Al Jazirah NewsPaper Sunday  31/01/2010 G Issue 13639
الأحد 16 صفر 1431   العدد  13639
 
هذرلوجيا
عويل المثقفين
سليمان الفليح

 

حكاء، شكاء، بكّاء، متشدق، متحذلق، متفيهق، شتّام، لطام، رداّح، نوّاح، شكّاك، أفّاك، (علاّك، كلاّك) طاووسي، كابوسي، هذا هو المثقف العربي، وهذه بعض أمراضه وأعراضه، وأغراضه. إنه أعقد من ذنب الضبّ وأحذر من الذئب وأكسل من الدُّب، وأشأم من الغراب، وأحسد من العقاب، وأحقد من ذات ناب.

- هذا هو المثقف العربي وتلك هي بعض صفاته المكتسبة ولا يلام (!!) فقد تعرض هذا المسكين في عرض الوطن العربي وطوله إلى الردع والمنع والقمع والإلغاء والانزواء والانطواء فتكرست تلك الصفات به ومنه وأصبحت فيه رغماً عنه. بل إن حتى من لم يعانِ ما ذكرت انتقلت إليه تلك الصفات سواء بالتضامن، أو بالادعاء (!!) ليشار إليه أنه مثقف بالبيان!!

وهذا النوع من المثقفين - أي المصابين بتلك الصفات (بالإدعاء) - يتواجد بشكل ظاهر في دول الخليج العربي- بشكل خاص- لدرجة أن أحد الشعراء المبدعين قال في لقاء معه نشر أخيراً: إنه كان يتمنى في بداياته أن يدخل السجن بأي طريقة ليقال عنه أنه مثقف مناضل(!!) وأتذكر هنا أن بعض (غاوين) النضال الثقافي أي الذين (يتبعون المثقفين) كما يتبع الغاوون الشعراء كانوا يفتعلون شجاراً مع رجال الشرطة في آخر الليل ولأي سبب كان ليتعرضوا للتوقيف -ولو لبعض الوقت، فقط ليقال عنهم أنهم قد دخلوا (السجن!!) بسبب أفكارهم مع أنهم لم يكن لديهم أفكار (آنذاك) على الإطلاق!!.

بالطبع كل ما ذكرناه آنفاً أردنا منه تقريعاً خفيفاً (لبعض) أصدقائنا المثقفين في المملكة من الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب والذين ما زالوا يمارسون الندب على حال الثقافة أو حالهم بالأصح متخذين ذلك ذريعة لسلبيتهم الفادحة في عدم المشاركة الفعلية في تسيير دفة العجلة الثقافية نحو الأمام في الوقت الذي لم تقصّر فيه وزارة الثقافة والإعلام -اليوم- في تجهيز تلك العجلة الجديدة ووضعها أمامهم ليقوموا ب(دفها) بأقل جهد للأمام، فالوزارة -أطال الله عمرها- وبتوجيها من لدن ملك الصلاح والإصلاح خادم الحرمين الشريفين مليكنا المفدى حفظه الله قد هيأت للمثقفين المناخ المناسب ونفذت أغلب رغباتهم (مساحة من الحرية، إدارات جديدة للأندية، أسابيع ثقافية داخلية وخارجية على مدار العام، مؤتمرات أدبية وثقافية (حوارية) مفتوحة، أمسيات وندوات في كافة الأندية، معارض للكتاب والفن التشكيلي وسائر أنواع الفنون، قناة ثقافية خاصة بهم -أي بالمثقفين- تنتظر مساهماتهم، وبالتالي وزير مثقف يحاورهم يومياً على الإنترنت ويجيب على أسئلة محاوريه بصدر مفتوح).

إذن ماذا يريد المثقفون بعد؟ وما الذي يمنعهم من المشاركة في بناء (ثقافة جديدة) تلحق بركب الثقافة العالمية؟! أم أنهم استمرأوا اللطم والعويل والكذب على أنفسهم مع أنهم يدركون أو لا يدركون (أن النهر لا يعود إلى المجرى مرتين!!).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد