب المجاورة، وتكرِّس نجاح إيران في المقابل فيما حققته من تواجد دبلوماسي ونفوذ سياسي في السنغال، وهو ما يؤشر لايجاد بؤرة مؤيدة لنظام ولاية الفقيه في الدول الإسلامية الأفريقية، بدأت في جزر القمر، ثم في السنغال، والآن في موريتانيا، وهناك تحركات ايرانية أخرى في دول عربية افريقية أخرى تتابعها الدول العربية دون أن تحرك ساكناً، ولكن بعد أن ينجز أنصار ولاية الفقيه مشاريعهم وينفذوا مخططاتهم يبدأ الصراخ والشكوى من تمديد النفوذ الايراني...!!