الدوحة - قنا:
جسد أوبريت (بيت الحكمة) الذي قدم العرض الأول له هنا الخميس بقاعة «الدفنة» بفندق شيراتون في إطار فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010 ووسط حضور جماهيري واسع ملامح شخصية الخليفة العباسي عبدالله المأمون بن الخليفة هارون الرشيد.
وقدم الأوبريت الذي شارك فيه نخبة من الفنانين القطريين والسوريين العديد من اللوحات التعبيرية التى رسمت اهتمام الخليفة العباسي عبدالله المأمون بن الخليفة هارون الرشيد بالعلم والعلماء ورجاحة عقله وإلى أي مدى وصلت إليه الثقافة العربية في تلك الحقبة الزاخرة بالعلماء والأدباء والمثقفين حينما كان العالم بعيداً كل البعد عن الحضارة والعلم الذي كانت تعيشه الأمة العربية والإسلامية آنذاك.
وتناول الأوبريت شخصية المأمون الذي تملّكه هاجس المعرفة منذ طفولته، حيث آمن بأن العقل هو درّة الإنسان والمعرفة هي أداته الرئيسة، وهذا ما دفعه عندما أصبح خليفة إلى أن يصرف جلّ وقته في بناء وتأسيس مركز إشعاع علمي ومعرفي طال أثره سائر أقطار الوطن العربي والإسلامي وأسماه بيت الحكمة..
كما أوضح دور بيت الحكمة بالنسبة للمأمون على أنه لم يكن بيتا للتفاخر أو للتباهي وإنما كان مشروعاً وطنياً جمعت فيه الكتب من كل أصقاع الأرض وعربت ونسخت وجعلت في متناول طلاب العلم والعلماء والفقهاء والفلاسفة.
وبدأت قصة العرض الدرامي الفني من عصر هارون الرشيد العصر الرغيد ليوضح كيفية نشأة المأمون وبداية تشكل عقله وشخصيته ثم تنتقل بقفزة زمنية إليه وهو الخليفة الشاعر المتفقه فنشاهد بداية تأسيسه بيت الحكمة ثم تمكنه من إنشاء المكتبة ودار الترجمة والنسخ ودار صناعة الكتب والجامعة ومركز البحث العلمي والمرصد الفلكي الذي وضع العرض في إطار حكاية درامية تحاول إعادة طرح التساؤل الحضاري القديم.