يواصل ملتقى المبتعثين لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في مرحلته الخامسة فعاليته التي بدأها الأحد الماضي؛ وذلك بانتهاء البرنامج المخصص للمرشحين والمرشحات للابتعاث لدولة كندا، وانطلاق برنامج دول أوربا وآسيا، وقد تضمن برنامج أمس الاثنين عدداً من المحاور التي ركزت على أهمية احترام المبتعث لأنظمة الدول الأخرى وعدم الثقة المفرطة بأي شخص يقابلونه مع الأخذ بالاعتبار أن الابتعاث أمانة كبيرة يحملها المبتعث على عاتقه.
وقال اللواء الدكتور علي بن فايز الجحني عميد كلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية إن الأخطار المتوقع حدوثها للمبتعث أصبحت تمثل الهاجس الأمني والشغل الشاغل لنا وكذلك للمبتعثين مطالباً بضرورة المحافظة على المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والأنظمة الأمنية والابتعاد عن «التصادم» مع جماعات الغلو في الدين، كذلك كل من يحاول إغوائهم عن الدين والوطن.
وأشار اللواء الجحني إلى أن المقاصد والأهداف السامية للابتعاث تكمن بأن المبتعث السعودي يمثل بلدا إسلاميا من حيث إنه ينتمي لدولة هي أساس الالتزام بأحكام الشريعة وعقيدة التوحيد، وذلك في ظل ولاة أمر حريصين على عودة المسلمين لكتاب الله وسنة رسوله.. وأضاف أن هناك نقاطاً من الممكن أن يستغل فيها أمن المبتعث وسلامته من ضمنها حب الظهور والتهاون في الحفاظ على قيمه وأخلاقياته، ولفت إلى أن هناك جملة من صور استغلال المبتعث ومنها التذمر والتعاطف مع أفكار معادية والقيام ببعض الأعمال المنافية للأخلاق كتعاطي المسكرات والمخدرات والمحرمات وضياع الوقت في كثرة الذهاب لأماكن التسلية والترفيه وعدم التقيد بالهدف الأساسي وهو التعلم وكذلك عدم الوعي التام بأضرار السلوكيات الخاطئة كما حذر من الجلوس مع أصحاب الأفكار الهدامة.
وختم عميد كلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية محاضرته أمام الطلاب المبتعثين باستعراض عدد من أساليب الاستغلال والاحتيال التي طالبهم بالحذر منها وضرورة المحافظة على التقاليد والأعراف الحسنة وأن الدين سلوك حسن يجب نشره بالمعاملة الحسنة لا بالطرق الخاطئة.
سمات الإنسان المعتدل
من جانبه قال الأستاذ فواز بن محمد آل داوود المستشار بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إن عدم التشبث بالرأي من سمات الإنسان المعتدل المتوازن وأن أهم أهداف حضوره للالتقاء بالمبتعثين هو كيفية تعرفهم على مهارات الحوار مع الآخر مستشهداً برأي الإمام الشافعي «رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب» مؤكداً على ضرورة عدم فرض الرأي على الآخرين أثناء الحوار خاصة وأن المجتمع الذي سيفدون إليه يختلف كلية عن مجتمعنا العربي.
وبين الداوود أنه من المهم أن يتعرف المبتعث على بعض المهارات المتعلقة بالحوار والاتصال الفعال وأن يتجنب الخوض في جدل أشبه ما يكون بالجدل العبثي أو المنتفي الغرض، والذي يتوجه لإثبات وجهات النظر دون تملك أساليب الإقناع، مشيراً إلى أن التعرف على المشكلة هو بداية الحل وعدم الدخول في صراعات فكرية وحوارية هو سبيل المتحاور لتجاوز الخلافات كما يجب على المتحاور أن يكون واضحاً في حواره وبعيداً عن الغموض.
وفي نهاية حواره مع المبتعثين أكد الداوود على أهمية الإنصات للآخرين وعدم المقاطعة المستمرة والدخول في الأحاديث الخاصة دون أن تكون عضوا في المناقشة أو مدعواً لها وتمنى منهم أن يتابعوا برامج إدارة الحوار والتي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حتى يتمكن الطلاب والطالبات المبتعثون من التعرف على الأساليب المثلى للحوار وكيفية إدارته.
أضرار المخدرات
عقب هذه المحاضرة استمع الطلاب إلى نصائح توعوية هامة عن أضرار المخدرات تناولها معهم الرائد فهد بن عبدالعزيز الدهيش مدير مكافحة المخدرات بمركز التأهيل النفسي بمنطقة القصيم والذي عرض على الحضور العديد من الموضوعات المتنوعة الخاصة بالمشاكل التي قد يقع فيها المبتعث من جراء التورط مع أصدقاء السوء وخوض تجربة المخدرات مشيراً إلى أن هناك من البعض الذي يروج لكون أن المخدرات ليست كلها تؤدي إلى الإدمان نافياً ذلك ومؤكداً أنه ما من مخدر إلا ويسبب الإدمان مهما كان الأمر.
الدهيش أكد للطلاب أن وسائل الإعلام الغربية تنتهز فرصة وقوع أي مواطن سعودي في الخطأ وتعمل على تضخيمه للنيل من أمن وسلامة المجتمع محذراً الشباب أيضاً من السعي لاستغلالهم في ترويج المخدرات بعد إدمانهم أو تهريبها للمملكة، كذلك سعي بعضهم إلى استغلال أرقام حساباتهم في غسل الأموال الخاصة بهم، كما عرض عليهم العديد من أشكال وأنواع المخدرات التي قد يجدونها في الخارج حيث نال اصطحابه لشنطة متكاملة فيها العديد من صنوف المواد المخدرة استحسان الطلاب الذين دعوا الله أن يجنبهم شرها وبلاءها، كما قص عليهم أيضاً عدداً من القصص الواقعية التي وقع فيها بعض الطلاب نتيجة رفقاء السوء داعياً الجميع إلى ضرورة الانتباه لما يمكن أن يكنه له الآخرون من شرور.
شروط وضوابط
من جانبه تحدث الدكتور عبدالله القحطاني مدير عام الإدارة العامة لمعادلة الشهادات بوزارة التعليم العالي عن المشاكل التي قد تواجه البعض في معادلة شهاداته مؤكداً بأن الوزارة قد وضعت عدداً من الشروط والضوابط الخاصة بمعادلة الشهادات الجامعية كما أن قرار الابتعاث الخاص بكل طالب يحتوي على نص أساسي بضرورة التزام المبتعث بلائحة لجنة معادلة الشهادات وقواعدها التنفيذية وبالتالي فإن عدم الالتزام بهذا القرار يعني أن الوزارة ستكون في حل من معادلة الشهادة التي حصل عليها المبتعث.
وأضاف القحطاني أن لجنة معادلة الشهادات بالوزارة هي هيئة علمية على درجة عالية من الخبرة والأكاديمية العلمية وتمارس مهامها في معادلة الشهادات الخارجية بمثيلتها في المملكة وأعضائها من أعضاء هيئات التدريس بالمملكة منوهاً بأن الطلاب المبتعثين وغيرهم محل اهتمام من هذه اللجنة وعلى استعداد تام لإجابة أي مواطن على أي استفسار خاص بالشهادة التي يرغب في دراستها.
واجب هام
الطلاب والطالبات اختتموا يومهم التدريبي بلقاء مع الدكتور يوسف بن عبدالله الشبيلي عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء الذي بدأ محاضرته للشباب والشابات بضرورة الالتزام بشخصيتهم وهويتهم الدينية وأخلاقهم الحميدة التي حملوها من هذا المجتمع دون غلو أو تشدد لأن الطالب أو الطالبة يمثلون هذا البلد مؤكداً أن عليهم واجبا هاما في دراستهم بالخارج يتمثل في الحفاظ على أخلاقيات المسلم السعودي الحسنة.
الشبيلي أكد للطلاب على أهمية تجنب بعض السلوكيات والأخلاقيات السلبية السيئة والتعامل غير السوي الذي قد يؤثر على سمعة الإسلام بالخارج معرباً عن أمله في أن يعتز الطالب أو الطالبة بشخصيته وقيمه والاعتدال في ملبسه خاصة الطالبات مؤكداً لهم وعن تجربة شخصية له أنه كلما تمسك الطالب أو الطالبة بقيمه وعاداته فرض احترامه على الآخرين، كما تمنى أن يراعوا خلال معاملتهم لمواطني الدول التي يذهبون إليها بعض الأمور الخاصة بالتعامل حيث لا مانع من تبادل الهدايا معهم دون أن يتنازل أي فرد عن قيمه وثوابته وخلقه كذلك أن يحرص الجميع على عدم الغش في التعامل مع الآخرين، كما نبه الشبيلي على أهمية عدم انتقاص ديانات الآخرين مهما كانت نظراً لكون بعض المجتمعات الغربية تحوي جنسيات من مختلف الديانات والمذاهب لذا يحتم على الطالب أو الطالبة أن يكون لديه بعض المعلومات البسيطة عن القواعد الإسلامية لكي يرد على بعض الشبهات التي تدور حول المسلمين.
ومن جهة أخرى تطرق فضيلة الشيخ إلى الأحكام الشرعية التي تشغل بال المبتعثين مثل المعاملات البنكية خاصة مع البنوك التي لا يوجد لديها فروع للمعاملات الإسلامية حيث أجاز الشبيلي فتح الحسابات الجارية في البنوك دون أن يصحب ذلك أو يترتب عليه فوائد ربوية كما تحدث معهم على ضرورة المحافظة على الصلاة والاهتمام بها منهياً حديثه بقوله «احفظ الله يحفظك».