تقرير - عبدالعزيز القحطاني :

تعتبر سويسرا الجوهرة اللامعة التي تتلألأ جمالاً وبهاء وأناقة وتنظيما ليس فقط داخل القارة الأوربية، بل يعتبرها معظم خبراء السياحة أجمل دولة في العالم بلا منازع، بل ويصفها الأوروبيون بأنها بلد نموذجي لا يضاهي، ومدينة معقمة شديدة التميز، وهو ما تأكد عمليا بعد اختيار زيورخ السويسرية التي تعد أكبر مدنها حتى عام 2008كأفضل مدينة للعيش في العالم لما تملكه من طبيعة جغرافية غنائه تسر الناظرين، كما تكسوها خضرة خلابة قل أن تجد لها نظيرا في هذا العالم الكبير.

وسويسرا دولة متقدمة، وتعد من أكثر بلدان العالم ثراءً وأحد أغنى دول العالم حسب دخل الفرد؛ إذ يصل دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى 67.384 دولار أمريكي كما أن زيورخ وجنيف احتلتا متتاليتين المركزين الثاني والثالث في ترتيب أعلى مستوى للحياة في مدن العالم.

وتتبع سويسرا سياسة خارجية محايدة يعود تاريخها إلى عام 1515 . وهي جمهورية فيدرالية في وسط أوروبا تتكون من 26 كنتون على مساحة إجمالية تبلغ 41.285 كم² وتعد مدينة برن مركز سلطاتها الإدارية وعاصمة الاتحاد.

تحتل سويسرا المركز الأول في أوروبا من حيث أكبر عدد الطلاب الأجانب وثاني دولة في العالم بالنسبة لإجمالي عدد الطلبة في البلاد، وتضم أكبر عدد من المبدعين الحائزين على جوائز نوبل (بالنسبة لعدد السكان) وتحتل سويسرا المرتبة الأولى في العالم من حيث المنشورات العلمية. وتصنف جامعة زيورخ ETH كثالث أفضل جامعة، كما أن جامعة بازل عمرها أكثر من 549 سنة، وهي واحدة من أقدم جامعات العالم.

يوجد في سويسرا أربع لغات رسمية هي: الألمانية، الفرنسية، الإيطالية، الرومانشية. يتحدث غالبية سكان شمال ووسط سويسرا بالألمانية في الغرب، وهناك القليل ممن يتحدثون الفرنسية والإيطالية في الجنوب ومناطق الجبال، لكن تعتبر سويسرا من دول أل دوتشا (Dutch) و هم من سلالات ألمانية حيث يبلغ عدد سكان سويسرا تقريبا7.700.200 مليون نسمة ويعيش معظم السكان في مناطق الهضبة السويسرية؛ حيث تتركز مدن البلاد الرئيسية بينها مدينتان عالميتان هما جنيف وزيورخ إضافة إلى مدن مثل بازل، ولوزان. و سويسرا بلد علماني بطبيعته ولا يوجد دين رسمي للدولة، ولكن دستورها الفدرالي مازال مُستهلا بعبارة «باسم الرب» والديانة الشائعة فيها هي المسيحية بكلا المذهبين: البروتستانتي والكاثوليكي.

هذا وتعتبر لوسيرن من أجمل مدن العالم على الإطلاق؛ لذا تحظي باهتمام اكبر عدد من السائحين لما تتمتع به من موقع جغرافي غاية في الروعة مقارنة بجنيف وبرن.

لوسيرن (مدينة الجسور):

تعتبر لوسيرن هي عاصمة الكانتون الذي يحمل نفس الاسم، و تقع في الطرف الشمالي الغربي لبحيرة لوسيرن، حيث يتدفق نهر روبس خارج بحيرة لوسيرن التي تعد المركز الاقتصادي والثقافي لوسط سويسرا، ويعتمد اقتصاد لوسيرن على السياحة والتجارة، كما تقدم خدمات في مجالات مثل النقل والصحة والتشاور. هناك ما يزيد على أربع فرص ونصف فرصة عمل في قطاع الخدمات لكل شخص مقابل وظيفة واحدة في الصناعة أو الزراعة.

وترتبط لوسيرن التي سميت بمدينة الجسور بخطوط القطار مباشرة مع معظم المدن السويسرية الكبرى و ميلانو وإلى معظم دول أوربا عن طريق السكك الحديدية للاتحاد السويسري، وأيضا مع قطاع نقل Zentralbahn الخاص. كما يوجد في المدينة جامعة صغيرة، سيتم توسيعها في السنوات القليلة المقبلة لما تتمتع به من سمعة قوية. كانت المدينة تابعة للدير الألزاسي في مرباش، ولكن تدريجيا اكتسبت الحكم الذاتي عام 1178وتلك بمثابة نقطة تحول في علاقاتها مع الدير، واعتبرت من تاريخ تأسيسها كمدينة. وبعد افتتاح ممر جوتهارد في أوائل القرن الثالث عشر أصبحت المدينة غنية بوصفها نقطة انطلاق مهمة على الطريق بين إيطاليا وشمال أوروبا مما مهد المدينة للانضمام إلى الاتحاد السويسري الصغير في عام 1332 هذا وتبلغ مساحة لوسيرن 9.324 ميل مربع، ويصل عدد السكان إلى 57.533 نسمة وترتفع عن مستوي سطح الأرض ب 436 مترا ويتحدث سكانها الألمانية السويسرية Swiss German.

ولعل أول ما يلفت أنظار الزائر إلى لوسيرن تلك المجموعة الفاخرة من الفنادق التي يتبوأ ريادتها فندق GRAND HOTEL NATIONAL الذي يحتل موقعا فريدا على بحيرة لوزرن ومطعم LE TRIANON العريق وأحد أشهر مطاعم لوسيرن على الإطلاق بما يقدمه من أطباق تقليدية سويسرية بأيدي طهاة محترفين سيتذكرهم الزائر دوما؛ لأن الأطباق الشهية من الصعب تناولها في أي مكان آخر في المعمورة.

لوجانو:

لوجانو هي المدينة الأكبر في المنطقة لقضاء العطلات، وهي ليست ثالث أهم مركز مالي وملتقى للمؤتمرات والمركز المصرفي والتجاري فقط، ولكن أيضا مدينة الحدائق والزهور، والفيلات والمباني المقدسة التي تحمل طابع البحر الأبيض المتوسط مع تفردها في الذوق الذي يعتبر أقوى عامل جذب للمتسوق الأوربي والقادم من أي مكان آخر في العالم حيث تتجمع مراكز الماركات العالمية في هذه المدينة الحالمة.

ومدينة لوجانو رغم صغر مساحتها مقارنه بمدن عالمية أخرى إلا أنها تقدم كل المزايا التي يمكن أن تقدمها أي مدينة عالمية كبيرة. وتقع لوجانو في الخليج على الجانب الشمالي لبحيرة لوغانو، التي تحيط بها الجبال التي تعكس العديد من المناظر الطبيعية الرائعة التي تتميز بالطراز الإيطالي، كما يمكن اعتبارها مدينة الطبقة الراقية التي تكسوها زهورالكاميلية والمناخ المعتدل لاسيما في فصل الربيع.

كما يزخر وسط المدينة بعدد وافر من المتنزهات التي تحتضن النباتات الاستوائية؛ مثل سيفيكو باركو على ضفاف البحيرة و حدائق بلفيدير التي تضم زهور الكاميلية والمنغوليا وعدد لا يحصى من النباتات شبه الاستوائية.

هذه المدينة تمثل طرازا فريدا لجذب خبراء الفن والهندسة المعمارية من كل أنحاء العالم إضافة إلى المعارض التي تستضيفها. وهناك متحف كنتونال الذي يضم لوحات بول كلي، Jawlensky ورينوار وديغا، من بين آخرين. وفي السنوات الـ50 الماضية، في منطقة تيسان، وخاصة في لوغانو، أصبحت هذه المدينة منطقة مهمة للهندسة المعمارية.

وتعتبر جبال مونتي سان سلفا توري و مونتي أقرب الجبال إلى لوجانو والتي تمنحك بانوراما علوية للمدينة لترى مشهد بحيرة لوغانو ومشهد جبال الألب من مونتي، كما يمكنك السير إلى قرية B?e، التي حافظت على تفوقها كقرية نموذجية.إضافة إلى ذلك يمكن القيام برحلات أخرى إلى قرية لصيد الأسماك في Gandria .

والزائر لمدينة لوجانو لابد أن يحرص على مشاهدة بلفيدير بارك على كورنيش البحيرة الذي تحيط به الأشجار والزهور المورقة، والحديقة يمكن الوصول إليها عن طريق سكة حديد تمر داخل الجبال كما تمتد البحيرات والجبال عبر الحدود إلى إيطاليا. كذلك ينبغي زيارة مونتي سان سلفاتوري إضافة إلى كاتدرائية سان لورينزو في المدينة القديمة لمعرفة أسلوب عصر النهضة من خلال اللوحات الجدارية، وعدد لا يحصى من التحف الثمينة داخل الباروك.

سويس ميني تورز:

وتعتبر حديقة سويس ميني تورز ملخص واف لكل سويسرا حيث يمكن للزائر لمدينة لوجانو أن يتعرف على كل سويسرا في ساعة واحدة فقط باعتبارها مكانا مشوقا وقبلة للزائرين لهذا البلد الذي وهبته الطبيعة تأشيرة حب أبدي لينضم لقافلة الجمال التي لا تنتهي في هذا الدولة الساحرة.

تأسست سويس ميني تورز عام 1959واحتفلت هذا العام بعيدها الخمسين. وسويس ميني تورز عبارة عن حديقة مجسمات مفتوحة لأبرز معالم سويسرا السياحية وخطوط السكك الحديدية والطائرات والمباني والكنائس الهامة في الهواء الطلق بمدينة ميليدي على ضفاف نهر لوجانو وهي المدينة التي يتحدث معظم سكانها اللغة الايطالية، ويحيط بالحديقة مجموعة جبال منها جبل مونتي حينيروزو وجبل سان سلفاتوري وجبل سان جورجو وهي المناطق التي أعلنت عنها منظمة اليونسكو من مورثات العالم الطبيعية والمحميات التي يجب أن تبقي كتراث للإنسانية.

وتقع حديقة سويس ميني تورز على مساحة 14 ألف متر مربع وتفتح أبوابها يوميا من منتصف شهر مارس إلى منتصف شهر نوفمبر من الساعة التاسعة صباحا إلى السادسة مساءً. وبالإمكان الوصول لهذه الحديقة بسهولة لأنها تبتعد فقط 4 كيلومترات عن وسط مدينة لوجانو و200 كيلو عن مدينة زيورخ و70 كيلو عن مدينة ميلانو الايطالية جنوباً.