لم تعد البشرية قادرة على تحمل بقاء الأزمات، فهي تعرقل تنمية الدول وتشغل الدول عن أداء أدوارها في صنع التغير للأفضل.

وهكذا تداعت الدول وعقدت المؤتمرات الدولية لمعالجة أخطر القضايا ومساعدة الدول المستهدفة. وقد إلتأمت ثلاثة مؤتمرات في تركيا واثنان في بريطانيا، وكان الهدف مساعدة أفغانستان واليمن في مواجهة الإرهاب وسعي الأممية الدولية للإرهاب ممثلة بالقاعدة إلى تحويل اليمن كقاعدة دولية لتفريخ الإرهابيين.

المؤتمرات الثلاثة التي عقدت هي بداية التحرك الدولي لتثبيت الاستقرار وخاصة في المنطقة العربية وبالذات في رواقها الشرقي (الخليج العربي) وقلبها (فلسطين).. ويتبع هذه المؤتمرات لقاءات دولية عالية المستوى لمعالجة الأزمات في المنطقة وخصوصاً تأخر حل القضية الفلسطينية ومعالجة ومحاصرة الإرهاب الأممي من القاعدة أو الإرهاب الإقليمي الذي لا يزال نظام طهران يقود عملياته بوجود فيلق متخصص لتنفيذ العمليات الإرهابية (فيلق القدس) الذي يضم أكثر من مئة ألف عنصر إرهابي، بعضهم تجمعهم خلايا إرهابية مزروعة في العديد من دول الخليج العربية. وبما أن (مسرح عمليات) هذا الفيلق الإرهابي الساحة العراقية، فإن هذا الفيلق وقائده الجنرال قاسم سليمان هو الحاكم الفعلي في العراق، وقد كشف قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال بترايوس، والعارف جداً بخفايا الأوضاع المخابراتية في العراق أن قائد فيلق القدس هو الذي يوجه ما سمي ب(هيئة العدالة والمساءلة) وأن مديرها التنفيذي اللامي ما هو إلا ضابط في جهاز فيلق القدس، وأن القوات الأمريكية اعتقلته لقيامه بعمليات إرهابية في العراق، وأطلق سراحة بعد تدخلات طائفية.

وبما أن الرواق الشرقي للمنطقة العربية (الخليج العربي) وأمن دول الخليج العربية يعتمد على مجلس تعاون متماسك وعراق مستقر، ويمن موحد قوي، وإيران كجارة صديقة تؤدي دورها كدولة تربطها بشقيقاتها العربية أواصر الدين والتاريخ المشترك والمصالح المتشابكة. فإن المستهدف الآن بعد الاهتمام بتثبيت استقرار اليمن ووحدته، والعمل على إنهاء الإرهاب في أفغانستان واليمن، هو إلى الالتفات إلى العراق والعمل بجد لوقف التدخل الإيراني السافر، مع محاصرة الإرهاب الإقليمي الذي تقوده إيران وأن يواجه بمثل الصرامة والجدية التي تتعامل بها البشرية مع الإرهاب الإقليمي الذي يقوده تنظيم القاعدة.