عقد في الأسبوع الماضي وخلال الفترة من 17 إلى 19 المحرم 3- 5 يناير المؤتمر الثالث للأوقاف، والذي نظمته الجامعة الإسلامية بالتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية تحت عنوان: (الوقف الإسلامي: اقتصادية وإدارة وبناء حضارة) وكان حضوري لهذا المؤتمر بدعوة من معالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية، وقد وفر لي هذا الحضور التعرف على هذه الجامعة ونشاطها الكبير الذي ظهر بجلاء ووضوح في فترة الدكتور العقلا، حيث عمل على إصلاح أوضاعها وتطويرها وتفعيل دورها في المجتمع مع الإبقاء على خصوصيتها وهي أن تكون جامعة لأبناء المسلمين.
وقد كان المؤتمر الذي دعي إليه أفاضل العلماء والباحثين من بين الأنشطة الكثيرة التي تمت خلال الفترة القريبة، وهذا المؤتمر على وجه الخصوص يلامس قضية مهمة من قضايا الإسلام وهي الوقف الذي يعد من أهم الوسائل التي تسخر لخدمة الإنسان وترمي إلى تنمية المجتمع عن طريق العمل الخيري المثمر.
وعلى مدار الأيام الثلاثة التي عقد فيها هذا المؤتمر، تعرفت على مجموعة من الباحثات من مختلف أنحاء المملكة وخارجها، وكان الجميع يبدي إعجابه وتقديره لما لمسناه جميعاً من اهتمام وعناية وتقدير ومتابعة من منظمي المؤتمر الذين جندوا كل طاقاتهم لإنجاح المؤتمر، كما أن الجميع لمس الاهتمام الشخصي للدكتور العقلا حيث لم يترك أحداً إلا وسأل عنه وكان يتابع أمور المؤتمر والمؤتمرين بدقة وحرص على راحتهم.
ولإبراز مدى تواضع شخص الدكتور العقلا ورفعته وسمو خلقه أتذكر ومن كان معي كيف أنه حمل نفسه أي قصور يمكن أن نكون نحن المدعون قد شعرنا به وهو ما لم يحدث.
وكما أعرف، فإن للجامعة نشاطات أخرى قادمة جميعها تصب في مصلحة الوطن ومصلحة الثقافة والعلم.
إن خروج الجامعة الإسلامية إلى المجتمع هو نموذج يؤكد على الدور الذي يقوم به الإنسان القيادي وما يمكنه أن يؤديه إن أخلص في عمله للجهة التي يرأسها، والدكتور العقلا هنا يقدم لنا المثل والأنموذج، فقد استطاع في فترة قصيرة أن يجعل من الجامعة الإسلامية مؤسسة حديثة فاعلة وكون لها علاقات مع أطياف المجتمع ولم يقصرها على طيف واحد، وهذا هو قرار ولي الأمر عندما اختاره.
إلى ما قبل تولي الدكتور العقلا أستطيع أن أقول عن نفسي أنني لا أعرف أي شيء عن هذه الجامعة فيما عدا أنها جامعة تختص بالدراسات الدينية وتهتم بتعليم أبناء المسلمين من خارج المملكة على الرغم من قدم تأسيسها.
ولا شك أن تفاعل الجامعة الإسلامية مع المجتمع كان أمراً ضرورياً وقمة التفاعل تأتي من البرامج العلمية والثقافية من مثل هذا المؤتمر الذي شرفت في حضوره.
ولعل الجامعة توجه في مرات قادمة اهتمامها بالمرأة المسلمة في العالم فإذا كنا ندرك أن المرأة لها دور كبير في تنشئة المجتمع فإن الحرص على تعليم المسلمات في الدول غير العربية خاصة في أفريقيا وبلدان وسط آسيا وشرقها سيكون أمراً مؤثراً وفاعلاً في ترسيخ قواعد الإسلام أولاً، وفي نشر العربية وتوثيق العلاقة بين المسلمين والمملكة العربية السعودية، وقد خصصت المرأة هنا لأنني أعرف أن الجامعة تهتم بالذكور من أبناء المسلمين.