الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن العلاقات السعودية الصينية تسير وفق إطار مؤسسي من خلال العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وقال سموه في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير خارجية الصين الشعبية يانغ جيتشي في الرياض أمس: يسعدني أن أرحب بمعالي وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية السيد يانغ جيتشي والوفد المرافق له بالمملكة. زيارة معاليه تأتي في إطار العلاقات الإستراتيجية المتطورة بين بلدينا الصديقين، وحرص قيادتينا على تنميتها وتعزيزها في كافة المجالات، وهذا ما تعكسه الزيارات المتبادلة على المستوى القيادي، وحجم التنسيق بين المسؤولين، وآخرها انعقاد مجلس الأعمال السعودي الصيني المشترك بالرياض قبل يومين.
أود أيضاً أن أشير إلى أن علاقات التعاون بين بلدينا تسير وفق إطار مؤسسي من خلال العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي شملت المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية وغيرها من المجالات. ولقاؤنا اليوم يأتي في إطار التنسيق والتشاور السياسي في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني والعديد من القضايا ذات العلاقة بالأمن والسلم الدوليين بصفة عامة بما في ذلك إصلاحات مجلس الأمن.
إن حرص الصين العضو الدائم في مجلس الأمن على التعامل مع النزاعات العالمية وفق أطر الشرعية الدولية يتطابق مع الموقف العربي لاستعادة الحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة الذي يستند على مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، وهو ما نصت عليه مبادرة السلام العربية. وفي المقابل فإن التفاف إسرائيل على مبادئ الشرعية وتحديها المستمر للقوانين والمبادئ والأعراف الدولية شكل دائماً عقبة رئيسية أمام الوصول للتسوية العادلة والدائمة للنزاع في الشرق الأوسط.
من هذا المنطلق ترى المملكة أن تحقيق الأمن والسلم الدوليين ينبغي أن ينطلق من احترام أسس الشرعية الدولية، وتطبيق هذه الأسس ينبغي أن يبدأ من إسرائيل المسؤولة الرئيسة عن أطول نزاع في تاريخنا المعاصر، وتحديها لقراري مجلس الأمن (242) و(338) وتنصلها من أي التزامات دولية، بل وإمعانها في ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية دون وجه حق بإنشاء المزيد من المستوطنات وتوسيع القائم منها وذلك على الرغم من إقرار المجتمع الدولي بعدم مشروعيتها وقانونيتها.
بحثنا أيضاً مسألة الملف النووي الإيراني وعبرت لمعاليه عن تأييدنا لجهود مجموعة (5+1) التي تشارك الصين في عضويتها، الهادفة لحل الأزمة بالحوار وعبر الطرق السلمية. وكفالة حق إيران ودول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعن أملنا في استمرار هذه الجهود وتطلعنا لاستجابة إيران لها.
مع حرص بلدينا على خلو منطقة الشرق الأوسط والخليج من كافة أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الأسلحة النووية. استعرضنا الأوضاع في العراق وأملنا أن تحقق الانتخابات المقبلة تطلعات الشعب العراقي إلى أمن واستقرار العراق، والحفاظ على وحدته الوطنية وسلامته الإقليمية وتحقيق نمائه وازدهاره.
تم أيضاً مناقشة موضوع مكافحة الإرهاب في إطار موقف بلدينا المندد له بكافة أشكاله وصوره وعن أهمية تكثيف الجهود الدولية لمحاربة وتبادل المعلومات وخطورة إلصاق الإرهاب بأي جنس أو دين أو لون. استعرضنا أيضاً الوضع في اليمن الشقيق وعن حرصنا على نجاح جهود الحكومة اليمنية في تحقيق أمنه واستقراره والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه والنأي به عن أي انتهاك لسيادته من قبل أي طرف خارجي. أكرر ترحيبي بمعالي الوزير.. ويسرني أن أعطيه الكلمة.
وزير خارجية الصين
عقب ذلك تحدث معالي وزير خارجية الصين قائلاً: لقد أجرينا العديد من المباحثات الهامة في المملكة تتعلق بالعلاقات الإستراتيجية بين البلدين ووجدنا بأن وجهات النظر متطابقة في كثير من القضايا حيث تم مناقشة المصالح المشتركة بين البلدين ومجالات تطور هذا التعاون. مشيراً معاليه إلى أن التعاون شمل كل شيء من النواحي السياسية والاقتصادية والشبابية والثقافية وتطرق الوزير إلى أن المباحثات شملت الوضع في فلسطين حيث تؤكد الصين وقوفها مع المجتمع الدولي لإيجاد حل لهذه القضية من خلال إقامة دولتين واحترام حقوق الإنسان ونحن نتطلع إلى أن يكون الشرق الأوسط مستقراً خالياً من الأسلحة النووية ونحن نتطلع إلى الحلول الدبلوماسية والمفاوضات وتجنب المنطقة أي مشاكل ولا شك بأن الصين دائماً تنادي بعدم انتشار الأسلحة النووية ولكننا نؤكد على حق الدول في الحصول على الطاقة النووية.
وقال معاليه إن الصين ترى دعم الجهود الدولية والأمن واستقرار اليمن ووضعه موضع الاهتمام ودعمه وتجنيب المنطقة أي مشاكل أخرى.
وأشار إلى الصين سوق تعمل ما في وسعها فيما يخص اليمن وفلسطين والعراق لاستقرار هذه البلاد. موضحاً بأن الصين ستعمل على تطوير العلاقات وتحسينها مع الدول الإسلامية ونحن نساعد العالم الإسلامي في قضاياه مشيراً إلى أن الحضارة الإسلامية هي حضارة الإنسانية مؤكداً بأنه وجه دعوة لسمو الأمير سعود الفيصل لزيارة الصين.
وحول زيارة الرئيس السوري إلى المملكة وهل هناك مصالحة عربية أبان سموه بأن المصالحة العربية سوف تبحث في هذه الزيارة ونحن نرحب بأي مصالحة تعود بالنفع والخير على الأمة العربية.
وحول سؤال لسموه عن القضية الفلسطينية وهذا النشاط الدبلوماسي للمملكة مع كثير من دول العالم أوضح سموه بأن هذا النشاط ليس بغريب فلنا علاقات قوية وصداقات مع كثير من الدول والواقع علاقاتنا مع بلد مثل الصين دولة عظمى نحن سعداء بها لأنها تحتل مكانة قوية في العالم ونحن على اتصال مباشر مع العرب ونتبادل الزيارات وليس هناك أي شيء غير اعتيادي في الاتصالات السعودية. أما موضوع قضية الشرق الأوسط فهو مأساوية هناك حرب ونزاعات تدور رحاها منذ 100 عام والسبب في طول الصراع أمر لا يفتخر به السؤال الحقيقي لهذا الاستمرار ورفض إسرائيل لكل المحاولات التي بذلت من المجتمع الدولي.. الدول العربية بشكل خاص أدت واجبها بتقديم مشروع السلام العربي الذي يعطي إسرائيل الأمن الذي تنشده كما تقول ويعطي الدول العربية استعادة أراضيها ولكن لا يعمل السلام إلا طرفا النزاع فإذا كان طرف لا يريد السلام لن يقوم السلام وإلى الآن تؤكد إسرائيل في كل محاولاتها أنها لا تريد السلام وهذا أمر يؤسف له حقيقة.
وحول سؤال عن اتهام المملكة بمحاربة الحوثيين رد الأمير سعود الفيصل: أعتقد بأن المريب يقول خذوني.. اتهام المملكة بأنها تحارب الحوثيين.. لا أعلم مصدرا أتى بهذا الكلام.. الحوثيون أنفسهم لا يقولون إن السعودية تحاربهم.. فما بال إيران تدعي ذلك.
وقال سموه: الاتهام الحقيقي هو أن إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لليمن.. وهذا لا يمكن أن يغطى عليه باتهام الآخرين.