جازان – جبران المالكي
طالب المعلمون والمعلمات في مدارس عثوان بمحافظة الداير، شرق جازان، وزارة التربية والتعليم بإعادة بدل المناطق الجبلية، الذي تم حرمانهم منه قبل أكثر من سنتين، وهو محدد حالياً بنسبة 10% فقط، بعد أن كانت نسبته 38%.
وأوضحوا أن لجنة من إدارة التربية والتعليم بصبيا ومكتب الإشراف التربوي بمحافظة الداير كانت قد توصلت إلى تخفيض النسبة إلى 10% رغم اعتراض مديري المدارس والمعلمين على ذلك، ولكن دون جدوى. وبرر المعلمون والمعلمات مطلبهم باعتبارهم يعبرون طريقاً جبلياً صخرياً يعدّ الأصعب والأخطر في المملكة في ظل أعمال تقوم بها إحدى المؤسسات ربما انتظروا انتهاءها لعقود.
ويضطر المعلمون والمعلمات إلى عبور طريق جبال عثوان يومياً للوصول إلى مقار أعمالهم في المدارس المنتشرة في مواقع مختلفة من الجبل، واضعين أيديهم على قلوبهم وسط طريق جبلي يعج بالمخاطر، بل إن بعضهم يغمضون أعينهم خلال الرحلة اليومية من هول الأخطار المحتملة. ويقول المعلمون إن تلك القرى تفتقر إلى المساكن التي يمكن أن يستقروا فيها، وإن ذلك يضطرهم للقيام بهذه الرحلة اليومية التي تنطوي على مخاطر جمة وسط الصخور والأتربة التي أرهقتهم نفسياً، بعد أن يضطروا لركن سياراتهم أسفل الجبل وركوب سيارات الدفع الرباعي وسط أكوام من الغبار أرهق صدورهم وأصابهم بمتاعب صحية. أما المعلمات فيرين أن حظهن العاثر أوقعهن في تلك المدارس مع أنهن يتشرفن بأداء رسالتهن السامية، إلا أنهن اتفقن على أن أكثر من ربع رواتبهن أصبحت تذهب لوسائل النقل؛ حيث تدفع الواحدة أكثر من 1500 ريال شهرياً للمواصلات من أجل عبور ذلك الطريق الجبلي الوعر، ولكنهن يحمدن الله أنهن ما زلن على قيد الحياة على الرغم من تلك المصاعب التي تخلف ضغوطاً نفسية لا قِبل لهن بتحملها.
ويناشد المعلمون والمعلمات وزارة التربية والتعليم تشكيل لجنة تعيد دراسة وضع مدارسهم وتحديد النسبة المستحقة لهم، مؤكدين الثقة بأن الوزارة ستعطيهم حقوقهم التي يستحقونها، ومشيرين إلى أنها مطالب مشروعة.