Al Jazirah NewsPaper Sunday  31/01/2010 G Issue 13639
الأحد 16 صفر 1431   العدد  13639
 
بعد سجال وفرقة داما 4 أعوام
خادم الحرمين يعيد البسمة لمنصور وفاطمة والمحكمة العليا تجمع بينهما من جديد

 

الدمام - هيا العبيد - الجزيرة - ياسر الجلاجل

رسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز البسمة على وجوه فاطمة ومنصور وأطفالهما بعد أن تدخل - حفظه الله - ولمّ شملهم من جديد، بعد قرار المحكمة العليا بإلغاء حكم التفريق بينهما لعدم تكافؤ النسب الذي صدر بمحكمة الجوف قبل عدة سنوات.

وكان خادم الحرمين قد تدخل وأمر بإحالة الموضوع للمحكمة العليا؛ ما أدى إلى نظر القضية من جديد الذي أفضى إلى إلغاء الحكم وإعادة الزوجين لبعضهما البعض وجمعهم بأطفالهما.

وقال الحقوقي مخلف بن دهام الشمري لـ(الجزيرة): كان الجميع متألما من وضعهما المأساوي وتشريد أطفالهما، إلا أن تدخل صاحب القلب الرحيم قد حسم المعاناة ولم شمل الأسرة من جديد، مشيراً إلى أن هذا الحكم العادل سوف يغلق الباب أمام كل من يحاول العودة بنا إلى عصور الجاهلية الأولى في قضايا النسب، فالدين الإسلامي ألغى الفوارق بين الناس والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح.

من جهته قال الزوج منصور التمياتي لـ»الجزيرة»: إن مشاعر الفرح لا توصف بصدور القرار الكريم الذي نص على إعادة النظر في القضية وخروجه بهذا الحكم العادل, لكنه أشار إلى إنه لم يستلم زوجته وابنه من دار الرعاية الاجتماعية بالدمام حتى هذه اللحظة. ورفع التمياتي شكره الجزيل لخادم الحرمين على رعايته الكريمة التي أعادت لهم البسمة بعد معاناة أثرّت في نفسياتهم، مؤكداً أن هذه الوقفة الإنسانية ليست بمستغربة من ملك الإنسانية الذي وصلت أياديه الخيّرة إلى بقاع العالم اجمع.

إلى ذلك قالت الباحثة فوزية العيوني: إن خادم الحرمين يعتبر والد الإصلاح الحقيقي في المملكة، مشيرة إلى أن أبوته وعطفه وحنانه - حفظه الله - قد أسهمت بشكل مباشر في لم شمل الأسرة من جديد، معتبرة أن قرار خادم الحرمين سيسهم في كف يد ولي أمر المرأة في جبرها على ما يكفله لها الشرع من حقوق وواجبات ويمثل بداية عصر جديد لفض القضايا المماثلة، واستدركت العيوني: إن إصرار وعزيمة الزوجين في الحصول على حقوقهما الزوجية قد أسهم إسهاما فاعلا في القرار، بعد أن تخلّت عنهم العديد من الجهات المعنية.

وأوضحت العيوني أن الجهات المعنية بحفظ حقوق منصور وفاطمة قد تخلت عنهما، إلا أن تدخّل الأستاذ تركي السديري رئيس هيئة حقوق الإنسان سابقا المباشر في القضية وإيكاله أخيه المحامي أحمد السديري بالترافع بالقضية لصالح الزوجين وبعث الخطابات تلو الخطابات قد أسهم في دفع مسيرة القضية, حتى تم بعث خطاب إلى مقام خادم الحرمين للتدخل في القضية في شهر أكتوبر عام 2008م.

وبيّنت العيوني أن بعد انتظار طال أربعة أشهر تدخلت صاحبة السمو الملكي الأمير عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز في القضية، وقامت بالحديث مع خادم الحرمين شخصيا وكان لها فضل كبير - بعد الله سبحانه - في إيصال القضية بشكل مباشر والتدخل وفصلها بالعدالة والمساواة التي أمرنا به ديننا الحنيف.

وطالبت العيوني المجتمع بدعم الزوجين دعماً كاملاً حيث إن الأربع سنوات التي مضت كانت أياما قاسية جدا مما تسبب في حالة نفسية للزوجين وأبنائهما، كما طالبت وزارة الشؤون الاجتماعية بالوقوف معهما وتأهليهما نفسيا ومعنويا وصحيا ومادياً.

وأرخّت العيوني اليوم الذي صدر فيه القرار بإعادة الزوجين إلى بعضهما بيوم للوطن وانتصار للمساواة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد