أعجبني تأكيد رئيس مجلس إدارة قناة المجد الدكتور محمد الغماس (أن قناته لن تخوض في الخلاف المذهبي رغم مطالبة البعض بذلك مقارنة بقنوات المذاهب الأخرى، وبرر رفضه بأن هدف القناة هو بيان الحق وليس النزاع وتأجيج الخلاف).

تلك رؤية معتدلة تنطلق منها قناة المجد في نسختها الجديدة، تطمئن إلى وجود العقلاء في مجتمعنا، الذين يحتفظون بحقهم في الاتجاه والتفكير، ويبقون على مساحة صوتهم المعتدل دون أن يعلنوا التقاطع والهجوم على الآخرين؛ إذ إن تأجيج الخلاف بين المذاهب ليس رسالة سلام، وليس رسالة حق، وهو عمل غير جدير ولا يليق بالعقلاء ويندرج تحت باب إثارة الفتن والدعوة إلى إراقة الدماء المعصومة.

إنَّ محاولات إيران المتكررة لإثارة الخلاف المذهبي لاستثماره سياسياً، خاصة في أزمتها الحالية مع أمريكا, يجب أن تكون حاضرة في أذهاننا حتى نبقي دائماً على قناعاتنا ومبادئنا المتعلقة بأن أمننا ووحدتنا الوطنية خلف قيادتنا خيارنا الذي لا بد ألا نراهن عليه ولا نقبل مَنْ يمسه بأي صورة كانت.

حرية الرأي مكفولة للجميع، والفضاء مجاله مفتوح للتأثير والإقناع بجودة ما تطرح دون أن تقول ديني أو مذهبي هو الصحيح ودينكم أو مذهبكم هو الخطأ!

انشر ما تعتقد أنه صحيح، وانشغل بتوضيحه وإظهاره بأحسن حال وصورة؛ لتضمن التأثير والانتشار، ولا تقل أبداً أنا أملك فرص الفوز بينما لغيري الخسران المبين!!

.. لقد قال الله تعالى في محكم كتابه على لسان رسوله الكريم {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، أفلا نقتدي بسماحته وعدالته ومقابلته الحسنة لمن أساؤوا إليه.. أم أن بعضنا يكتفي بالاقتداء بسنته الكريمة في تعدد الزوجات أو تكرار إلقاء السلام والمصافحة عند كل دخول مهما تكرر أو بشرب الماء جالساً حتى ولو وسط الزحام الشديد.

ترك رسولنا صلى الله عليه وسلم إرثاً عظيماً في تعاملاته مع المختلفين لا نلتفت إليه لأننا لم ندرس إلا القشور!!