تقرير كتبه - رمزي الموسى
يشمر الرجال عن سواعدهم للقيام بمهنة اعتبرت شاقة وتحتاج إلى مهارة وفن وذوق، معلنين مشاركتهم للمرأة في عمل يعتبر من صميم اختصاصها وهو الطبخ، ومع ذلك فالمجال ليس غريباً بالكامل فهم يتصدون لهذا العمل في المناسبات خاصة تلك الخاصة بالزواج والمآتم والتجمعات الأسرية.
وبصفة عامة فإن الطبخ من ضمن شؤون المرأة الخاصة والتي لا يمكن تجاوزها، مع اعتقاد راسخ لدى المرأة بأن للطبخ أسراراً لا يمكن أن يعرفها سواها، فمن خلال الطبخ تخدم زوجها وأسرتها بما تقدمه من مهارات، إلا أن مطابخ الولائم وما تشهده المجالس الأسرية يقلب الأعراف الاجتماعية، فقد شارك الرجل المرأة في مهنتها واعتبر أن المشاركة ليست تنافسية بقدر أنها مساعدة للمرأة في تحمل عبء شاق يستلزم بنية جسدية تتحمل رفع أواني الطبخ الكبيرة والذبائح بأوزانها الثقيلة، في إشارة إلى شراكة تعاونية تتشكل وفق ظروف معينة، وفي أوقات محددة قد تتجاوز إلى تعاون بناء وسط المطبخ المنزلي، بحيث تستطيع المرأة توزيع مهامها بشكل أفضل.
ونفى عدد من الرجال العاملين في مهنة الطبخ أن يكون هناك خجل من مهنتهم بل إنها مصدر فخر بتفننهم في مهارة لا يملكها الكثيرون مطالبين المؤسسات التعليمية والمعاهد تدريب كوادر الشباب كي ينخرطوا في مهنة أصبحت تدر الكثير من الأرباح والعوائد المغرية لأصحابها.
وقد رصدت (الجزيرة) خلال جولة لها تواجد الأفران الخاصة بالطبخ والتي تعرف بالتنور المصنوع من الحجر في نخيل الأحساء وحتى في المنازل وذلك لاهتمام فئات غير قليلة من الرجال بمهنة الطبخ وتفننهم في صنع ألوان مختلفة من الوجبات والأطباق، واستخدام جذوع النخيل مصدراً للوقود في الطبخ، لما يضيفه من نكهة مميزة، مسلطين الضوء على مهنة قد تكون غائبة عن المستوى الإعلامي والتعليمي إلا أنها حاضرة وبقوة وسط المجتمعات الأسرية بين النساء والرجال، لافتين إلى حاجة المهنة لقوة رجالية ومهارة نسائية وضرورة أن يتم تطوير تلك المهنة، كما دعوا المؤسسات الخيرية والأسرية إلى تثقيف الشباب بضرورة التعاون مع الزوجة في مهنة هي ليست وقفاً على العنصر النسائي.