حوار - عبدالعزيز العبيد :
في شهر أغسطس من العام 2008 أعلن الأمير عبدالرحمن بن مساعد التعاقد مع اللاعب السويدي ويلهامسون في صفقة فاجأت الوسط الرياضي السعودي وقوبلت بانتقاد وقتها مفاده كيف سيتأقلم لاعب سويدي في المملكة؟! هذا عدا تاريخ اللاعب غير المستقر في أوروبا حيث بدل قبل مجيئه للهلال عدداً من الأندية في وقت قصير وكانت الانتقادات ذات وجاهة من جهة لا يمكن التقليل منها وخصوصاً جانب القيمة المالية للصفقة.
وفي وقت لاحق من نفس الشهر فاجأني الوسيط أحمد القحطاني في لقاء نشر معه في (الجزيرة) بمراهنته على نجاح اللاعب مع الهلال بل وزاد على ذلك معقولية المبالغ المالية طبقاً لتاريخ ويلي وسيرته الذاتية مع أندية أوروبا ومنتخب بلاده السويد.. في الوقت الحالي يبدو أن مراهنة عبدالرحمن بن مساعد على التعاقد مع اللاعب ومن ثم تأكيد القحطاني على نجاح الصفقة كانت في محلها فهاهو الهلال يجدد معه لعامين قادمين وسط رضى كامل في الأوساط الكروية السعودية على مستويات أشقر الهلال وبعد هذا النجاح رجعنا للوسيط أحمد القحطاني للحديث عن رأيه السابق قبل السنة ونصف تقريباً.
- أحمد لقد صدق توقعك ونجح ويلهامسون مع الهلال؟
- دعني أولاً أهنئ الأمير عبدالرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد والهلاليين كافة على النجاح الكبير لهم هذا الموسم والفوز ببطولة الدوري المسابقة الأهم وبالنسبة لسؤالك فالحمد لله كانت وجهة نظري التي بنيت على تحليل فني من ناحية ثم رؤية ذات بعد معرفي بسوق انتقالات اللاعبين من ناحية أخرى قد وافقها الصواب وهذا ما يقوله الجميع حالياً عن ويلهامسون صاحب النجاح الكبير مع الهلال.
- في لقائنا السابق معك هنا في (الجزيرة) تحدثت عن عدة عوامل رأيت أنها تصب لصالح الصفقة مع معقولية الأسعار رغم ارتفاعها من وجهة نظر المنتقدين وقتها؟
- أذكر أنني قلت إن السوق الأوروبية دفعت أكثر لنفس اللاعب مقارنة بمدة التعاقد معه, ولم يخب ظني بنجاح الصفقة ولم أشك في ذلك أيضا, وأشرت وقتها لديكم بأن اللاعب لعب في البطولات الكبرى في أوروبا بنجاح وفي وقت قصير وكان واضحاً أن قدرة اللاعب على التأقلم كانت كبيرة مع الفرق التي يلعب بها ولعلي أعود لأقول بأن النجاح الأكبر كان لسمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي راهن على النجاح لهذه الصفقة فهو العراب الحقيقي لنجاحات الهلال المبهرة في هذا الموسم.
- التعاقد مع لاعبين مؤثرين أفاد الهلال كثيراً هذا الموسم؟
- ولكنهم لن يكونوا بنفس درجة التأثير في فريق آخر بنفس النجاح الذي حققوه مع الهلال فزمن اللاعب الواحد انتهى والكرة أصبحت لعبة المجموعة وحتى الإداريين الكفئين أصبحوا جزءا من اللعبة حاليا ونجاحات الفرق التي ينتمون إليها وخلاصة القول بأن الهلال لو لم يكن يملك هذا الكم الكبير من اللاعبين المميزين لما شاهدنا تميز أجانبه.
- ما هي أكبر الخطوات الجريئة في تعاقدات الهلال هذا الموسم؟
- لقد كانت في الاستغناء عن طارق التايب والمراهنة على نجاح نيفيز هي الضربة الكبيرة لإدارة الهلال فالجميع كان يعتقد أن التايب هو المحرك الحقيقي للهلال ولكن إدارة النادي برهنت على أن الهلال يظل كبيراً بأي تشكيلة يخوض بها المباريات وما يجب الاحتذاء به في النموذج الهلالي لهذا الموسم هو الصبر الكبير على نيفيز الذي أثبت جدواه فنيا في نهاية الدور الأول ثم في اعتلائه هدافي المسابقة وهي ميزة لم تكن موجودة في التايب ويجب أن أشير أيضا إلى أن هناك أصواتا انتقدت ويلهامسون بعد ظروف الهلال الصعبة في الجزء الأخير من الموسم الماضي وطالبت بإبعاده ولكن موقف الإدارة الهلالية كان ذا وجهة نظر مختلفة فقد وازنت الأمور بحكمة وقررت الاستمرار وتجديد الثقة باللاعب والنتيجة كانت واضحة للجميع بعد ذلك.
- ويلهامسون السويدي أضاف للهلال بعدا إعلاميا هذا ما رأيناه من المتابعة لأخبار اللاعب في الصحف الأوروبية وهو ما ذكرته في لقائك مع (الجزيرة) وقت التعاقد معه؟
- أيضاً الروماني رادوي الذي حضر نجماً كبيراً من أول مشاركة وكذلك نيفيز في البرازيل, لقد كانت خطوات الهلاليين موفقة جداً وأصبح اسم النادي يتداول إعلامياً في مواقع الإنترنت والصحف والأخبار الأوروبية والبرازيلية وأيضا مع وجود اسم تدريبي كبير يقود الفريق.
- فاجأتني وجهة نظرك كثيراً حول ويلهامسون قبل عامين هل لديك مفاجآت أخرى في الوقت الحالي؟
- ضحك قليلاً وقال: لقد كانت الصفقة الهلالية وقتها رهانا نجحت فيه أمام الرأي العام الرياضي وهو ما وجدت أصداءه لاحقاً من خلال الاتصالات التي وافتني بعد نجاح اللاعب.
- كنت من أوائل من بارك للهلاليين فوزهم بلقب نادي القرن الآسيوي هل كانت تهنئة علاقات عامة لا أكثر؟
- في جزء منها نعم ولكن لنرى الأمور بمنظور آخر أيضا حصول الهلال على نادي القرن وانتصاره على فرق شرق القارة التي كانت تنافسه على هذا اللقب أضاف بعداً للكرة السعودية وخصوصا في الجوانب الدعائية فهذا الأمر يعد عنصر جذب مميز للاعبين والمدربين الذين يرغبون في الحضور للمملكة العربية السعودية والمشاركة في دوري المحترفين كما سيكون له دور ترويجي أيضا في عرض اللاعبين السعوديين على الأندية الخارجية وفي النهاية اللقب الهلالي المستحق سيفيد الكرة السعودية كثيراً لقد كان في الجزء الأكبر منه شكراً للهلاليين على عملهم المتواصل بنجاح والذي يقود في التأثير على مصالح الوسط الرياضي إيجاباً للمنتسبين له.