يقول الشاعر أبو فراس الحمداني في عرض معاييره للتنافسية الاجتماعية السائدة آنذاك: |
ونحن أناس لا توسط بيننا |
لنا الصدر دون العالمين أو القبر |
تهون علينا في المعالي نفوسنا |
ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر |
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا |
وأكرم من فوق التراب ولا فخر |
وهي تنافسية لها أدواتها التي تستند إلى منظومة قيم ومفاهيم حاكمة لها يعبر عنها المبدع أبو فراس الحمداني بأبيات جميلة منها الشجاعة |
(ويا رب دار لم تخفني منيعة |
طلعت عليها بالردى أنا والفجر) |
|
(ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى |
ولا بات يثنيني عن الكرم الفقر) |
|
(فاظمأ حتى ترتوي البيض والقنا |
وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر) |
|
(هو الموت فاختر ما علا لك ذكره |
فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر)، |
|
(ولا خير في دفع الردى بمذلة |
كما ردها يوما بسوءته عمرو) |
|
(وقال أصحابي : الفرار أو الردى؟ |
فقلت : هما أمران أحلاهما مر) |
التنافسية الاجتماعية راسخة في مجتمعنا رسوخ الجبال الأمر الذي جعل النسيج الاجتماعي عنصرا حاسما في كثير الأمور في حياتنا الشخصية والعملية وفي كثير من مشاكلنا وقضايانا وهو أمر لابد من علاجه لتأخذ التنافسية الاقتصادية بكافة قيمها ومفاهيمها ومعارفها مكانتها الحقيقية في عصر أصبح فيه الاقتصاد العنصر الحاسم في تقدم الدول وقوتها فضلا عن مستوى كرامة العيش فيها. |
الجهة الحكومية المعنية برفع تنافسية بلادنا الاقتصادية كأحد أدوات توطين الاستثمارات المحلية وجذب الاستثمارات الخارجية الكبرى الناقلة للمعارف والخبرات والتقنية والقادرة على تعزيز سياسية حكومتنا الرشيدة في تنويع القاعدة الاقتصادية هي الهيئة العامة للاستثمار ومن باب الأمانة فقد بذلت الهيئة جهودا كبيرة ومقدرة في هذا الشأن ونحن اليوم على أعتاب تظاهرة تنافسية متميزة حيث تنظم الهيئة برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن - حفظه الله - منتدى التنافسية خلال الفترة 23-26 يناير 2010م، وهي تظاهرة تنافسية مطلوبة وأكثر من ممتازة وسيكون لها الأثر الكبير في إعادة تشكيل منظومة قيمنا ومفاهيمنا ومعارفنا تجاه التنافسية إذا ما عززت ببرامج تنفيذية تعاونية من داخل الجسد المعني بالتنافسية من أجهزة حكومية ومنظمات خاصة ومنظمات مجتمع الأعمال من مؤسسات أكاديمية وبحثية وأجهزة منظمة للأنشطة الاقتصادية وغرف تجارية ولجان متخصصة مثل لجان شباب الأعمال وغيرهم. |
وأعتقد أن الشركات الكبرى المستثمرة في بلادنا من خلال نظام الاستثمار الأجنبي المباشر الذي تشرف على تنظيمه وتنفيذه الهيئة العامة للاستثمار يمكن أن تلعب دورا كبيرا في ترسيخ التنافسية في بلادنا إذا ما شاركت بفاعلية في برامج الهيئة العامة للاستثمار ودعمت مبادراتها لتحقيق المصلحة العامة التي ستنعكس دون أدنى شك على فرص نجاح ونمو استثماراتها طويلة المدى في بلادنا بالشكل المنشود وهو الأمر الذي نتوقعه منها ونتوقع من الهيئة أن تتعاون مع تلك الشركات على تحقيقه لتصبح الثلاثية الأكثر تأثيراً في التنافسية (الوقت، الجودة، التكلفة) مدعومة بقيم ومفاهيم السرعة، والدقة والإتقان، والإبداع، والعزيمة، والإصرار، والشراكة، والعطاء، والعمل الجماعي، والتعاون، والتكامل قيما ومفاهيم نعتز ونتغنى بها قولا وفعلا. |
|
|